بنكيران يستأنف عرضه السياسي بافتعال معركة مع الإعلام المغربي

التصعيد الجديد للإخوان في المغرب يتخذ من القضية الفلسطينية مطية.
الأربعاء 2022/02/23
هجوم لأجل مكاسب سياسية

استنكار واسع من الحقل الإعلامي في المغرب لتصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المعارض ورئيس الحكومة الأسبق ضد الإعلام المغربي وخاصة صحيفة الأحداث المغربية تحت شعار “القضية الفلسطيينة”.

الرباط- دخلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية على خط الجدل الذي أثاره الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المعارض ورئيس الحكومة الأسبق عبدالإله بنكيران ، بعد وصفه صحيفة “الأحداث المغربية” بأنها “صهيونية”، معتبرة ذلك “دعوة صريحة إلى الكراهية والعنف والترهيب”.

وكان بنكيران  قد وصف خلال انعقاد المجلس الوطني (برلمان الحزب) السبت في مدينة بوزنيقة (جنوب العاصمة المغربية الرباط) “الأحداث المغربية” بأنها صحيفة “صهيونية”، في إطار العلاقة المتوترة بين الطرفين بسبب خلافات أيديولوجية. وقال بنكيران  “لأن الناس يعرفون أنكم جهة مدسوسة، مواقفكم كلها تسير ضد المبادئ والأخلاق والقيم، وأنكم متصهينون، وأنكم لا تمثلون هذا البلد، وأن الصهاينة إخوانكم”.

واعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية الأوصاف والاتهامات التي تضمنتها كلمة بنكيران  في حق صحيفة “الأحداث” “دعوة صريحة إلى الكراهية والعنف والترهيب”، معربة عن استغرابها من تهجّمه على الصحيفة، ولافتة إلى أن “العرض السياسي” الذي ألقاه بنكيران  تضمّن “عبارات حاطة من كرامة الصحافيين والصحافيات ومجموع العاملين” في الصحيفة.

مختار لغزيوي: الصحافة هي الحائط القصير الذي يقفز عليه بنكيران

‏‎ورأت في بيان أن “ما أقدم عليه بنكيران  يعد تصرفا لا يليق بمسؤول سياسي تحمّل مسؤوليات كبيرة، كان يفترض فيه أن يقدم القدوة والنموذج في ما يتعلق بتعامل الطبقة السياسية مع وسائل الإعلام”.

واعتبرت أن “جملة الأوصاف والاتهامات التي تضمنتها كلمة بنكيران  تكتسي خطورة بالغة، فإنها تثير الانتباه إلى مزالق مثل هذا الخطاب التحريضي، باعتباره دعوة صريحة إلى الكراهية والعنف والترهيب”.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها بنكيران  صحيفة الأحداث المغربية. وقد كانت علاقته، خلال فترة رئاسته للحكومة، متوترة مع بعض وسائل الإعلام غير الموالية لحزبه.

وسجلت النقابة باستياء تنامي ظاهرة استهداف الصحافيين والصحافيات من طرف بعض الفاعلين السياسيين، مطالبة بـ”الكف عن هذا السلوك المشين، إذ من حق وسائل الإعلام ممارسة دورها في إطار احترام كامل للقوانين ولميثاق أخلاقيات المهنة، كما أنه من حق أي شخص اعتبر أنه طاله ضرر من عمل صحافي ما أن يسلك المساطر القانونية التي يقدرها مناسبة لإعادة الاعتبار إليه وحفظ حقوقه التي قد يكون طالها ضرر ما”.

وأفادت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين بأنها تابعت باستغراب شديد تهجم بنكيران  على بعض الصحف والمنابر الإلكترونية الوطنية، خاصة صحيفة “الأحداث المغربية”.

واستنكرت الجمعية هذا الاستهداف المجانب لأبسط أخلاق السياسي، مثيرة الانتباه إلى “خطورة محتواه، خصوصا وأنه صدر عن أمين عام حزب سياسي ذي مرجعية دينية يتخذ من القضية الفلسطينية بحمولتها الرمزية ذريعة للاغتيال الرمزي لكل من يخالفه الرأي”.

وجددت الجمعية التذكير بهذا الصدد أن هذا السلوك التحريضي الصادر عن بنكيران  ليس هو الأول من نوعه، فقد سبق للمعني بالأمر أن تهجم على مؤسسات إعلامية أخرى ونعتها بنعوت حاطة بالكرامة.

ودعت الجمعية المؤسسات الموكول إليها حماية الحقل الإعلامي من كل اعتداء وتطاول أو تضييق، للقيام بما يفرضه القانون والأخلاقيات لمواجهة خطابات التحريض ضد المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها.

