الآداب والفنون رهان سلطنة عمان لتحقيق رؤيتها لعام 2040

معرض مسقط الدولي للكتاب ينظم جلسة حوارية بعنوان "الآداب والفنون في رؤية عُمان 2040".
الثلاثاء 2022/03/01
الطريق إلى المستقبل لا يعني نكران الماضي (لوحة للفنان أنور سونيا)

مسقط - ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ26 نظم النادي الثقافي العماني في قاعة الفراهيدي أخيرا جلسة حوارية عن “الآداب والفنون في رؤية عُمان 2040”.

وشارك في الجلسة المكرم الدكتور محمد بن حمد الشعيلي عضو مجلس الدولة، أكاديمي وباحث في التاريخ العماني، والباحث والفنان التشكيلي الدكتور سلمان بن عامر الحجري، أكاديمي بجامعة السلطان قابوس، ونهاد بنت علي الهادية، رئيسة فريق خارطة الصناعات الثقافية والإبداعية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، وأدارتها الإعلامية شيخة المحروقية.

وأشار الشعيلي في مستهل الجلسة إلى الأطر التشريعية التي وضعت في الاستراتيجية الثقافية ورؤية عُمان 2040 وركزت على إيجاد إنسان مبدع ومعتز بهويته في آن واحد، وجهود مجلس الدولة في هذا المجال، وقوانين ضمان حقوق الملكية الفكرية والآليات المتبعة في هكذا منازعات في القوانين الصادرة وفق المراسيم السلطانية، إضافة إلى جهود سلطنة عُمان في الانضمام إلى بعض المنظمات الإقليمية التي تعنى بهذا الشأن.

الاستراتيجية الثقافية لتحقيق رؤية عُمان 2040 تركز على إيجاد إنسان مبدع ومعتز بهويته في آن واحد

وتناول الشعيلي أيضًا القوانين والتشريعات اللازمة لإيجاد مناخ مناسب للعمل الأدبي والفني ودور القطاع الخاص في الاستراتيجية الثقافية ورؤية عُمان 2040 بشكل عام في القطاع الثقافي والأدبي وأهم القوانين والحوافز والشروط التي وضعتها التشريعات للاستثمار في الآداب والفنون.

ومن جانبه تحدث الحجري عن تحويل المنتج الفني إلى مادة اقتصادية لتكون مشاريع تجارية ومصدر دخل للفرد، إضافة إلى المشاريع التجارية الفردية في مجال الفنون، ومساهمتها في تحقيق رؤية عُمان 2040 التي تركز بدورها بشكل كبير على الإنسان المبدع والاقتصاد التنافسي وتدعم محور البيئة المستدامة.

كما تطرقت نهاد الهادية خلال الجلسة الحوارية إلى مختبرات الصناعات الثقافية والإبداعية وقدرة الشباب العماني على استيعاب مفهوم الصناعات الثقافية والإبداعية كقطاع استثماري ومحور رئيس في الاستراتيجية الوطنية.

وتناولت الهادية بعض الدراسات والأبحاث المتعلقة بدراسة سيكولوجية الجمهور ومدى قابليته لاعتبار الثقافة أسلوب حياة أكثر من كونها ترفا، ومعرفة توجهات المستهلك العماني للمنتجات الثقافية وغيرها من الدراسات التي تهيئ الأرضية الثابتة لهذه الصناعات، إضافة إلى المراحل التالية لخارطة الصناعات الثقافية والإبداعية حتى تحقق دورها في دعم رؤية عُمان 2040.

وأقام المعرض كذلك محاضرة حول الملكية الفكرية والمعارف التقليدية، قدمها الشيخ عبدالوهاب بن ناصر المنذري نائب رئيس الجمعية العمانية للملكية الفكرية في قاعة العوتبي، اهتماما بهذه القضية التي تعد محورية في ترسيخ رؤية عُمان 2040.

 وركزت المحاضرة التي نظمتها الجمعية العمانية للملكية الفكرية على أربعة محاور رئيسية هي: مفهوم المعارف التقليدية، وأهميتها في المجتمعات، ومشروع “معاهدة” الذي يصاغ في المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO، أما المحور الرابع فتناول طرح الحلول.

