الشحن الجزائري ضد المغرب يفتح المجال لحماقات على حساب التعليم

الجزائر- أثار سؤال في امتحان مادة العلوم الفيزيائية بمدرسة ثانوية جزائرية، حول هدف لاعب المنتخب الجزائري يوسف بلايلي ضد المنتخب المغربي، في كأس العرب التي نظمت بدولة قطر ديسمبر الماضي، جدلا وسخرية بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي،
وقام أحد المدرسين بمدرسة “بورومي علي تسالة” الثانوية، التي تقع بمحافظة سيدي بلعباس الجزائرية، بالاستعانة بهدف بلايلي في مرمى منتخب المغرب بالدور ربع النهائي من بطولة كأس العرب، كموضوع بامتحان مادة العلوم الفيزيائية.
ولم يتعامل المدرس مع الهدف بالطريقة العلمية، بل وصف بلايلي بـ”المتميز” والهدف بـ”الرائع”، وهو ما عده معلقون “استفزازا”، خاصة أن آخر شيء حققه المنتخب الجزائري هو الخروج المذل من كأس أفريقيا للأمم، التي نظمت قبل شهر بالكاميرون.
واعتبر معلقون أن الغرض الوحيد من هذا “الاستفزاز” هو “تعزيز الخلاف والتمييز بين الشعبين”، وأدانوا المدرس، قائلين إنه “مثال غير لائق، يستخدم المدارس لنشر التعاليم البغيضة”.
وفاز منتخب الجزائر على نظيره المغربي في مباراة الدور ربع النهائي من كأس العرب يوم الثاني عشر من ديسمبر 2021، بركلات الترجيح 5 – 3، بعد أن انتهى اللقاء بوقتيه الأصلي والإضافي بنتيجة التعادل الإيجابي 2 – 2.
واعتبر معلقون السؤال الذي طرح على الطلبة “حلقة جديدة من مسلسل الإفلاس الذي تعيشه القيادة المتحكمة في مقدرات الشعب الجزائري، والتي لا تتوانى عن استغلال أي شيء للإساءة للمغرب قيادة وشعبا”. وسخر مغرد بطرح سؤال في مادة الفلسفة:
ويظل هدف جواد الزايري الثالث في مرمى المنتخب الجزائري من أهداف أسود الأطلس الخالدة في أذهان المغاربة في كأس أمم أفريقيا تونس 2004. وأضاف:
zatsni@
شحن عسكر الجزائر المواطنين منذ طفولتهم بالحقد والكراهية ضد المغاربة ليس بجديد، هدف بلايلي ضد المغرب في كأس العرب موضوع فرض في مادة العلوم الفيزيائية في الجزائر.
واعتبر معلقون أن النظام الجزائري يشحن النشء بالحقد والكراهية ضد المغرب. وقالت صفحة على فيسبوك:
وسخر مغرد:
Kamalsa1979@
التلميذ: أستاذ أستاذ هل نملك تاريخا؟
الأستاذ: نعم نملك هدف بلايلي ضد المغرب.
وقال معلقون إن المقررات الدراسية الجزائرية تدرج مواد تحرض على كراهية المغرب والمغاربة، مع الترويج لمغالطات تاريخية وجغرافية الهدف منها خلق جيل جديد يكن العداء لأشقائه. واعتبروا أن الجزائر تخوض حروبا تربوية ضد الوحدة الترابية للمغرب عبر الكتب المدرسية لا معنى لها.
وعملت وزارة التربية الجزائرية على تضمين سؤال حول الصحراء المغربية، في امتحان شهادة المتوسط عام 2019، أوهمت فيه التلاميذ بأن “المغرب يحتل هذه المنطقة”، وأنه “لا اكتمال لوحدة واستقلال الاتحاد المغاربي إلا باستقلالها”. وجاء في سؤال امتحان “لا يكتمل استقلال وبناء المغرب العربي الكبير إلا باستقلال الشعب الصحراوي”، مطالبا التلاميذ بـ”تبرير موقف الجزائر الداعم لهذه القضية”.
ويحذر خبراء من خطورة شحن الأجيال القادمة بمعطيات ومعلومات مغلوطة. واعتبروا أن بعض الأسئلة في الامتحانات “ترجمة للخطاب السياسي الجزائري العدائي تجاه كل ما هو مغربي، ومحاولة لدس السياسة في المنهاج التربوي الجزائري، لصناعة جيل حاقد على كل ما هو مغربي”.
◙ معلقون يعتبرون أن الغرض الوحيد من هذا "الاستفزاز" هو تعزيز الخلاف والتمييز بين الشعبين
وتشهد العلاقات الجزائرية – المغربية توترا منذ عقود، بسبب قضية الصحراء المغربية على وجه الخصوص، كما أن الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994. ويواصل النظام الجزائري تحركاته الدعائية، ويقول خبراء إن الدعاية تحولت إلى هستيريا وانفلات وتحريض.
وعرفت الفترة الأخيرة انتشارا كبيرا لحملات إلكترونية تهاجم المملكة المغربية وشعبها، تقف وراءها صفحات جزائرية، في محاولة منها لنشر الحقد بين الشعبين وزرع الفتنة. وينتقد مغردون البروباغندا الإعلامية في الجزائر التي تروج لوجود إجماع شعبي حول استحسان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجار الشقيق المغرب! متسائلين “كيف عرفتم ذلك؟”.
ودائما ما يقرن المسؤولون في الجزائر كلمتي الحرب والإعلام في تصريحاتهم. وتسيطر على المسؤولين نظرية مفادها أن البلاد تواجه “مؤامرة من الخارج تتضمن موجة التدفقات الإعلامية الخارجية، لإحباط معنويات الجزائريين والمساس بمصداقية مؤسسات الدولة الأكثر حساسية”.
وكانت دعوة العقيد الجزائري المتقاعد مختار مديوني، الذي اشتغل سابقا في صفوف القوات الجوية الجزائرية، إلى تنفيذ هجمات إرهابية في الأراضي المغربية خلال حلقة من برنامجه “كرايزس” الذي يبث على قناة “الحياة” الجزائرية، شغلت الأوساط الإعلامية في البلدين. وطالب مديوني عناصر جبهة بوليساريو بشن هجمات إرهابية على الأراضي المغربية، وألا يقتصر ذلك على الأقاليم الجنوبية، بل أن يشمل مدينتي الدار البيضاء ومراكش.
وخاطب العقيد العسكري المتقاعد عناصر بوليساريو بالقول “يا صحراوى الذين يبتغون الاستقلال، موتوا واستشهدوا على بلادكم، وحولوا الحرب حتى داخل الأراضي المغربية بغرض خلق الرعب وسط المجتمع المغربي”.