اكتشافات جديدة تدعم خطوات تنمية ثروات الغاز في السعودية

أرامكو تعثر على 5 حقول بطاقة إنتاج يومية تبلغ 102 مليون قدم مكعبة.
الثلاثاء 2022/03/01
ثمة حقول أخرى سنعلن عنها في الوقت المناسب

تسعى السعودية إلى تعزيز استعداداتها للتحولات المستقبلية المتسارعة في قطاع الطاقة باكتشافات جديدة للغاز، والذي تراهن عليه في أن يضعها على خارطة هذه الصناعة والمنافسة على الحصص العالمية مع بدء عمليات الإنتاج.

الرياض - شكل إعلان السعودية اكتشاف احتياطات جديدة للغاز في مناطق من البلد الخليجي خطوة مهمة ضمن جهود عملاق النفط أرامكو لتنويع محفظة أعماله وفق استراتيجية طويلة المدى لتحقيق مستهدفات “رؤية 2030”.

ويأتي الإعلان بعد شهرين من دخول خطط الحكومة لإنتاج الغاز الصخري عهدا جديدا بتدشين مشروع الجافورة بمدينة الأحساء في المنطقة الشرقية، وهو أكبر حقل غير مصاحب للنفط في البلاد باحتياطات مؤكدة تقدر بنحو 200 تريليون قدم مكعبة.

وتريد السعودية زيادة إنتاج الغاز وزيادة حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة لديها، لتحل محل النفط الخام والوقود لتلبية الاستهلاك المتزايد للكهرباء وإتاحة المزيد من النفط الخام للتصدير.

ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان قوله الأحد الماضي إن “شركة أرامكو اكتشفت عددا غير محدد من حقول الغاز الطبيعي في مناطق بالبلاد”.

ولكنه ذكر خمسة منها بالاسم وأوضح أن أرامكو وجدت احتياطات مؤكدة في 5 حقول في أربعة مناطق تشمل المنطقة الوسطى في صحراء الربع الخالي وبالقرب من الحدود الشمالية وكذلك في المنطقة الشرقية.

الحقول المكتشفة

  • الشدون بالمنطقة الوسطى
  • شهاب وشرفة في الربع الخالي
  • أم خنصر قرب الحدود الشمالية
  • سمنة في المنطقة الشرقية

والحقول التي ذكرها الأمير عبدالعزيز هي الشدون بالمنطقة الوسطى، وشهاب وشرفة في الربع الخالي بالمنطقة الجنوبية الشرقية، وأم خنصر قرب الحدود الشمالية مع العراق، وسمنة في المنطقة الشرقية بطاقة إنتاج يومية تبلغ نحو 102 مليون قدم مكعبة.

ومن المتوقع أن ينتج حقل شدون للغاز الطبيعي الواقع على بعد 180 كيلومترا جنوب شرق مدينة الرياض، 27 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، مع 3300 برميل من المكثفات.

أما حقل شهاب للغاز الطبيعي في منطقة الربع الخالي والبعيد حوالي 70 كيلومترا جنوب غرب حقل الشيبة، فتبلغ طاقة إنتاجه حوالي 31 مليون قدم مكعبة يوميا.

وتم اكتشاف حقل الشرفة للغاز الطبيعي في منطقة الربع الخالي أيضا على بعد 120 كيلومترا جنوب غرب حقل الشيبة بمعدل إنتاج يبلغ 16.9 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا مع 50 برميلا من المكثفات.

ومن المرجح أن تستفيد السعودية كذلك من حقل أم خنصر للغاز الطبيعي غير التقليدي في منطقة الحدود الشمالية على بعد 71 كيلومترا جنوب شرق مدينة عرعر، الذي تبلغ طاقة إنتاجه حوالي مليون قدم مكعبة يوميا مع 295 برميلا من المكثفات.

ويضم حقل سمنة ثلاثة آبار للغاز الطبيعي غير التقليدي وهو جنوب حقل الغوار ويبعد غرب مدينة الظهران مقر شركة أرامكو بنحو مئتي كيلومتر، حيث سينتج الأول 5.8 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا مع 24 برميلا من المكثفات.

الأمير عبدالعزيز بن سلمان: تم اكتشاف عدد غير محدد من الحقول منها غير تقليدية

وفي حين تبلغ طاقة إنتاج البئر الثاني في حقل سمنة نحو 11.6 مليون قدم مكعبة يوميا مع 169 برميلا من المكثفات، سينتج البئر الثالث 9.25 مليون قدم مكعبة يوميا.

وتعمل السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، على تطوير احتياطاتها من الغاز غير التقليدي الذي يحتاج طرق استخراج متقدمة مثل المستخدمة في صناعة الغاز الصخري.

وتتصدر كلّ من أستراليا وروسيا وقطر السباق في عمليات إنتاج الغاز، وهذه الدول تستحوذ على النصيب الأكبر من الاستثمارات على مستوى العالم.

ولا تملك السعودية احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي الحر، ويأتي معظم إنتاجها من الغاز المصاحب لاستخراج النفط، في وقت تزداد فيه حاجتها إلى الغاز لإمداد المشاريع الصناعية الجديدة وتزويد محطات توليد الكهرباء.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن السعودية تملك نحو 600 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري، وهو ما يعادل ضعف احتياطاتها من الغاز التقليدي، لكن تلك الأرقام يمكن أن ترتفع بشكل كبير مع تقدم عمليات الاستكشاف، خاصة في حقل الجافورة.

ويرى خبراء أن التطورات التكنولوجية تتقدم بسرعة كبيرة وقد تمكنت خلال السنوات الماضية من خفض التكاليف وتحسين كفاءة الاستخراج، وهو ما قد يساعد أرامكو في استراتيجيتها بعيدة المدى.

ووفق البيانات المنشورة على المنصة الإلكترونية لأرامكو، فإن الشركة تتوقع أن تبدأ الإنتاج بحقل جافورة في عام 2024، لتصل إلى حوالي 2.2 مليار قدم مكعبة قياسية يوميا من المبيعات بحلول عام 2036.

وبالإضافة إلى ذلك، تتوقع إنتاج ما يصل إلى 425 مليون قدم مكعبة مصاحبة يوميا من الإيثان، إلى جانب إنتاج حوالي 550 ألف برميل يوميا من سوائل الغاز والمكثفات.

ويمكن لمكثفات الغاز الصخري أن توفر للسعودية بديلا مثاليا لعمليات حرق النفط في محطات إنتاج الكهرباء، الأمر الذي يتيح المزيد من الخام للتصدير، إضافة إلى تخفيف الآثار البيئية.

10