الرئيس التونسي يتحرك لضرب أيدي مدلسي وثيقة تهدد الأمن القومي

قيس سعيّد يدعو وزير الداخلية إلى ضرورة تتبع الجناة، مؤكدا أن مسك مدلس واستعماله لا يدخل إطلاقا في إطار حرية التعبير.
الأربعاء 2022/03/16
قيس سعيّد يتحرك بسرعة للضرب على أيدي المدلسين

تونس - تعكس دعوة الرئيس التونسي قيس سعيّد وزير الداخلية توفيق شرف الدين الثلاثاء إلى تتبع الجناة الذين يقفون خلف تداول وثائق مزورة تهدد الأمن القومي، سرعة التحرك لضرب أيدي أولئك المدلسين الذين يسعون لتوتير العلاقات الدبلوماسية لتونس مع الدول الصديقة، وخاصة دول الجوار.  

وقالت الرئاسة التونسية في بيان نشرته عبر صحفتها على فيسبوك مساء الثلاثاء، إن الرئيس التونسي قيس سعيّد تطرق خلال لقائه مع وزير الداخلية توفيق شرف الدين إلى مسألة تدليس وثائق رسمية تهم الأمن القومي لتونس، ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد الرئيس سعيّد ضرورة تتبع الجناة، لأن مسك مدلس واستعماله لا يدخل إطلاقا في إطار حرية التعبير.

وكانت بعض الصفحات والحسابات على فيسبوك قد تداولت مساء الاثنين وثيقة زعمت أنها رسمية وموقّعة من قبل الرئيس التونسي، وهي عبارة عن رسالة توجه بها إلى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.

وجاء في نص تلك الرسالة أن "الرئيس قيس سعيّد يساند روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وفسّر أن تونس صوتت ضد الحرب في مجلس الأمن مكرهة، وذلك في سبيل الحصول على التمويلات"، ووصفت هذه الرسالة صندوق النقد الدولي بأنه "عصابة لصوص وقطاع طرق"، وفق الوثيقة المزورة.

وأثار تداول تلك الوثيقة المزورة ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي واستنكارا واسعا من نشطاء، اعتبروا تداولها في هذا الظرف الاستثنائي الذي تعيشه تونس بمثابة إعلان حرب على البلاد وليس على رئيسها فقط.

وقال المحلل السياسي إبراهيم الوسلاتي "عندما تستضعف الدولة ويستباح أمنها يصبح كل شيء جائزا، مثل تسريب وثائق مصنفة 'سري للغاية' لمساسها بالأمن القومي للبلاد، ويصل الأمر حتى إلى تدليس وثائق رسمية صادرة عن جهات رسمية في أعلى مستوى، مثل الوثيقة التي تحدث عنها رئيس الجمهورية، وهي وثيقة مدلسة تسيء إلى بلادنا وإلى علاقاتها بدول أجنبية".

وأضاف الوسلاتي في تصريح لـ"العرب"، "الأجهزة الأمنية مطالبة بالكشف عن أصحاب هذه الفعلة المشينة في أقرب وقت ممكن، وتقديمهم إلى القضاء حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر".

وعبّر المحلل السياسي لطفي لعماري عن تفاجئه بتلك الوثيقة، وقال في تصريحات صحافية إن عملية تدليس تلك الوثيقة تكشف أن خصوم سعيّد لا يكتفون بمحاربته باحتكار المواد الغذائية والدعوة إلى التدخل الأجنبي، بل تجاوزوا ذلك لإعلان حربهم على تونس وتهديد أمنها القومي.

ودعا لعماري إلى ضرورة الضرب بقوة ضد المدلّسين للوثيقة، التي كان الهدف منها توتير العلاقة بين تونس والجزائر والدول الصديقة.

ورغم عدم اعتراف أي جهة بتدليس الوثيقة وتسريبها إلى الرأي العام، إلا أن بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وجهوا أصابع الاتهام إلى خصوم الرئيس قيس سعيّد، وعلى رأسهم حركة النهضة الإسلامية، التي سبق أن وجه لها الرئيس التونسي في وقت سابق اتهامات متواترة دون تسميتها، وحمّلها مسؤولية إرباك الوضع منذ اتخاذ الإجراءات الاستثنائية في الخامس والعشرين من يوليو الماضي.