ثغرات الأنظمة دون مفتاح تقلّل من أمان المركبات

لندن - تنطوي أنظمة الدخول إلى السيارة بدون مفتاح كيلس، التي تنتشر على نطاق واسع حاليا، على مخاطر كبيرة للتعرّض للسرقة، حيث يمكن اختراق إشارة هذه الأنظمة بسهولة.
وتقوم أنظمة كيلس بفتح أبواب دون الحاجة إلى إخراج المفتاح من الجيب، وبدلا من ذلك يمكن الاعتماد على المفتاح اللاسلكي، الذي يتعيّن على صاحب المركبة تشغيله يدويا.
وتتمثل حيلة القراصنة مع الأنظمة التقليدية للدخول بدون مفتاح في استعمال ما يعرف باسم "موسع النطاق"، والذي يعمل على تقوية الإشارة اللاسلكية الخاصة بالسيارة، والتي يستجيب لها المفتاح، وبالتالي يتم تزييف حقيقة أن المفتاح يوجد في النطاق القريب منها.
وبعد ذلك يتم كل شيء بمنتهى السهولة. ويقول أرنولف تيميل إن فتح القفل المركزي يتم عند لمس المقبض أو الضغط على الزر في المقبض، علاوة على أنه يتم تشغيل السيارة بدون مفتاح الإشعال عن طريق الضغط على زر إدارة المحرك.
وتعمل حيلة القراصنة هذه بواسطة جهازين الأول يتم وضعه بالقرب من السيارة، بينما يقوم الجهاز الآخر بالتقاط إشارة المفتاح مثلا عند تتبع صاحب السيارة بعد صفها للانتظار أو عند التجول في الممرات.
وعادة ما تكون الإشارة الصادرة من مفتاح السيارة قوية للغاية إلى درجة أنها تخترق الجدران والأبواب.
جاغوار ولاند روفر وسيات وسكودا وفولكسفاغن وبي.أم.دبليو ومرسيدس تقوم بتجهيز بعض طرزها بتقنية يو.دبليو.بي
ولم تعد هذه الحيلة تجدي نفعا مع التقنية اللاسلكية فائقة النطاق (يو.دبليو.بي)، ولذلك يتعين قبل شراء سيارة جديدة الاستعلام عما إذا كانت تعتمد على هذه التقنية.
وأشار تيميل في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية إلى أن هذه التقنية تقوم بتحديد المسافة بدقة ما بين المفتاح والسيارة، ولا يعمل الامتداد اللاسلكي بعد ذلك.
وتؤكد بعض الجمعيات المختصة في قطاع المركبات أن شركات التصنيع مثل جاغوار ولاند روفر وأودي وسيات وسكودا وفولكسفاغن وبي.أم.دبليو ومرسيدس تقوم بتجهيز موديلاتها الفردية بواسطة تقنية يو.دبليو.بي.
في المقابل ثمة شركات أخرى تعتمد على مستشعرات الحركة، والتي تقوم بإيقاف الإشارة اللاسلكية، إذا لم يتم تحريك المفتاح لفترة من الوقت.
ويصف تيميل هذه الطريقة بأنها غير آمنة، إذا قام القراصنة بسرقة السيارة فورا بعد وضع المفتاح. ويقول “لا تزال هذه الطريقة تعمل حتى إذا كانت المهلة الزمنية قصيرة للغاية”.
وتتزايد التوصيات من قبل المدافعين عن حماية المستهلكين الذين يشترون سيارات جديدة بالتفكير جيدا في ما إذا كان يمكنهم التخلي عن أنظمة الدخول بدون مفتاح، والتي عادة ما تكون باهظة التكلفة.
ويعتقد نادي السيارات الألماني أن المفتاح اللاسلكي يتمتع بحماية كبيرة ضد إساءة الاستعمال.
ويمكن لأصحاب السيارات المزودة بأنظمة كيلس حماية أنفسهم مع التأثير أيضا على درجة الراحة عند تعطيل النظام، إذا كان ذلك مشروحا في دليل تشغيل السيارة.
فمثلا إذا قام المرء بصف سيارته في المرآب بأمان أثناء الليل، فمن الأفضل عدم الاحتفاظ بالمفاتيح اللاسلكية داخل المباني بالقرب من الأبواب أو النوافذ الخارجية.
ويعتبر تيميل أن لف المفتاح اللاسلكي بورق ألومنيوم لم يعد وسيلة عملية حيث لا يمكن عزل الموجات اللاسلكية إلا إذا تم لف المفتاح بدرجة سميكة للغاية، وهو ما يتنافى مع مفهوم الراحة، الذي توفره أنظمة دخول السيارة بدون مفتاح.
ويقول إنه لا أحد يرغب في اصطحاب لفافة من ورق الألومنيوم معه باستمرار، إلا أنه من الأفضل تخزين مفتاح السيارة في صندوق مخصص في المنزل.