إيران تعلن أن عبور "خط النهاية" في فيينا يتطلب قرارات غربية

طهران - اعتبر كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري الخميس أن عبور "خط النهاية" في مباحثات فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاق بشأن برنامج بلاده النووي، يتطلب اتخاذ قرارات من الدول الغربية، وذلك بعد ساعات على عودته إلى طهران للتشاور.
وكتب باقري عبر حسابه على تويتر "بغض النظر عن مدى قربنا من خط النهاية، ليست هناك بالضرورة ضمانة لعبوره"، معتبرا أن تحقيق ذلك يتطلب "اليقظة، المزيد من المثابرة والإبداع، ونهجا متوازنا لاتخاذ الخطوة النهائية".
وأضاف "لاستكمال العمل، هناك قرارات معينة يجب على الأطراف الغربية اتخاذها".
وأتى هذا الموقف بعد تأكيد وسائل إعلام إيرانية ومصادر دبلوماسية غربية أن باقري غادر العاصمة النمساوية ليل الأربعاء، عائدا إلى طهران للتشاور، على أن يبقى أعضاء وفده التفاوضي في فيينا لاستكمال البحث مع نظرائهم في الوفود الأخرى، مما يشير إلى أن الاتفاق ليس وشيكا.
وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني على تويتر الخميس أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق نووي جيد مع القوى الغربية، بسبب التقدم الكبير الذي أحرز في مفاوضات فيينا، لكنه أوضح أن المرحلة النهائية ستتطلب "قرارا سياسيا من الغرب".
وأضاف شمخاني "لحل القضايا الحاسمة المتبقية، فإن من الضروري صدور قرار سياسي غربي لتحقيق التوازن في الاتفاق".
وتخوض إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، أي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، مباحثات في فيينا لإحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي، والذي انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديا في 2018.
وتهدف المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر، إلى إعادة الأميركيين إلى الاتفاق، خصوصا عبر رفع العقوبات التي أعادوا فرضها على طهران بعد انسحابهم، وعودة الأخيرة إلى احترام كامل التزاماتها التي تراجعت عن غالبيتها بعد الانسحاب الأميركي.
ويجمع الأطراف المعنيون على أن المفاوضات بلغت مراحل حاسمة، مع تبقي نقاط تباين عدة تحتاج على الأرجح إلى قرارات "سياسية" من الطرفين الأساسيين، إيران والولايات المتحدة.
ويبدو أن الخلافات الرئيسية المتبقية تتضمن مدى التراجع عن العقوبات والأسئلة حول آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في العديد من المواقع القديمة، ولكن غير المعلنة في إيران.
وأوضحت إيران أنها تريد إلغاء العقوبات المتعلقة بقطاعي النفط والمصارف، والتي تشل الاقتصاد، كما تصر أيضا على رفع القيود المتعلقة بحقوق الإنسان والإرهاب.
وقال مسؤول إيراني في طهران لرويترز "هناك تقدم جيد جدا في المحادثات، لكن الكرة الآن في ملعب الطرف الآخر. حان الوقت لأن يتخذ الطرف الآخر قرارات سياسية. مصير بلادنا ليس رهنا لهذا الاتفاق".
وعلى الرغم من أن مندوبي الأطراف الأخرى في الاتفاق، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، قاموا بجهود مكوكية بين الجانبين لسد الفجوات، فإن دبلوماسيين قالوا إن إيران والولايات المتحدة في نهاية المطاف هما فقط اللتان تملكان القدرة على إحياء الاتفاق أو دفنه.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أكد الأربعاء أن "المباحثات بلغت مرحلة حساسة ومهمة".
وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره العماني بدر بن حمد اليوسعيدي في طهران "حتى الآن نحن متفائلون جدا بشأن المباحثات في فيينا. نأمل في أن يتم خلال الأيام المقبلة حلّ بعض القضايا الحساسة، والمهمة، والمتبقية في المفاوضات"، مشددا على أن هذه المسائل هي رهن إبداء الأطراف الغربية "واقعية" حيالها.
وفي استمرار للدبلوماسية المكثفة في الآونة الأخيرة بشأن مفاوضات فيينا، أعلنت الخارجية الإيرانية عن اتصال بين أمير عبداللهيان ونظيرته البريطانية ليز تراس مساء الأربعاء، هو الثاني بينهما خلال نحو عشرة أيام.
ورأى عبداللهيان أن "الإسراع بالتوصل إلى اتفاق يتطلب إرادة حقيقية لاتخاذ قرار سياسي شجاع وواقعي من جانب الغرب، بغية التوصل إلى اتفاق دائم لضمان مصالح إيران، وخاصة الرفع الحاسم للحظر (العقوبات)"، وفق بيان الخارجية الإيرانية.
وتزامنا مع مغادرة باقري لفيينا، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية عن وصول بهروز كمالوندي، نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية والمتحدث باسمها، إلى العاصمة النمساوية.
وأشارت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" إلى أن كمالوندي سيجري "مشاورات تقنية" مع مسؤولين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، ومقرها في فيينا أيضا.
وتتولى الوكالة الدولية مراقبة الأنشطة النووية للجمهورية الإسلامية، ويرفع مديرها العام رافايل غروسي تقارير دورية بشأنها إلى مجلس محافظي الوكالة. ومن المقرر أن يعقد الاجتماع المقبل للمجلس اعتبارا من الأسبوع الثاني من مارس المقبل.