وأشار نائب رئيس الجمعية العمانية للملكية الفكرية خلال المحاضرة إلى الفرق بين التراث المادي وغير المادي وأهمية المعارف التقليدية في التعبير عن المجتمعات، وكيف أنها تمثل استقرارًا اجتماعيًا وماديًا ونفسيًا، كما تطرَّق إلى حزمة القوانين والمعاهدات التي انضمت إليها سلطنة عُمان في هذا الخصوص.

وذكر أن المعارف التقليدية ذات طبيعة خاصة مقارنة بباقي الإبداعات الفكرية، ولذلك فإنه من الضروري أن يوضع قانون وطني يُعنى بحماية المعارف التقليدية في إطار الملكية الفكرية، والعمل على توسيع نطاق الاستفادة ليشمل جميع عناصرها للمحافظة على قيمتها المعنوية من جانب وتعظيم المنفعة المادية والاقتصادية من جانب آخر.

وبما أنه لا يمكن تحقيق رؤية مستقبلية دون الانفتاح على العلوم والمنجزات العالمية فيها قدم المعرض محاضرة بعنوان “واقع الترجمة العلمية إلى اللغة العربية”، بمشاركة مترجمين عمانيين، وهم الدكتور حسين العبري وحمد الغيثي وصالح الفلاحي.

وتحدث المشاركون عن واقع الترجمة العملية وما تمر به من أحوال متداخلة في الوطن العربي على وجه الخصوص، والحاجة الماسة إليها في ظل تطور المعرفة ومفاهيمها وآليات استغلال التطبيقات المتاحة على وسائل التواصل الاجتماعي مرورا بتلك التي تشكل نقاط التقاء مع المتخصصين بالشأن المعرفي.

Thumbnail

وأشار هؤلاء المشاركون خلال نقاشهم المباشر مع الحضور إلى ضرورة تتبع اللغات الأم المتقدمة في المعرفة ونقلها إلى لغات أخرى أقل حضورا لدى الباحثين عن المعرفة، مؤكدين على أن العلوم أصبحت تتكئ على لغات أكثر انتشارا على مستوى العالم، وأن هناك معارف متعددة من الضروري نقلها إلى القارئ العربي في خضم شح المصادر العلمية.

وشدّدوا على أن الفضل في التقدم العلمي يعود إلى الحضارات المتتالية التي أثرت بتقدمها وتركت من بعد بصمة حضور واضحة في التاريخ البشري، موضحين في سياق حديثهم أن اللغة الإنجليزية هي السائدة في العالم في الوقت الراهن، والناقلة للعلوم والمعرفة خاصة في ما يتعلق بالجوانب الأكاديمية والبحوث والدراسات، إضافة إلى أن هناك مسائل تتعلق بالحياة والمنطق ومن الضروري نقلها إلى الشعوب من خلال الترجمة، مع وجود فروقات في طرح المعرفة وضمان تلقيها من مجتمع إلى آخر.

ووضح المترجمون أن الترجمة العلمية وخاصة في الحقول الجدلية أصبحت محل قبول ورفض؛ ففي العالم هناك الكثير من الأفكار التي لا تتقاطع مع ماهيتها وحقيقة وجودها، ويدخل في سياق ذلك المؤلف وجنسيته مرورا بمحيطه الجغرافي، بمعنى أنه يمكن أن يتقبل البعض الحقيقة العلمية المراد نقلها إلى مجتمع ما، ولكن قد يتم رفض ذلك بسبب محيط جغرافي أو كيان اجتماعي يختص بالمؤلف الرئيسي.

وتطرق المترجمون إلى الجوائز العلمية الخاصة بالترجمة وأهميتها في التسويق للمترجم وأعماله وعادة ما تشكل له نقاط عبور وتفتح له سبل إيصال أعماله المترجمة إلى المتلقي، موضحين أن المظلة الرسمية أو المدنية التي يجب أن تنظم مسيرة الترجمة باتت ضرورة لا بد منها، خاصة وأن هناك الكثير من الأعمال بحاجة إلى عمل مؤسسي متكامل.

13