حيرة منتخب إنجلترا بمونديال قطر: تشارك تلام.. لا تشارك تلام

لندن- عكس تردد غاريث ساوثغيت مدرب إنجلترا لكرة القدم بشأن المشاركة في كأس العالم بقطر 2022 في ظل الاتهامات الموجه إليها في ملف حقوق العمال، حيرة الكثير من اللاعبين والمدربين الذين ترشحت فرقهم إلى النهائيات؛ ذلك أنهم إن شاركوا سيلامون بسبب سلبيتهم وإن لم يشاركوا سيلامون لأنهم قد يعرّضون فرقهم لعقوبات قاسية.
وقال ساوثغيت إن مقاطعة كأس العالم لكرة القدم في قطر هذا العام بسبب قضايا حقوق الإنسان لن تحقق الكثير بشكل عام، وإن القرار لا يعود إليه أو للاعبيه.
وأبلغ ساوثغيت الصحافيين الجمعة، ردا على سؤال عما إذا كان بإمكان إنجلترا مقاطعة كأس العالم، “هذا ممكن، لكن القرار لا يعود إليّ أو إلى اللاعبين”.
◙ العديد من الاتحادات الرياضية الدولية نقلت بطولاتها من روسيا وأُوقفت الفرق والمنتخبات الروسية بعد غزو أوكرانيا
ويعتقد مراقبون أن الأمر صار أكثر جدية من تأثير المال القطري، مع إثارة موضوع المال الروسي في الدوري الإنجليزي ودخول موضوع السعودية ونيوكاسل على الخط، ما رفع منسوب التساؤلات بشأن مصداقية المسابقات المحلية والدولية، وهل أن كرة القدم لا تزال لعبة تقوم على تكافؤ الفرص أم أن دخول الأثرياء سيغير وجهتها وغايتها؟
ويأتي حديث ساوثغيت بعد يوم واحد من التصريحات التي أدلى بها نجم المنتخب الإنجليزي هاري كين، والتي قال فيها إن “من حق الجماهير التي ستحضر إلى قطر أن تشعر بالأمان”، مضيفا “سنقوم بتسليط الضوء على حقوق الإنسان في قطر”.
وأضاف القائد هاري كين أن لاعبي إنجلترا سيستغلون منصاتهم على وسائل التواصل لتسليط الضوء على القضايا المحيطة بالبطولة.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إن القوانين القطرية تميز ضد النساء ومجتمع المثليين، بينما خلص تقرير لمنظمة العفو الدولية إلى أن ممارسات مثل حجب الرواتب وفرض رسوم على العمال الراغبين في تغيير جهة العمل لا تزال منتشرة على الرغم من الإصلاحات المتعلقة بنظام العمل والتي أجريت في عام 2014.
وتقول قطر إن العمل لا يزال جاريا للانتهاء من تطوير النظام الخاص بالعمل في البلاد، لكنها تنفي الاتهامات الواردة في تقرير منظمة العفو الدولية.
وقال ساوثغيت “ما أفهمه هو أن اتحاد كرة القدم أجرى مناقشات مع منظمات مثل العفو الدولية ويشعر بأن المزيد من التغييرات ستحدث إذا تم تسليط الضوء على هذه الأشياء”.

غاريث ساوثغيت: اتحاد كرة القدم أجرى مناقشات مع منظمات مثل العفو الدولية ويشعر بأن المزيد من التغييرات ستحدث
وتساءل “لا أعرف حقا ما الذي ستحققه (المقاطعة)… البطولة ستمضي قدما. أعتقد أننا اتخذنا قرارنا بالفعل عندما دخلنا البطولة. كلنا يعرف منذ سنوات طويلة أن هذه البطولة ستقام في قطر”.
وتستضيف إنجلترا، التي تأهلت بالفعل لكأس العالم، سويسرا يوم السبت وكوت ديفوار بعدها بثلاثة أيام وديا في ويمبلي.
وقال ساوثغيت الجمعة إن فريقه سيتعرض للانتقاد بغض النظر عن الإجراء الذي قد يتخذه.
وأضاف “الحقيقة، للأسف، عندما نتحدث عن أكبر قضية، وهي غير دينية وغير ثقافية، (يتبادر إلى الذهن) ما حدث خلال بناء الملاعب، ولا يوجد شيء يمكننا القيام به حيال ذلك، للأسف”.
وتابع “إذا كان (الموقف) ضد قطر كدولة، فنحن متشابكون مع قضايا أخرى مثل التي رأيناها مع روسيا ومع جميع أنواع الاستثمار في بلدنا… نحن في عالم معقد بهذه الصفقات كما رأينا في السعودية مؤخرا”.
ونقلت العديد من الاتحادات الرياضية الدولية بطولاتها من روسيا وأُوقفت الفرق والمنتخبات الروسية بعد غزو أوكرانيا.
ويملك تحالف استثماري بقيادة صندوق الاستثمارات العامة السعودي نادي نيوكاسل الإنجليزي.
وأضاف ساوثغيت “يتحدث الناس من ناحية عن الاستثمار في نيوكاسل، ومن ناحية أخرى نطلب منهم خفض أسعار النفط حتى نتمكن من خفض أسعار الوقود لدينا”، مشددا على أن الأمر “بالغ التعقيد؛ العلاقات الدبلوماسية معقدة للغاية”.