بايدن ينجح في إظهار وحدة الصف ضد روسيا ويخفق في تشديد العقوبات

الأوروبيون يقرون استراتيجية جديدة للأمن والدفاع.
السبت 2022/03/26
وحدة في مواجهة موسكو تعوزها الحسابات الاقتصادية

عرقلت المخاوف الأوروبية، مسعى الرئيس الأميركي جو بايدن لتشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا وذلك بإضافة إمدادات الغاز الروسي إلى قائمة العقوبات غير المسبوقة. ويخشى الأوروبيون من تداعيات هذه الخطوة على أمنهم الطاقي.

بروكسل - نجح الرئيس الأميركي جو بايدن في إظهار وحدة صف بين العديد من القادة الغربيين في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا خلال ثلاث قمم شارك فيها في بروكسل الخميس.

لكن النتائج العملية المحدودة للاجتماعات المتتالية مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع، أكدت على الخيارات المحدودة التي تمتلكها العواصم رغم تحالفها الوثيق في مواجهة موسكو.

وخلال لقائه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، أكد بايدن أن “أهم ما ينبغي علينا القيام به في الغرب هو وحدة الصف”.

وحذر من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “كان يراهن على انقسام” الحلف الأطلسي في وقت تعمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والحلفاء على تعزيز العقوبات على روسيا على خلفية هجومها العسكري.

وقال بايدن إن بوتين “يفضل مواجهة 30 دولة مستقلة على مواجهة 30 دولة موحدة”، متعهدا السعي “لوحدة تامة وكاملة بين الديمقراطيات الكبرى”.

القيود المالية غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو لم تنجح في ردع بوتين عن قصف مدن أوكرانية

وحتى الآن وبمعزل عن الدعم الخطابي لحكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن الوحدة الغربية تجلت من خلال سياسة فرض العقوبات.

وفرضت كل من واشنطن ولندن وبروكسل عقوبات اقتصادية على روسيا، وسارعت في نفس الوقت إلى إرسال شحنات من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات إلى المدافعين عن أوكرانيا.

غير أن الدول الأوروبية الكبرى لم تتخذ إجراءات تستهدف إمدادات الغاز الروسي خشية تداعيات على أمن الطاقة لديها.

ورغم الصورة اللافتة للقادة في الاجتماعات الثلاثية في بروكسل، لم يعلن أي قرار جديد يذكر بشأن تدابير جريئة.

وفي أي حال فإن القيود المالية غير المسبوقة التي فرضت على موسكو لم تنجح في ردع بوتين عن قصف مدن أوكرانية.

وردا على سؤال أحد الصحافيين بشأن هذا الواقع لم يخف بايدن استياءه. وقال “لنصوب الأمر”، مضيفا “تذكرون، إن كنتم تتابعونني منذ البدء، أنني لم أقل في الحقيقة أن العقوبات ستردعه. العقوبات لا تردع. تستمرون في الحديث عن هذا الأمر”.

وأوضح أن العقوبات التي أعلنها قادة الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي لم تهدف إلى التصدي للغزو الروسي إنما لـ”زيادة المعاناة” على نظام بوتين.

وأضاف “طلبت عقد اجتماع الناتو اليوم للتأكد من أننا بعد شهر سنواصل ما نفعله”.

وتابع “ليس فقط الشهر القادم والشهر الذي يليه لكن للفترة المتبقية من هذا العام. هذا ما سوف يوقف” بوتين.

وعكَس البيان المشترك الصادر عن بايدن و27 من القادة الأوروبيين هذا التصميم المشترك. وقال إن القادة “قاموا بمراجعة جهودهم المتواصلة لفرض تكلفة اقتصادية على روسيا وبيلاروس، واستعدادهم لتبني تدابير إضافية ووقف أي محاولات للالتفاف على العقوبات”.

وأكد مسؤول في البيت الأبيض إن القادة عبروا عن “استمرار دعمهم للعقوبات والمساعدات الإنسانية، مع رسالة قوية تعبر عن الوحدة بين ضفتي الأطلسي والحاجة إلى مواصلة النهج”.

انسجام وتكامل في مواجهة الدب الروسي
انسجام وتكامل في مواجهة الدب الروسي

وأضاف أن “الرئيس بايدن عقد لقاء وديا مع قادة الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع المجلس الليلة وصافح كل زعيم تقريبا في الغرفة وتحدث لفترات أطول مع العديد منهم”.
لكن بعد شهر على هجوم بوتين الذي وصفه بايدن بـ”مجرم حرب”، لم تصدر تعهدات لافتة بفرض إجراءات أكثر تشددا.

ودعا زيلينسكي القادة الأوروبيين لوقف واردات النفط والغاز من روسيا، التي تمول جهود الحرب بمئات الملايين من الدولارات يوميا.

غير أن مسؤولين أميركيين يقرون بأنه فيما أن الولايات المتحدة دولة مصدرة للطاقة ويمكنها تحمل وقف الواردات الروسية، فإن العديد من الحلفاء الأوروبيين يعتمدون على الغاز الروسي لتوليد الكهرباء.

وتركز النقاش العملي في بروكسل بشكل أكبر على الحؤول دون أن تتمكن موسكو من إيجاد طريقة للالتفاف على العقوبات السابقة، كالعمل مثلا على منعها من استخدام احتياطها من الذهب. وتعهدت بعض الدول، ومن بينها كندا، تكثيف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا.

ولكن هنا أيضا فإن الغرب مقيد بضرورة عدم انجرار دول الناتو إلى الصراع كـ”طرف متحارب”، على حد قول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

واتفقوا في المقابل على نشر المزيد من المجموعات القتالية للحلف في دول بشرق أوروبا، للحؤول دون تمدد الحرب خارج أوكرانيا، من دون التدخل في النزاع في الداخل.

زيلينسكي يدعو القادة الأوروبيين لوقف واردات النفط والغاز من روسيا، التي تمول جهود الحرب بمئات الملايين من الدولارات يوميا

ووعد بايدن أيضا بأن يكون لواشنطن “رد” في حال نشرت روسيا أسلحة كيمياوية أو بيولوجية دون الكشف عن تفاصيل ذلك.

صادق رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، على وثيقة البوصلة الاستراتيجية للأمن والدفاع.

وناقش زعماء الاتحاد الأوروبي في اليوم الثاني من قمتهم، الجمعة، ملف الطاقة وتقليص الاعتماد على روسيا وارتفاع أسعار الطاقة في الآونة الأخيرة.

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، في تغريدة عبر تويتر مصادقة الزعماء على وثيقة البوصلة الاستراتيجية.

وتضمنت الوثيقة تعزيز السياسة الأمنية والدفاعية للاتحاد الأوروبي بحلول 2030، وسرعة الاستجابة لدى وقوع الأزمات في المنطقة كالحرب الروسية الأوكرانية.

وتتضمن مسودة البوصلة الاستراتيجية التي أعدها جوزيب بوريل، مسؤول العلاقات الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد، 4 عناصر رئيسية تشمل تعزيز دور الاتحاد الأوروبي في إدارة الأزمات، وتحسين قدراته الدفاعية، وتمكينه من مقاومة الأزمات وإقامة شراكات مع دول ثالثة.

وتسلط الوثيقة، التي تحدد التهديدات والتحديات الجديدة التي يواجهها الاتحاد الأوروبي، الضوء على مفاهيم مثل “الشراكة القوية بين الناتو والاتحاد الأوروبي، والوحدة السياسية، والانسجام، والتكامل” بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

5