وتقدم مسؤولو الصحيفة بشكوى إلى المجلس الوطني للصحافة ضد رئيس الحكومة السابق، تسرد فيها ما أسمته بـ”التحريض على قتلها ماديا”، وقالت ‘الأحداث المغربية’ في شكاية “الأمور اليوم وصلت منحدرا خطيرا عنوانه العريض عدم الاكتفاء بقتلنا رمزيا، بعد ما تم الانتقال في تطور مفاجئ إلى التحريض على قتلنا ماديا”. وأضافت ”من حق بنكيران  أن يعقب على ما تكتبه الصحيفة، لكنّ فرقا عظيما يوجد بين النقاش وبين التحريض المضمر على العنف”.

وتابعت هيئة تحرير الصحيفة ”لقد كنا ومازلنا على استعداد دائم للتفاعل إيجابا مع كل الشكايات التي ترفع في مواجهتنا، وبالمقابل فإننا على يقين تام وبشكل ملموس بأن النقابة الوطنية للصحافة ولا تزال مدافعا قويا عن حرية التعبير وسندا للمنابر الإعلامية وللصحافيين”.

واعتبرت الصحيفة أنها اختارت خطها التحريري بوضوح تام، ولم تخف انتصارها لقيم الديمقراطية والحداثة واختلافها الودي والبناء مع جميع التعبيرات السيالة من الغضب الذي يسود الوسط الإعلامي في المغرب، وذلك بعد الهجوم الكبير الذي شنه بنكيران  الأمين العام لحزب العدالة والتنمية.

وجاء على حساب منسوب للصحيفة على تويتر “بنكيران  زعيم حزب العدالة والتنمية الإخواني يعادي السامية”.

وكتب مدير صحيفة “الأحداث” المختار لغزيوي “الكل يفهم محاولات عبدالإله بنكيران  العودة إلى الحياة السياسية من جديد. والكل يفهم عملية الجلد غير المؤدبة التي يقوم بها في حق خلفه سعدالدين العثماني، الذي يرفض بكل مروءة الانجرار للرد على بنكيران . والكل أيضا يفهم أن هجوم من كان رئيسا للحكومة في المملكة المغربية من 2011 إلى 2017 على صحيفة ‘الأحداث المغربية’، بطريقة خطيرة للغاية وصلت حدود تخوينها، هو رسالة إلى من لا يستطيع بنكيران  الهجوم عليهم مباشرة”.

وأضاف “بنكيران  يعتقد أن الصحافة ‘حيط قصير'”. وتابع “لا يمكن، بداعي رغبة سياسي فاشل في العودة إلى الحياة عبر توجيه الرسائل الواضحة والمشفرة، أن تكون الصحافة مجددا هي ‘الحائط القصير’ الذي يقفز عليه”. واستكمل ما يسمى الجيش الإلكتروني لحزب البيجيدي (حزب العدالة والتنمية) حرب بنكيران  ضد الصحيفة. وقال أحد المنتسبين إلى الحزب:

كما نشر مقال في موقع البيجيدي ينتقد صحيفة الأحداث تحت عنوان “حتى لا ننسى.. الود القديم بين الأحداث المغربية ومالكها وإسرائيل” وأتى على ذكر فلسطين والقضية الفلسطينية مرارا وتكرارا. وجاء فيها “ليس غريبا أن تكون الصحيفة وإسرائيل خاوة خاوة، أو أن تنبري في عدد من الافتتاحيات والمقالات إلى الإشادة بخطوة تطبيع العلاقات المغربية – الإسرائيلية”. ووجه المقال سهام النقد إلى مالك الصحيفة أحمد الشرعي الذي لا ينفك “يُعبر عن حبه للكيان الإسرائيلي”. وعلق إعلامي متهكما من تناقض البيجيدي:

Abdelhalim Laaraibi

دابا (الآن) بنكيران  يعتبر ‘الأحداث المغربية’ صحيفة “متصهينة” ياكو ياكو، وهو نفسه الذي دافع عن اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل في فيديو مسجل ياكو ياكو، والعثماني وقع باسم الحكومة المغربية مع رئيس جهاز الأمن القومي الإسرائيلي.

ياكو ياكو. دابا فرزوليا شكون “المتصهين” بغيت نطحو.

وكتب معلق:

Adil El Mahboubi

صحيفة ‘الأحداث المغربية’ ستبقى عصية على أمثال بنكيران … قلعة صامدة ومدرسة تعلمنا فيها الكثير والكثير.  كل الإدانة لتصريحات صاحب المعاش السمين.

16