واشنطن تخطط لنشر 100 سفينة مسيّرة مع شركائها بالشرق الأوسط

أبوظبي - أعلن الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية، والذي يستقر في الشرق الأوسط، إطلاق أسطول مشترك جديد من المركبات المسيّرة، بالاشتراك مع الدول الحليفة للولايات المتحدة، من أجل ضمان نشر دوريات لحراسة مساحات واسعة بمياه الشرق الأوسط، وذلك في ظل غليان حالة التوتر مع إيران، وفقا لما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الاثنين.
وقال نائب الأدميرال براد كوبر، قائد الأسطول الأميركي الخامس، إن البحرية الأميركية وشركاءها الأمنيين سيقومون بدوريات حراسة في مياه الشرق الأوسط باستخدام 100 سفينة مسيّرة، عائمة وغاطسة، العام المقبل، لتعزيز قوة الردع في مواجهة هجمات، مثل تلك التي قد تشنها إيران.
وأكد كوبر أنه سوف تتم مضاعفة قدرات المراقبة بالنسبة للبحرية الأميركية بصورة دراماتيكية، مما يسمح بفرض مراقبة عن كثب على المياه المهمة لتدفق النفط وعمليات الشحن. إذ إن العمليات التجارية التي تمر عبر البحار استُهدفت في السنوات الأخيرة إبان انهيار الاتفاق النووي الذي عقدته طهران مع القوى العالمية.
وقال في معرض دفاعي بالعاصمة الإماراتية أبوظبي "من خلال استخدام أنظمة المركبات المسيّرة، يمكننا بكل بساطة أن نزيد من رؤيتنا. إنها موثوقة للغاية وتُبعد العنصر البشري"، مضيفا أن الأنظمة تعد "الطريقة الوحيدة لتغطية أي ثغرات لدينا اليوم".
وأضاف أنه يأمل أن تدخل المركبات المسيّرة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، في الخدمة بحلول صيف 2023، لضمان وجود المزيد من "الأعين والآذان في المياه"، مردفا "نحن على أعتاب ثورة تكنولوجية لا وجود للبشر فيها".
وللمنطقة أهمية بالغة لحركة التجارة العالمية، وخاصة لإمدادات النفط التي تتدفق من الخليج عبر مضيق هرمز.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، هناك حرب بحرية خفية تُطبخ على نار هادئة، في ظل استيلاء القوات الإيرانية على ناقلات نفط، بجانب التفجيرات المريبة التي ضربت سفنا في المنطقة، من ضمنها سفن مرتبطة بشركات إسرائيلية وغربية. ونفت إيران الواقعة تحت طائلة العقوبات، اتهامات المسؤولية التي وُجهت إليها، برغم أن الأدلة التي لدى الغرب تشير إلى نقيض ذلك.
وفي العام الماضي، أنشأ الأسطول الأميركي فرقة عمل جديدة لدمج الأنظمة المسيّرة والذكاء الاصطناعي في العمليات البحرية لأسطولها الخامس المتمركز في البحرين.
وقال كوبر إنه "أمر راسخ أن إيران تعد رقم واحد في التهديدات الإقليمية الرئيسية التي نواجهها. فهناك الصاروخ الباليستي، وصاروخ كروز وعنصر المركبات المسيّرة، وكلها ضمن قدراتها وانتشارها الكبير، فضلا عن القوات المحاربة بالوكالة".
وثمة سلسلة متوترة من المواجهات بين السفن البحرية الأميركية والإيرانية في مياه الشرق الأوسط. وقد أكدت هذه المواجهات خطر حدوث صراع مسلح بين البلدين.
لكن كوبر قال إنه من اللافت للنظر أن الولايات المتحدة لم تشهد هذه الحلقة من التوترات خلال الأشهر القليلة الماضية، في الوقت الذي يحاول خلاله الدبلوماسيون إحياء الاتفاق النووي.
وأوضح "إذا نظرتم إلى الشهرين الأخيرين، يمكنني أن أقول إنّ توقف هذه التوترات هو الوضع الراهن. كانت هناك بعض الأوقات التي شهدت زيادة في النشاط… الغالبية العظمى لهذه التداخلات تكون آمنة واحترافية".
وكشف كوبر أن إسرائيل سوف تنضم على الأرجح إلى فرقة العمل الخاصة بقوة المركبات البحرية المسيّرة في المنطقة"، متابعا "يمكنني أن أتوقع تدريبات في المستقبل نعمل فيها جنبا إلى جنب".
وتطور إسرائيل والإمارات قدرات امتلاك الأصول غير المأهولة داخليا. وأقامت الدولتان علاقات دبلوماسية في 2020 وتتعاونان عن كثب مع واشنطن في قضايا الأمن الإقليمي.
وأشار كوبر إلى أنه "لا يمكن لأسطول بحري يعمل بمفرده توفير الحماية من جميع التهديدات في هذه المنطقة. فالمنطقة ببساطة كبيرة للغاية. يتعين أن نعالج هذا الأمر بطريقة منسقة تشارك فيها جنسيات متعددة".
وكانت حركة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، استهدفت سفنا قبالة الساحل اليمني. وتقاتل الحركة تحالفا عسكريا تقوده السعودية، ونفذت في الآونة الأخيرة ضربات بطائرات مسيّرة وصواريخ على الإمارات، لكن معظمها باء بالفشل.
وقال كوبر "من المؤكد أن إيران هي التهديد الأمني الرئيسي في المنطقة"، مشيرا إلى أن الأسطول الخامس يستخدم سفنا مسيّرة في التدريبات منذ نوفمبر.