زيلينسكي مستعد للتفاوض مع بوتين حول دونباس والقرم مقابل وقف الحرب

جهود لإخراج المدنيين من ماريوبول المدمّرة وحظر تجوّل في كييف.
الأربعاء 2022/03/23
روسيا تتقدم ببطء نحو كييف

لا يزال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يبذل مساعي لإيقاف الحرب على بلاده بالتفاوض مع نظيره فلاديمير بوتين مباشرة، إلا أنه يرفض في نفس الوقت الاستسلام والسماح بسقوط كييف معتمدا على دعم غربي غير مشروط. ولم يرد الرئيس الروسي على دعوة نظيره الأوكراني بينما تخوض لجان من الجانبين مفاوضات لم تسفر عن أي نتيجة حتى الآن.

كييف - أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لبحث كل الأمور مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إذا وافق على التفاوض مباشرة معه بما يشمل القرم ودونباس، لكن مع "ضمانات أمنية" بشكل مسبق، محذرا من أن أوكرانيا "ستدمر" قبل أن تستسلم.

وبعد قرابة شهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وفيما يتواصل القصف على المدن الرئيسية في البلاد، قال الرئيس الأوكراني لأول مرة إنه منفتح على "محاولة معالجة كل ما يزعج روسيا ويثير استياءها".

وأضاف أن "مسألة القرم ودونباس صعبة جدا للجميع”، مؤكدا "نحن بحاجة إلى ضمانات أمنية وإنهاء الأعمال العدائية، وحين يرفع الحصار نتحاور”، وذلك بشأن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014 والإقليم الواقع في شرق أوكرانيا حيث أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا "جمهوريتين" لا تعترف بهما سوى موسكو.

وأضاف الرئيس الأوكراني الذي يريد التحدث مباشرة إلى نظيره الروسي أن الشعب يجب أن يبدي رأيه باستفتاء “حول بعض أشكال التسوية" مع روسيا، محذرا في الوقت نفسه من أنه "علينا القيام بكل شيء حتى يعود دونباس وشبه جزيرة القرم إلينا (..) إنها مسألة وقت. نعم. لكن وقف الحرب الآن، هذه هي القضية".

وأعلن زيلينسكي أيضا أنه لا يريد “أن يجعلنا التاريخ أبطالا وأمة غير موجودة”، مشيرا إلى أن أوكرانيا “ستدمر” قبل الاستسلام. 

وعقدت عدة جولات تفاوض بين كييف وموسكو حضوريا وبواسطة الفيديو منذ اندلاع الحرب، لكن بدون نتيجة حتى الآن.

فولوديمير زيلينسكي: منفتح على معالجة كل ما يزعج روسيا ويثير استياءها

وميدانيا استمر القصف في بداية الأسبوع على عدة مدن مثل كييف وخاركيف وماريوبول وأوديسا وميكولايف.

وفي العاصمة حيث دخل حظر تجول جديد حيز التنفيذ الاثنين حتى الأربعاء، قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو الاثنين "قتل 65 من سكان كييف المسالمين بينهم أربعة أطفال" وأصيب حوالي 300 شخص بينهم 16 طفلا "في قصف عسكري روسي".

وفي وقت متأخر الأحد دمرت ضربة روسية قوية، سببها صاروخ كما يبدو، مركز ريتروفيل التجاري الضخم في أعنف هجوم على العاصمة منذ بدء الحرب.

ويبقى الوضع مأساويا في ماريوبول المدينة الساحلية الكبرى المحاصرة في الجنوب، حيث تقيم غالبية من الناطقين بالروسية وتقع بين القرم ومنطقة دونيتسك الانفصالية والتي تتعرض لقصف روسي منذ أسابيع. ورفضت الحكومة الأوكرانية إنذارا وجهته موسكو من أجل استسلام المدينة.

وتقول الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني هناك “خطير جدا” مع “نقص كبير في المواد الغذائية والماء والأدوية يهدد الأرواح”. واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن "ما يحدث في ماريوبول جريمة حرب كبرى".

والاثنين تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي بواسطة الفيديو وبحثوا ”الوضع الإنساني الحرج في ماريوبول وضرورة إيصال المساعدة الإنسانية بدون عراقيل”، كما أعلنت الرئاسة الفرنسية.

