واشنطن تبقي تواصلها مع موسكو بشأن الملف النووي الإيراني

الخارجية الأميركية تؤكد إحراز تقدم كبير في مفاوضات فيينا، في وقت تواصل إيران وضع العراقيل بإعلان استمرارها تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة.
السبت 2022/02/26
واشنطن تواصل التشاور مع موسكو في قضايا الأمن القومي

واشنطن - أعلنت الولايات المتحدة أنها ستواصل العمل مع روسيا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، بعد يوم واحد من غزو القوات الروسية لأوكرانيا.  

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس مساء الجمعة، أن الولايات المتحدة ستُبقي على الاتصال بروسيا في ما يتعلق بجهود منع إيران من تطوير أسلحة نووية، بالرغم من أن غزو موسكو لأوكرانيا جعلها "منبوذة على الساحة الدولية".

وقال برايس إن المسؤولين الأميركيين يتواصلون مع نظرائهم الروس فقط في قضايا تعد "رئيسية لمصالح أمننا القومي"، وتشمل المحادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، بما فيها روسيا.

وأعرب البعض عن تحفظات بشأن استمرار إشراك روسيا في القضايا الدبلوماسية والأمنية عالية المخاطر، في حين أنهت موسكو الهياكل الأمنية الدولية من خلال هجومها على أوكرانيا بهدف معلن هو استبدال حكومتها المنتخبة وتحديد مسار سياستها الخارجية.

وينتقد الكثيرون في إيران حكومتهم لأنها أعطت روسيا السيطرة على المحادثات النووية.

وعملت موسكو بشكل متزايد كوسيط بين طهران وواشنطن، بينما يقول منتقدون في إيران إن نواياها لا يمكن الوثوق بها.

وقال برايس "حقيقة أن روسيا غزت أوكرانيا الآن يجب ألا تعطي إيران الضوء الأخضر لتطوير سلاح نووي".

وغادر كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني المفاوضات قبل أيام فقط من الغزو الروسي لأوكرانيا وعاد إلى طهران للتشاور.

وتتخوف بعض الأوساط الأميركية من أي أثر سلبي لعودة باقري كني إلى طهران، فيما يرى آخرون أن تطورات الأزمة الأوكرانية، قد لا تغير كثيرا في المقاربة التي تعتمدها إدارة الرئيس جو بايدن في مفاوضاتها في فيينا، لأنها تريد هذا الاتفاق.

وفي غضون ذلك، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية الجمعة إن المفاوضين أحرزوا تقدما كبيرا خلال الأيام الماضية بشأن الموافقة على إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، لكن لا تزال هناك قضايا صعبة للغاية.

وأضاف للصحافيين "جرى إحراز تقدم كبير خلال الأسبوع أو الأسبوعين الماضيين. قلصنا بشكل كبير المجالات التي لا تزال بحاجة إلى حل. ولذا فإن ثمة تقدما ملحوظا نحو إمكانية التوصل إلى اتفاق".

وتابع "نحن في وضع أفضل مما كنا عليه ولكن في الوقت نفسه من المهم أن نلاحظ أن القضايا الخطيرة للغاية لا تزال قائمة".

وتأتي هذه التصريحات في وقت تواصل إيران وضع العراقيل أمام مساعي الدول الغربية للوصول إلى اتفاق في مفاوضات فيينا.

وفي أحدث عرقلة تضعها طهران في طريق إحياء الاتفاق النووي، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي الجمعة، أن "طهران ستواصل تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة حتى بعد رفع العقوبات عنها وإحياء الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015".

ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن إسلامي قوله إن تخصيب اليورانيوم "مستمر بحدّ أقصى 60 في المئة وهو ما جعل الغربيين يهرعون للتفاوض، وسوف يستمر مع رفع العقوبات بنسبة 20 في المئة وبنسبة 5 في المئة".

ويقيد الاتفاق النووي لعام 2015 تخصيب اليورانيوم الإيراني عند درجة نقاء 3.67 في المئة وهي أقل بكثير من درجة 90 في المئة التي تتطلبها صناعة الأسلحة النووية وأقل بكثير كذلك عن درجة 20 في المئة التي كانت إيران قد وصلت إليها قبل الاتفاق. وتخصب إيران اليورانيوم إلى مستويات مختلفة في الوقت الحالي بنسبة أعلاها نحو 60 في المئة.

ولم يخض إسلامي في التفاصيل، كما لم يشرح كيف يمكن أن يكون التخصيب بنسبة 20 في المئة مقبولا بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تجري محاولة إحيائه عبر مفاوضات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال مسؤولون إيرانيون في وقت سابق إن إيران وافقت على إيقاف التخصيب بنسبة 20 في المئة وبنسبة 60 في المئة إذا تم التوصل إلى اتفاق في فيينا لإنقاذ اتفاق 2015.

ومن جانبه، قال آية الله أحمد خاتمي رجل الدين الإيراني البارز الجمعة إن إنهاء عزلة إيران الاقتصادية من خلال رفع العقوبات المفروضة على البنوك وتجارة النفط، هو أهم مطالب طهران في محادثات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

وحثت إيران الأربعاء الغرب على التحلي "بالواقعية" في المحادثات مع عودة كبير مفاوضيها إلى طهران لإجراء مشاورات قد تكون نهائية قبل اتفاق محتمل بعد أشهر طويلة من المحادثات غير المباشرة.

وقال آية الله أحمد خاتمي في خطبة الجمعة في طهران "مفاوضونا... يبذلون قصارى جهدهم لضمان مصالح الشعب، ويعرفون أن النقطة الأخيرة هي رفع جميع العقوبات، خاصة على البنوك والتجارة".

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية قوله "إذا لم ترفع هذه العقوبات فكأنما لم تكن هناك محادثات".

ويحدد مكتب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي المحتوى العام لخطب صلاة الجمعة، وله الكلمة الأخيرة في سياسة إيران النووية وجميع شؤون الدولة الأخرى.

وبعد محادثات بدأت قبل عشرة أشهر في فيينا، تم إحراز تقدم نحو العودة إلى الاتفاق بهدف الحدّ من برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات، لكن طهران وواشنطن حذرتا من أنه لا تزال هناك بعض الخلافات المهمة التي يجب التغلب عليها.

وطالب أغلب أعضاء البرلمان الإيراني الذي يقوده المتشددون في رسالة الأسبوع الماضي بأن تضمن الولايات المتحدة أنها لن تنسحب من الاتفاق بعد العودة إليه. ولم يصوت المجلس على الرسالة.

وقال مسؤول إيراني كبير إن إيران أبدت مرونة من خلال الموافقة على "ضمانات أساسية" بأن الإدارة الأميركية لن تنسحب من الاتفاق، بينما تقول واشنطن إنه يستحيل على الرئيس جو بايدن تقديم الضمانات القانونية التي طلبتها إيران.

وتصر إيران على الإلغاء الفوري لجميع العقوبات المفروضة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عملية يمكن التحقق منها، بما في ذلك تلك المفروضة بموجب تدابير مكافحة الإرهاب أو الدفاع عن حقوق الإنسان.