بلبلة على الترند السعودي بسبب خبر مجتزأ عن بث الصلاة

الرياض - أثار خبر مجتزأ عن منع بث الصلوات من المساجد في السعودية خلال شهر رمضان جدلا واسعا على موقع تويتر.
واستغلت حسابات تعليمات وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية لمنسوبي المساجد في المملكة خلال شهر رمضان، ومن بينها “عدم نقل الصلوات أو بثها في الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها” ما تم تفسيره بشكل ‘خاطئ’ أنه سيتوقف بث الصلوات من الحرمين الشريفين، لتوجيه سهام الانتقاد للنظام السعودي وتجييش السعوديين.
وأكدت الوزارة على منسوبي المساجد من أئمة ومؤذنين بضرورة الانتظام في عملهم، وعدم التغيب خلال شهر رمضان المبارك، وعدم استخدام الكاميرات الموجودة في المساجد لتصوير الإمام والمصلين أثناء أداء الصلوات، وعدم نقل الصلوات أو بثها في الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها. ولم يتطرق البيان إلى نقل الصلوات في الحرمين الشريفين.
ودخلت حسابات بثقلها “للتباكي على الإسلام”، مؤكدة “عودة السعودية لعصر الجاهلية” ووضعت هذه الحسابات صورا للحرمين الشريفين لربطها بقرار منع بث الصلوات إعلاميا من المساجد.
وكتب حساب:
وتشدد الحسابات الوهمية على خطابات دينية عاطفية تخاطب مشاعر الشباب السعودي. وقال حساب “كل الذي يجري في السعودية من قبل ومن بعد يوحي بأن الحرمين الشريفين أصبحا في الأسر.. وهي مقدمة لإلغاء الإسلام من منهج الدولة والعودة إلى الجاهلية”.
وكان الحساب المعروف باسم تركي الشلهوب الذي يدار من خارج السعودية أكثر الحسابات نشاطا ضمن هاشتاغ #بث_الصلاة_مطلب فقال إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يُحاصر مظاهر الدين والتدين في أرض الحرمين! وأنه يقود “الحرب على الإسلام”.
وقالت مغردة تدعى حصة بنت محمد الماضي تقول إنها معارضة سعودية وتعيش في السويد:
drhussahmm@
إن استمرت السلطة السعودية في احتلال #بلاد_الحرمين سنسمع منع الصلاة جماعة وهدم المساجد.
وقال مغرد يدعي أنه باحث وناشط مهتم بشؤون الخليج السياسية:
ويؤكد معلقون أن الحسابات الوهمية عوضت غياب “الصحونج” من المجال العام. والصحونج هي تسمية يطلقها سعوديون على رموز الصحوة وأنصارها. وترمز فترة الصحوة إلى العقود الأربعة الماضية، عندما ساد فكر ديني مثير للجدل مرتبط بالحياة العامة في البلاد جوهره انتزاع البسمة وروح الفرح من المجتمع، بالتركيز على الفظاظة والغلظة في الخطاب.
وحاولت حسابات تحييد المغردين السعوديين الذين يدافعون عن القرارات الرسمية باعتبارهم “مطبلون”، وقال حساب “نحو الحرية” الوهمي والذي يدار من خارج السعودية “صدقوني لو مُنعت الصلاة بنفسها سيقول المطبلون قرار صائب فهي تعطلنا وتشغلنا عن تحقيق أهداف رؤية 2030”. ليذهب بعدها إلى تأكيد أن الخطوة “لا ترضي كل صاحب دين ومروءة”، مطالبا بالتغريد عبر هاشتاغ #بث_الصلاة_مطلب لـ”رفض هذا التعسف”!
كما لم تنس هذه الحسابات استحضار الشرطة الدينية السعودية. وسبق أن شهدت المملكة تحديدا لدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت بمثابة شرطة دينية في البلاد. وبات انتشار عناصرها محدودا بل حتّى معدوما.
وكتب حساب:
mas_alhmgri@
سقى الله أيام كانت الهيئة تسكر كل المحلات وتزعجنا الصلاة الصلاة أما اليوم فقد فتحت كل شيء حتى المطاعم في نهار رمضان بتوجيهات طويل العمر.
وانتقد ناشط سعودي التجييش ضمن الهاشتاغ وكتب:
a_alfaifawi@
قنوات تبث على مدار الساعة لنقل الصلاة من أطهر البقاع على نفقة السعودية ثم يقول الصحونجي إنّ السعودية تمنع مشاهدة الصلوات!
وقال الناشط المصري سامح عسكر:
وتعرف هذه الحسابات بمهاجمة الانفتاح السعودي. ويقول سعوديون إن الحسابات التي تهاجم النظام السعودي وهمية في معظمها، وهدفها توجيه الرأي العام السعودي، خاصة أن تويتر يعد ساحة يجتمع فيها المواطنون لتبادل المعلومات والآراء حول كل القضايا. ويتهم سعوديون جهات خارجية بالوقوف وراء الحسابات “لتشويه سمعة السعودية والسعوديين”.
ويؤكد معلقون أن هناك تربصا واضحا بالانفتاح الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأقرّت السعودية تغييرات جذرية، لم يكن تخيلها أمرا ممكنا قبل سنوات قليلة على غرار فتح المحلات وقت الصلاة. ويعكس شمول الإصلاح للجانب الديني وجود حاجة للتخلّص من سطوة التشدد.