هل مهدت الانفراجة في المحادثات النووية لتحقيق اختراق في ملف السجناء الأجانب في إيران

رئيس منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة يرحب بقرار الإفراج عن المواطنيْن مؤكدا أنهما سجنا على أساس تهم مفبركة حول الأمن القومي.
الخميس 2022/03/17
انتقادات حقوقية لإيران

لندن - أفرجت السلطات الإيرانية في طهران الأربعاء عن مواطنيْن يحملان الجنسيتين الإيرانية والبريطانية في نهاية مسلسل قضائي طويل وفي خطوة بدت مثيرة في توقيتها.

وأثار الإفراج تساؤلات عمّا إذا كان مرتبطا بالانفراجة المحققة في المحادثات الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015. وأكدت لندن نبأ الإفراج عن نازنين زاغاري - راتكليف وآنوشه آشوري، مؤكدة أنهما سيعودان إلى بريطانيا، في حين أفرج "مؤقتا" عن ثالث وهو مراد طاهباز من السجن.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إن زاغاري – راتكليف وآشوري "سيعودان إلى بريطانيا الأربعاء"، في حين أن مراد طاهباز "أفرج عنه من السجن مؤقتا".

وسلّمت طهران الإيرانية – البريطانية زاغاري – راتكليف المحتجزة لديها منذ نحو ستة أعوام إلى السلطات البريطانية في طهران. وأورد التلفزيون الرسمي على موقعه الإلكتروني "إيريب نيوز" أنه "تم تسليم زاغاري – راتكليف إلى الحكومة البريطانية بعدما أمضت عقوبة سجن لستة أعوام".

وأكد القضاء الإيراني في وقت لاحق الإفراج عن أنوشه آشوري أيضا. وكانت وسائل إعلام بريطانية ذكرت أن آشوري في طريقه أيضا إلى بريطانيا.

الإفراج عن المواطنين يثير تساؤلات عمّا إذا كان مرتبطا بانفراجة المحادثات الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي

وأتى الإفراج عنهما بعدما أشارت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس إلى أن لندن وطهران توصلتا إلى تسوية لدين قديم يبلغ 400 مليون جنيه إسترليني (467 مليون يورو) رفضت لندن تسديده منذ الإطاحة بشاه إيران العام 1979.

لكن لندن أعلنت الأربعاء أنها سددت الدين. وترى عائلتا زاغاري – راتكليف وآشوري أنهما كانا رهينة النزاع الدائر بين لندن وطهران.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية لإذاعة "بي.بي.سي" إنها جعلت "ضمان سداد الديون التي ندين بها بشكل شرعي للسلطات الإيرانية أولوية". لكن السلطات البريطانية تعمدت تجنب القول إن اعتقال المفرج عنهما وآخرين محتجزين في إيران على علاقة بهذا الدين.

وقالت تراس إن القضيتين منفصلتان، عازية التأخر في إعادة الأموال المتعلقة بطلبية مدرعات ألغيت بعد الثورة الإسلامية في 1979 إلى فرض عقوبات على إيران.

وقد تعزز الأمل بالإفراج عن زاغاري – راتكليف بعدما أعيد إليها جواز سفرها البريطاني الثلاثاء أثناء وجود فريق تفاوض بريطاني في إيران.

وكتبت النائبة المحلية توليب صديق الأربعاء على تويتر أن زاغاري – راتكليف كانت "في مطار طهران وهي في طريقها إلى ديارها".

وفي العام 2016 اعتقلت زاغاري – راتكليف في طهران أثناء زيارة إلى أسرتها، وهي مديرة مشروع في مؤسسة تومسون رويترز، فرع الأعمال الخيرية لوكالة الأنباء التي تحمل الاسم نفسه.

وكانت قد اُتهمت بالتآمر لقلب النظام الإيراني وهو ما تنفيه بشدة، وحُكم عليها بالسجن خمس سنوات. والعام الماضي، حُكم عليها مرة أخرى في أواخر أبريل بالسجن لمدة عام لمشاركتها في تجمع خارج السفارة الإيرانية في لندن في العام 2009.

وفي أكتوبر 2021 خسرت زاغاري - راتكليف استئنافها، ما أثار مخاوف أسرتها من إيداعها السجن مجددا بعد الإفراج عنها بسوار إلكتروني في مارس 2020 ووضعت في الإقامة الجبرية منذ ذلك الحين بسبب وباء كوفيد - 19.

طهران سلمت زاغاري - راتكليف المحتجزة لديها منذ نحو ستة أعوام إلى السلطات البريطانية في إيران

وأوقف آشوري وهو مهندس متقاعد في 2017 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بعد إدانته بتهمة التجسس لحساب إسرائيل. وقد نفى الاثنان نفيا قاطعا التهم الموجهة إليهما، فيما باشر آشوري إضرابا عن الطعام في سجن إيوين في طهران.

أما مراد طاهباز فهو إيراني - أميركي يحمل الجنسية البريطانية أيضا وقد أوقف مع مدافعين آخرين عن البيئة في يناير 2018 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بعد إدانته بتهمة "التآمر مع الولايات المتحدة".

ورحب ساشا ديشموخ رئيس منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة بقرار الإفراج "الرائع"، مؤكدا أن الاثنين "سجنا على أساس تهم مفبركة حول الأمن القومي".

وأضاف أنه بعد الإفراج عن زاغاري - راتكليف وآشوري "يجب على الحكومة أن تجدد فورا دعواتها للإفراج عن المواطنين البريطانيين الآخرين مهران رؤوف ومراد طاهباز اللذين لا يزالان يمران بالمعاناة نفسها مثل نازنين وأنوشه".

ومهران رؤوف ناشط حقوقي أوقف في أكتوبر 2020 وهو معتقل انفراديا بحسب منظمة العفو الدولية. واعتقل مواطنون يحملون جنسيات بلدان أخرى من النمسا وكندا وفرنسا وألمانيا والسويد والولايات المتحدة في ظل ظروف مماثلة.

ويأتي ذلك في وقت تم فيه تحقيق انفراجة في المفاوضات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي وهو ما دفع فرنسا الأربعاء إلى دعوة الأطراف المعنية به إلى التوقيع على التفاهم المطروح حاليا بشأن الاتفاق.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آن – كلير لوجاندر، إن "هناك حاجة ملحّة إلى إبرام الاتفاق"، في وقت تقترب إيران كل يوم من امتلاك القدرة على تصنيع قنبلة ذرية.

5