تعتيم أجساد ممثلات "الكواسر" في الكويت يثير السخرية

الكويت - أثارت قناة كويتية جدلا واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرضها مسلسل “الكواسر” بطريقة غريبة.

وقامت قناة “الكويت دراما” بالتعتيم على المناطق العارية بأجساد ممثلات المسلسل أثناء عرضه على شاشاتها. ونشر مغردون صورا ومقاطع فيديو تظهر مشاهد سوزان نجم الدين وصبا مبارك وغيرهما من الممثلات اللائي ظهرن فيها بملابس مكشوفة، تم تعديلها بالتعتيم على منطقة “الصدر المكشوف”.

ومسلسل “الكواسر” الذي يُعدّ الجزء الثاني من الفانتازيا التاريخية “الجوارح”، هو مسلسل سوري من نمط الميلودراما التاريخية من إنتاج عام 1998، ويقوم بدور البطولة أسعد فضة وسلوم حداد، مع رشيد عساف وسوزان نجم الدين، بالإضافة إلى عزيز إسكندر ومحمد حداقي وصبا مبارك ولينا حوارنة وديما بياعة، ومن تأليف هاني السعدي، إخراج نجدة إسماعيل أنزور وإنتاج “مركز دبي للأعمال الفنية” التابع لتلفزيون “دبي”.

وأثار عرض المسلسل بهذه الطريقة جدلا وسخرية واسعين وتساءل معلقون إذا كان المسلسل يحوي مشاهد خادشة أو غير لائقة فلماذا يتم عرضه أساسا؟ فيما قال مغردون إنهم شاهدوه قديما بصيغته الأصلية على تلفزيون الكويت ساخرين من “هذه الحركات التي عفا عليها الزمن”.

وقال مغرد:

وسخر آخر:

Athoora@

هاهاهاها بصراحة شي وايد يضحك مو كنا شايفينه بالتسعينات عالكويت عادي؟ وعلى أي أساس يتدخلون بهذه التفاصيل؟ لا جد #اڤورة (مبالغة).

وتهكم الكاتب خالد بن ثاني:

وتساءل مغردون “الكويت إلى أين؟”.

وقال معلق:

ALMOKAIMI@

قريبا كويت.. ستان.

قد تتوقع من هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن تحظر صور نساء يتناولن الخيار مثلا على شاشة التلفزيون وليس صور مؤخرات الجواميس.

وقال محام:

وتساءل سعوديون إن كان المطاوعة الذين تخلصت منهم السعودية ذهبوا إلى الكويت.

وكتب مغرد في هذا السياق:

pp_2523@

لا يكون مطاوعتنا راحوا عندهم.

وقال معلقون إن التعتيم يأتي بنتيجة عكسية. وقال أحدهم:

وقبل فرض الرقابة المسبقة لوزارة الإعلام على الأعمال الفنية، وعلى مدى 50 عاما تألقت الدراما الكويتية معبرة عن أحوال المجتمع راصدة لهمومه متشابكة مع كل التجربة الحداثية التي بدأ بها عصر الاستقلال، فكانت هذه الأعمال ذاكرة وطن في حقبة تاريخية مهمة ترسخت في وجدان الناس، ومازالت موجودة بقوة حضورها في وجدان الأجيال المتعاقبة. ووصلت الدراما التلفزيونية الكويتية في عصرها الذهبي إلى العالم العربي من خلال الفضائيات الخليجية، وأصبحت الكويت “هوليوود الخليج”، بفضل قوة نصوصها وأداء مبدعيها.

واعتبر مغرد أن ما يحدث “نفاق من أجل كسب الأصوات” وعدّها آخر “مجاملة للتيار الإسلامي”.

وقال مغرد ثالث:

q8infidel@

حركة ذكية… يتم إرضاء التيارات الدينية وبالمقابل يقومون بسرقاتهم المليارية وهو لابس (ثياب الواعظينا)!

فيما اعتبر مغردون أن ما يحدث يعبر عن:

وسبق أن ذكرت مصادر في وزارة الإعلام أن الموظفين في تلفزيون الكويت يتلقون تعليمات باتت تعرف بسياسات الرقابة الجديدة، وتقضي بقطع كل المشاهد المرفوضة رقابيا، بذريعة القيم المجتمعية أو الدين أو الصالح العام، من المواد الأرشيفية في تلفزيون الكويت، الأمر الذي تسبب في منع عرض الكثير من الأعمال التلفزيونية والمسرحية الكويتية الخالدة على التلفزيون الرسمي، أو في أفضل الأحوال تعرضها لسكين الرقابة التي تتعدى في أحيان كثيرة على النسخ الأصلية، ما يعني حذف هذه المشاهد من الذاكرة والأرشيف إلى الأبد.

وينشغل الرأي العام بما تفعله الرقابة على الكتب في الوزارة، بينما لا يعلم كثيرون ما يجري في الرقابة على التلفزيون حيث أصبحت الجلسات الغنائية التراثية وغيرها ممنوعة من العرض على تلفزيون الكويت بسبب المفاهيم الرقابية الجديدة التي يدفع بها مسؤولو الوزارة.

وأضافت المصادر أن المعيار لدى الرقابة هو الخوف من أي جدل، ومن أي رد فعل وانتقاد من الشارع أو بعض التيارات، والذي بدوره سينعكس على المنصب السياسي للمسؤول.

وعام 2020 حقق النشاط الكويتي انتصارا جزئيا على رقابة الكتب، ولكن حرية التعبير لا تزال مقيدة بشدة من خلال قوانين الصحافة والنشر. ووافق مجلس الأمة الكويتي على تعديل قانون المطبوعات والنشر، والذي أنهى عقودا من الرقابة الحكومية المسبقة والمشددة على النشر.

وحظرت الكويت ما يقارب الـ7000 كتاب في السنوات السبع الماضية، مما وضع معرض الكويت الدولي للكتاب تحت مجهر العديد من المنظمات الأدبية الدولية والمحلية.

وسخر معلق:

وتشهد الكويت “مدّا ظلاميا”. ويقول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إنه يتخذ من “التباكي على الدين والأخلاق مطية”. ويدين مغردون “الوصاية على الآخرين باسم الدين والأخلاق”.

وتصدر هاشتاغ #بالحريات_ما_نتغشمر الترند الكويتي على موقع تويتر قبل فترة قصيرة دعما لشبكة زين للاتصالات التي تتعرض لهجمة شرسة من إسلاميين على خلفية بثها لإعلان يحتفي بالحريات وورد فيه مشهد لفتيات يقمن بحركات يوغا.. وأجبرت الشركة على حذفه. وقبلها منعت وزارة الداخلية جلسة يوغا نسائية بطلب من نائب إسلامي.

والحادثتان “نزر قليل من فيض كثير”، وفق ما يقول معلقون إذ نصبت فئة من الكويتيين نفسها وصية على اختيارات الناس.