تغيير بيئة المنزل والأصدقاء يعرض الأطفال إلى الضغوط العصبية

الانتقال إلى منزل مختلف يصيب الأبناء بالاكتئاب والتدهور النفسي.
الجمعة 2022/03/25
إعداد الأطفال للتغيير أمر ضروري

واشنطن - يغفل الآباء عن الاحتياجات العاطفية لأطفالهم عندما يتخذون قرار الانتقال إلى منزل مختلف وبيئة جديدة ما يعرض الأطفال إلى الضغوط العصبية.

وتُظهر بعض الأبحاث أن الانتقال، وخاصة إلى مدرسة جديدة، قد يؤدي إلى إصابة الطفل بالاكتئاب والتدهور النفسي، وفقا للمرحلة العمرية.

وبينت دراسة نشرتها المجلة الأميركية للطب الوقائي عام 2016، أن أولئك الذين انتقلوا خلال طفولتهم بصورة متكررة من منزل إلى آخر، أو من مدينة إلى أخرى، أظهروا معدلات أعلى لمحاولات الانتحار والعنف والإجرام والأمراض العقلية وتعاطي المخدرات، وكان الأطفال في الفئة العمرية من 12 إلى 14 عاما الأكثر عرضة للخطر.

الأطفال الذين انتقلوا بصورة متكررة من منزل إلى آخر، أو من مدينة إلى أخرى، أظهروا معدلات أعلى لمحاولات الانتحار

ووجدت الدراسة، من خلال بحث أُجري على 1.5 مليون طفل لمدة تراوحت بين 20 و25 عاما، أيضا أن تأثير الانتقال لم يتغير عبر الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، بمعنى أن المستوى الاجتماعي أو مدى رفاهية الموقع الجديد لاستقرار الأسرة لم يكن له أي تأثير.

لذلك، بغض النظر عن الوضع المالي للوالدين، قد لا يزال الأطفال معرضين لخطر نفسي كبير بعد الانتقال المتكرر من منزلهم وبيئتهم في مرحلة الطفولة.

ويشعر الأطفال بأنهم سيفارقون بيئتهم المحيطة التي يرونها آمنة وهم لا يعرفون عادة ما الذي ينتظرهم في نهاية الرحلة.

ويرى خبراء علم النفس أنه من الضروري جدا إعداد الأطفال الصغار بحرص لهذا التغيير والجانب الرئيسي هو النفسي، لكن يمكن أيضا وضع خطة الانتقال بطريقة تجعلها أكثر مواءمة لعقلية الطفل.

وقالت جيزيلا جيربر أستاذ علم النفس في جامعة فيينا إن بناء منزل جديد أو تجديد منزل قديم يمكن أن يكون أمرا مثيرا للأطفال، فهم يرغبون في رؤية كل غرف المنزل. ويجب على الآباء أن يشرحوا كيف ستستخدم هذه الغرف. وأضافت أن الأطفال ابتداء من سن التاسعة أو العاشرة يكونون قادرين على التفكير بصورة تجريدية. وعندما يبلغ الأطفال هذه السن يمكنهم إعداد رسومات لغرفتهم.ولا يتعين بالضرورة إشراك الأطفال في عملية البحث المضنية عن منزل جديد وإن كان بالإمكان إشراكهم بمجرد الاستقرار على عدة خيارات محدودة للمنزل وعند مشاهدة المنزل الجديد المحتمل للمرة الثانية.

وقالت جونهيلد رويتر الخبيرة الألمانية في فرش غرف الأطفال إنه يتعين أيضا استكشاف البيئة المحيطة بالمنزل الجديد، مشيرة إلى أن المشي إلى أقرب مقهى أو إلى دار الحضانة الجديدة يساعد في تكيف الطفل الأصغر مع الوضع الجديد. وأضافت أنه في الوقت نفسه يدرك الأطفال أن آباءهم يضعون احتياجاتهم في الاعتبار.

الطفل يجب أن يكون قادرا على فهم انتهاء إحدى المراحل وبداية مرحلة جديدة، ولا يجب أن يرى التغيير على أنه انقطاع

وحذرت جيربر من أن الطفل يجب أن يكون قادرا على فهم انتهاء إحدى المراحل وبداية مرحلة جديدة، ولا يجب أن يرى التغيير على أنه انقطاع.

ويرى الخبراء أن إعداد الطفل للانتقال إلى منزل جديد يعني التطلع إلى الموقف المثير الجديد وأيضا وداع المحيط القديم الذي يحظى بالثقة.

ومن ناحية أخرى، رجح الخبراء أن عملية الانتقال قد لا تحمل أي تأثير سلبي تقريبا على الأطفال دون سن الخامسة.

ووفقا لدراسة أجرتها مؤسسة “ماك آرثر الأميركية”، فإن “الأطفال في سن ما بين الولادة ورياض الأطفال أُصيبوا بمشكلات في الأداء الاجتماعي العاطفي، ولكن ليس الأداء المعرفي في رياض الأطفال، بسبب التنقلات السكنية للأسرة”.

وهذا يعني أن الطفل الصغير سيواجه بعض الصدمات والضغوط بسبب الانتقال، لكن كل ذلك سيمر بسرعة نسبيا ما دام في طفولته المبكرة. ويكون السبب الرئيسي وراء الضيق للطفل الصغير هو تغير الروتين اليومي وبيئة المنزل والأصدقاء فقط.

17