روبرتو بوللي يبهر جمهور مهرجان أبوظبي برقصات كونية

اشتهرت فرقة “روبرتو بوللي والأصدقاء” بعروضها الراقصة التي تأخذ جمهورها في رحلة موسيقية إلى عمق الفن الكلاسيكي المتصل بالأداء المعاصر، حيث يقدم خلالها الراقص الرئيسي روبرتو بوللي لوحات تثبت قدرة الجسد على تجاوز حدود اللغات وتحوله إلى أداة تواصل تقفز حتى على حيز الحركة التقليدي وتقدم تعبيرات أخرى تشكل رسائل متعددة التأويل والفهم، في لغة جسدية رهانها الجمال والفكرة.
ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي في دورته التاسعة عشرة، تحت شعار “فكر الإمارات: ريادة إبداع – حرفية إنجاز – بناء حضارة”، التي تقيمها مجموعة أبوظبي للفنون والثقافة أدت أخيرا فرقة “روبرتو بوللي والأصدقاء” بالشراكة مع السفارة الإيطالية عرضها الأول، وذلك على مسرح قصر الإمارات.
روبرتو بوللي هو أول راقص باليه إيطالي تتم دعوته لتقديم عرضه في أوبرا المتروبوليتان في نيويورك. ويرقص بوللي أيضًا بانتظام كفنان ضيف مع شركات عالمية رائدة بما في ذلك رويال باليه ومارينسكي باليه وبولشوي باليه وأوبرا باريس.
تجربة عالمية
بعثت اللوحات الراقصة فكرة "الإحساس بالإيقاع"، وهو جوهر الرقص الذي بثّ في نفس الجمهور فكرة مرونة الجسد
درس بوللي الباليه في سن السابعة إلى أن وصل إلى النجومية. في عام 1990 لاحظه رودولف نورييف، الذي اختاره لكي يلعب دور تاديزيو في أوبرا موت في البندقية، لكن المسرح منعه لصغر سنه. وظهر في روميو وجولييت حيث تمت ترقيته إلى راقص رئيسي في لا سكالا. قدم رقصاته أمام الملكة إليزابيث والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والبابا يوحنا بولص، ورقص مع راقصة الباليه الملكي زينايدا يوناسكي في قاعة الاحتفالات في قصر باكنغهام بحضور الملكة. كما رقص بوللي في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2006 في تورينو حيث تم بث الحفل في جميع أنحاء العالم وشاهده 2.5 مليار متفرج.
ورقص بوللي الرقص الملكي، وفي باليه طوكيو، والباليه الوطني الكندي، وباليه شتوتغارت، والباليه الوطني الفنلندي، وستاتسوبر في برلين، ودار الأوبرا في فيينا، وستاتسوبر في درسدن، ودار الأوبرا البافارية، وإنترناسيونال مايفستسبيلي فيسبادن، ومسرح ديل أوبرا دي روما، ومسرح سان كارلو في نابولي، ومسرح المدينة في فلورنسا، وآخرها العرض الذي قدمه على مسرح قصر الإمارات الذي تميز بعرض استثنائي.
وفي عرضه الأخير كان نجمًا ساطعًا على مسرح قصر الإمارات حيث أبهر الجمهور بحركاته ورشاقته التي عبر عنها من خلال التقاء حركات الجسد مع الأضواء الراقصة وأنغام الموسيقى لكبار الموسيقيين الإيطاليين والعالميين.
واستطاع الراقص الإيطالي أن يقدم لوحاته الراقصة، المرسومة بالضوء والموسيقى وحركات الجسد، ويبعث النشوة في قلوب الحاضرين، إذ أن رقصاته تجازوت الثقافات والأعراق والقوميات، لأن لغة الجسد هي اللغة التي يتخاطب بها البشر، دون الحاجة إلى لغاتهم الأصلية.
وقد قدم هذه الرقصات بموضوعات متنوعة مع عدد من أشهر مؤدي الباليه المشهورين عالمياً بقدراتهم ومهاراتهم الفنية في الباليه، إضافة إلى عازف كمان أمتع الجمهور بعزفه المتألق، وتراوحت الرقصات بين الكلاسيكية والحديثة، لكنها كانت كالينابيع التي تمد النباتات بالماء.
فكرة الوطن
حركة أجساد الراقصين تألقت بروحها الإيحائية واستحائها من الطبيعة، وأثارت متعة بصرية استثنائية مفعمة بالروح الرومانسية.
كما تميّز الرقص الثنائي بدقته العالية وإنجازه التام إذ تخلله التوازن والثبات الرأسي وأسلوب دوران منطقة الكعب وأصابع القدمين وحركات شد الجسم، ما جسّد سيطرة الراقص على حركات جسده كليًا إلى حد الطيران على المسرح. وثمة تفاعل بين الراقص وحركات الشريك على المسرح أيضًا، وهو ما ميّز الرقص الثنائي.
وقد بعثت اللوحات الراقصة فكرة “الإحساس بالإيقاع”، وهو جوهر الرقص الذي بث في نفس الجمهور فكرة مرونة الجسد الإنساني القابل لجميع الحركات والألعاب على المسرح.
وبقوامه الرشيق استطاع روبرتو بوللي أن يظهر مهارته على المسرح، ويثبت أن الرقص فن قائم بحد ذاته يتفوق أحيانًا على وسائل التعبير الأخرى.
وكانت رقصات بوللي تؤكد فكرة الوطن وتسعى لتوحيد الأوطان واللغات والتاريخ والتراث، وهي وإن ارتبطت بوطن معين، كما هو الحال مع بوللي في إيطاليا، فإننا لسنا بحاجة إلى لغة لكي نفهم حركات الجسد ورقصاته، وهو ما يبثّ الفرح والابتهاج في نفس المتفرج مهما كان البلد الذي ينحدر منه.
و حركات بوللي تتدفق فيما أصدقاؤه على المسرح يضبطون إيقاع الموسيقى والرقص. والباليه الايطالي شهير بعراقته وقدمه، وهذا ما جسده الراقص الإيطالي العالمي روبرتو بوللي على مسرح قصر الإمارات.
