الحوثيون يردون على مبادرة السلام الخليجية بهجمات على السعودية

الجماعة المتمردة تشن هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة على مرافق للطاقة وتحلية المياه في ينبع وجنوب المملكة دون أن تسفر عن خسائر بشرية.
الأحد 2022/03/20
استهداف ثان لأرامكو في أقل من عشرة أيام

الرياض - أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في ساعة مبكرة من صباح الأحد أن جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، شنت هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة على مرافق للطاقة وتحلية المياه في المملكة، وذلك في أعقاب مشاورات أعلن عنها مجلس التعاون الخليجي بين الأطراف اليمنية، في محاولة لإيجاد خارطة للسلام وإنهاء الحرب.

وقال التحالف في بيان إن الهجمات استهدفت محطة لتحلية المياه بمدينة الشقيق ومنشأة تابعة لشركة أرامكو في جازان بجنوب البلاد، ومحطة الغاز بخميس مشيط ومحطة كهرباء ظهران الجنوب ومحطة للغاز الطبيعي المسال تابعة لأرامكو في ينبع.

وأفاد البيان الذي نشرته وسائل الإعلام الرسمية بأن هذه الهجمات المعادية والحطام الناتج عن عمليات الاعتراض تسببت في بعض الأضرار المادية بالمنشآت والسيارات والمنازل، وإنه لم تقع خسائر في الأرواح حتى الآن.

ولم يحدد البيان المنشآت التي تعرضت لأضرار. ونشرت وسائل إعلام حكومية صورا ومقاطع مصورة لما بدا أنه حطام من المقذوفات وسيارات ومبان متضررة ورجال إطفاء يخمدون النيران.

 

 وقال التحالف إن التحقيقات الأولية أظهرت أن الجماعة أطلقت صواريخ كروز إيرانية الصنع على محطة تحلية المياه ومركز توزيع جازان التابع لأرامكو.

وأكد أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ودمرت صاروخا باليستيا وتسع طائرات مسيّرة.

وأظهرت بيانات ملاحية لموقع "فلايت رادار" تعطل حركة الطائرات المتجهة إلى ثلاثة مطارات سعودية، وهي مطار أبها وجازان وجدة، وذلك عقب إعلان التحالف عن استهداف الحوثيين أهدافا ومنشآت متفرقة.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين إن الجماعة ستعلن خلال ساعات عن عملية عسكرية واسعة على السعودية.

وأكد المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي أن هذه الهجمات الهمجية تصعيد خطير. وأضاف أن ذلك يمثل رفضا من الحوثيين للمشاورات اليمنية المقرر إجراؤها في الرياض في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وكان المتمردون الحوثيون اشترطوا في وقت سابق "أرضا محايدة" للمشاركة في الحوار الذي يدعو إليه مجلس التعاون الخليجي. وقال مسؤول في "المجلس السياسي الأعلى" لجماعة الحوثيين، أبرز سلطة سياسية لدى المتمردين، إن جماعته ترفض الذهاب إلى الرياض للتحاور.

ولطالما أغلقت ميليشيا الحوثي كل أبواب السلام، في مقابل حرص مجلس التعاون الخليجي على فتح أبواب جديدة لحماية واحتواء مطالب جميع اليمنيين، والتصدي للتعنت الحوثي ذي السيناريوهات المتعددة.

ويأتي الهجوم بعد أيام على تعرض مصفاة لتكرير النفط في العاصمة السعودية الرياض في العاشر من مارس الجاري لهجوم بطائرة مسيّرة تبناه الحوثيون.

لكنّ السلطات السعودية قالت إنّه لم يؤثّر على أعمال المصفاة ولا إمدادات الخام ومشتقّاته في الدولة النفطية.

وتتّهم السعودية إيران بتسليح المتمردين اليمنيين، وبإعطائهم الضوء الأخضر لمهاجمتها. وقد وقع الهجوم فيما بلغت المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني مرحلة فاصلة تقلّصت فيها نقاط الخلاف إلى حدودها الدنيا.

وكثيرا ما يستهدف المتمردون الحوثيون مطارات ومنشآت نفطية في السعودية، أحد أكبر مصدّري النفط في العالم، على خلفية قيادة المملكة للتحالف العسكري المناهض لهم.

وفي مارس2021، تعرّضت مصفاة الرياض لتكرير النفط لهجوم بطائرات مسيّرة أدى إلى اندلاع النيران فيها، وتبنّى الهجوم المتمرّدون الحوثيون. وتسبّبت هجمات غير مسبوقة ضد منشآت لأرامكو في سبتمبر 2019 في توقّف حوالي نصف الإنتاج السعودي لأيام.

وفي نوفمبر 2020، استهدف الحوثيون بصاروخ محطة توزيع للمنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو في شمال مدينة جدّة.