غموض يلف مصير المفاوضات بين السعودية وإيران

الرياض - يلف الغموض مصير المحادثات بين المملكة العربية السعودية وإيران على ضوء تقارير إيرانية متضاربة بعضها يتحدث عن تعليق لهذه المحادثات وأخرى تشير إلى أنه لم يجر تحديد موعد لعقد جلسة جديدة من الحوار.
وقطعت العلاقات بين الخصمين الإقليميين منذ مطلع العام 2016، إلا أن البلدين اللذين يقفان على طرفي نقيض في مختلف الملفات الإقليمية، أجريا خلال العام الماضي أربعة لقاءات لتحسين العلاقات بينهما استضافتها العاصمة العراقية.
وأوردت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية الأحد أنه “لم يحدد بعد موعد لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات بين إيران والسعودية”. وأضافت “لم تعلن إيران بعد موعدا محددا لهذه المفاوضات”، مشيرة إلى أن “بعض المصادر الإخبارية أفادت أن المباحثات بين إيران والسعودية تم تعليقها مؤقتا”.
وأتت الأنباء عن تعليق المشاركة الإيرانية في الحوار غداة إعلان السعودية عن إعدامها في يوم واحد واحدا ثمانين شخصا أدينوا بجرائم مختلفة مرتبطة “بالإرهاب”.
وذكر الإعلام الرسمي السعودي أن الذين تم إعدامهم ينتمون إلى “تنظيمات داعش والقاعدة والحوثيين، وتنظيمات إرهابية أخرى معادية للمملكة”.
ونددت وزارة الخارجية الإيرانية الأحد بالإعدامات في السعودية، وقالت إنه"انتهاك للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي".
تقارير إيرانية تتحدث عن تعليق المحادثات مع السعودية على خلفية إعدام عناصر متورطة في جماعات على صلة بطهران
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير 2016 بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات من محتجين على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر.وتتهم إيران بتجنيد عناصر ينتمون إلى الطائفة الشيعية التي تقطن غالبيتها في المنطقة الشرقية في السعودية لارتكاب أعمال مزعزعة للاستقرار في المملكة.
وعقد البلدان أربع جلسات حوار بين أبريل وسبتمبر 2021، لكن إيران لم تظهر في الجلسات السابقة أي رغبة في تقديم التزامات جدية تهدّئ هواجس السعودية.
ويعتقد مراقبون أن طهران تبحث عن ذرائع للتنصل من أي اتفاقيات مع المملكة، خصوصا وأنها ترى بأن التوصل إلى اتفاق نووي بالصيغة القديمة يشرع لها المجال للعودة إلى المنظومة الدولية دون اضطرارها لتقديم أي تنازلات في علاقة بأجندتها الإقليمية.
وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
وتبدي السعودية أيضا قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ”التدخّل” في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية، لكن الرياض حريصة على ترك الباب مواربا للتوصل إلى أرضية تفاهمات مشتركة.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان رحّب في الخامس من مارس بتصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن علاقات الجوار بين المملكة وإيران، معتبرا أنها تظهر “رغبة” الرياض في استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.