السعودية تنتقد استمرار حظر ألمانيا تصدير أسلحة إليها: شركاؤنا لا يقفون معنا

وزير الخارجية السعودي ينتقد القرار الألماني الذي قد يثير انطباعا لدى الحوثيين بأن المجتمع الدولي ربما لا يدعم المملكة.
الخميس 2022/02/24
وزير الخارجية السعودي: لا نحتاج إلى أسلحة لنكون عدوانيين

الرياض- انتقد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود الأربعاء استمرار ألمانيا في حظر تصدير أسلحة إلى بلاده، معتبرا أن هذه الخطوة تمثل رسالة سلبية تشجع لاسيما المتمردين الحوثيين الموالين لإيران في اليمن على مواصلة نهجهم الرافض للسلام.

وأوضح الوزير السعودي أن هذا الحظر يعطي رسالة تفيد بأن “شركاءنا لا يقفون معنا، وهو ما يثير انطباعا لدى الحوثيين بأن المجتمع الدولي ربما لا يدعم السعودية وشركاءها في المنطقة، وأن هناك طريقا سهلا يمكن من خلاله تحقيق أهدافهم باستخدام العنف ضدنا أو ضد آخرين، لذلك من المهم أن تكون لدينا الموارد اللازمة للدفاع عن أنفسنا”.

وأشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أن هذا الموقف يثير الشكوك تجاه موثوقية ألمانيا في مجال تصنيع الأسلحة، موضحا أن برامج التسليح كثيرا ما تكون متعددة الجنسيات، وهو ما تضعه السعودية في الاعتبار عند اتخاذ قرارات بشأن شراء أنظمة تسليح تشارك ألمانيا في تصنيعها، خاصة عندما تكون البلاد في وضع تتعرض فيه لهجمات.

ويدعم تحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية منذ سنوات عديدة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد المتمردين الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وأنحاء واسعة من اليمن.

◙ بسبب استثناءات المشاريع المشتركة مع شركاء الحلف أصدرت الحكومة الألمانية السابقة مرارا تصاريح تصدير للسعودية

وتعرضت السعودية خلال السنوات الأخيرة لهجمات متكررة من قبل الحوثيين استهدفت أساسا منشآت مدنية من بينها مطارات، على غرار الهجوم الذي استهدف مطار الملك عبدالله في جازان والذي أدى إلى إصابة 16 مدنيا.

وكانت الحكومة الألمانية السابقة، التي كان يقودها التحالف المسيحي بقيادة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي، أوقفت إلى حد كبير صادرات الأسلحة إلى السعودية في نوفمبر 2018، لعدة دوافع من بينها الأزمة اليمنية.

ومع ذلك سمحت الحكومة الألمانية باستثناءات للمشاريع المشتركة مع شركاء في حلف الناتو. وتعتزم الحكومة الألمانية الجديدة، التي تضم تحت قيادة المستشار أولاف شولتس الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، مواصلة حظر تصدير أسلحة إلى السعودية، وتدرس الآن مسألة ما إذا كانت ستضع حدا للاستثناءات السابقة.

وانتقد الوزير قرار ألمانيا قصر توريد أسلحة على المناطق التي لا تشارك في مهام عسكرية قائلا “لا نحتاج الأسلحة لاستخدامها ضد الحوثيين فقط، نحن نتعرض أيضا لهجمات… الوضع في المنطقة أيضا ليس مستقرا دائما، وهناك إمكانيات للتعرض لتهديدات، والطريق الوحيد لدرء تلك التهديدات، آملين في عدم استخدام العنف، هو امتلاك هذه الإمكانيات (التسلحية) وأن يرى الآخرون أننا نمتلكها للدفاع عن أنفسنا”.

وعبر الأمير فيصل بن فرحان عن عدم تفهمه لحجة الحكومة الألمانية قائلا “لا نحتاج إلى أسلحة لنكون عدوانيين، بل لنتمكن من حماية أنفسنا”، مضيفا أن بلاده تعاونت لفترة طويلة بشكل جيد مع ألمانيا في مسائل التسليح، وأشار إلى أن الشركات الألمانية في هذا المجال تتمتع بـ”مكانة ممتازة”. وقال “من جانبنا نود أن تكون لدينا هذه الشراكة مع ألمانيا”، موضحا في الوقت نفسه أنه يمكن أيضا شراء الأسلحة التي تحتاجها السعودية من مكان آخر، وذلك بقوله “سنجد ما نحتاجه، سواء في ألمانيا أو في أي مكان آخر”.

وبسبب استثناءات المشاريع المشتركة مع شركاء الحلف أصدرت الحكومة الألمانية السابقة مرارا تصاريح تصدير للسعودية. وفي الأشهر الثمانية عشر بين يناير 2020 ويونيو 2021، تم تسليم 57 شحنة أسلحة بقيمة بلغت 32.7 مليون يورو.

3