ومن جهته اتهم زيلينسكي روسيا “بتدمير” المدينة التي دخلتها الدبابات الروسية. وقال "إنهم يحوّلونها إلى رماد لكننا سنستمر".

وفي خيرسون المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا، تم تفريق تظاهرة للمدنيين ضد الاحتلال الروسي الاثنين باستخدام الأسلحة الرشاشة وقنابل صوتية والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة شخص على الأقل، بحسب مسؤولين أوكرانيين.

وفي شمال شرق البلاد، أكدت هيئة أركان الجيش الأوكراني الثلاثاء أن قرابة 300 جندي روسي انشقوا قرب أوختيركا في منطقة سومي، مؤكدة أن القوات الروسية لا تملك ذخائر وطعامًا ووقودًا سوى لثلاثة أيام.

 الوضع الإنساني في ماريوبول حرج يتطلب إيصال مساعدات إنسانية
 الوضع في ماريوبول حرج يتطلب إيصال مساعدات إنسانية 

وفي منطقة دونباس التي تنشط فيها حركة انفصالية موالية لروسيا ، قُتل 124 مدنيًا على الأقل في منطقة لوغانسك، وفق ما أفادت الإدارة المحلية. وتحدثت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء عن سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا على العشرات من البلدات في دونباس.

واستهدف هجوم روسي مساء الاثنين مدينة أفدييفكا المحاذية لدونيتسك في شرق أوكرانيا، ما أسفر عن خمسة قتلى و19 جريحًا، وفق ما أفادت ليودميلا دينيسوفا المكلّفة بشؤون حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني.

وأعلن الجيش الأوكراني الاثنين أن الروس خسروا 15 ألف جندي فيما أعلن زيلينسكي مقتل 1300 جندي أوكراني وهي أرقام يصعب التحقق منها. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر استخباراتية أميركية القول إن أكثر من سبعة آلاف روسي قتلوا.

وأقر وزير الدفاع الأوكراني أوليسكي ريزنيكوف بأن "الوضع صعب جدا" في مواجهة "عدو متفوق عدديا والتهديد بغزو بري من قبل جيش بيلاروسيا حليفة موسكو".

وقرر وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي الاثنين مضاعفة دعمهم المالي لشراء أسلحة ترسل إلى كييف بعد استنفاد مساعدة أولى بقيمة 500 مليون يورو.

نهاية الأسبوع ستشهد حركة دبلوماسية مكثفة حيث يشارك بايدن في قمة طارئة لحلف شمال الأطلسي وفي اجتماع لمجموعة السبع وقمة للاتحاد الأوروبي

وستشهد نهاية الأسبوع حركة دبلوماسية مكثفة حيث يشارك بايدن الخميس في بروكسل في قمة طارئة لحلف شمال الأطلسي وفي اجتماع لمجموعة السبع وقمة للاتحاد الأوروبي قبل أن يزور الجمعة والسبت بولندا، الدولة الرئيسية لوصول اللاجئين الأوكرانيين.

وفرّ حوالي 3.5 مليون شخص غالبيتهم من النساء والأطفال من أوكرانيا منذ الرابع والعشرين من فبراير بحسب حصيلة للأمم المتحدة نشرت الاثنين.

وفي موسكو اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن بايدن وضع العلاقات الروسية – الأميركية “على حافة القطيعة” من خلال تصريحاته “غير اللائقة” التي وصف فيها بوتين بأنه “مجرم حرب”، وتم استدعاء السفير الأميركي الاثنين.

وأعيد طرح موضوع فرض حظر أوروبي محتمل على المحروقات الروسية مع الدعوة التي وجهها الرئيس الأوكراني الاثنين إلى الاتحاد الأوروبي لوقف كل تجارة مع روسيا لاسيما “موارد الطاقة”. واستبعد الأوروبيون الذين يعتمدون بشدة على النفط والغاز الروسيين حتى الآن فرض عقوبات على هذا القطاع.

وقال بوريل “لن يتم اتخاذ قرار هذا الأسبوع بشأن أي حزمة عقوبات”، مضيفا “لكن سيتم إعطاء توجيهات الخميس والجمعة خلال قمة رؤساء الدول والحكومات وستتبعها قرارات ملموسة”.

5