مغردون عرب على خط احتجاجات كندا.. معركة إعلام اليسار واليمين

مستخدمو مواقع التواصل يتهمون الإعلام اليساري بالتعتيم على الاحتجاجات والكيل بمكيالين في ما يخص تغطية الاحتجاجات.
الاثنين 2022/02/21
فوضى وتساؤلات

أوتاوا- تشهد الاحتجاجات التي تعرفها كندا اهتماما واسعا من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية. وانشغل مغردون بمقارنة شعارات حقوق الإنسان التي ترفعها كندا عندما يتعلق الأمر باحتجاجات في الخارج وإغفال هذه الشعارات عندما يتعلق الأمر باحتجاجات تضرب البلد. وأكد البعض أن شعارات حقوق الإنسان ليست سوى “للابتزاز السياسي”.

وأعلنت الشرطة الكندية التي تواصل العمل على تفريق مجموعة من المحتجين في العاصمة الفدرالية أوتاوا، أن “تقدما كبيرا” أحرز، لناحية إخلاء وسط أوتاوا المشلول منذ أسابيع بسبب الاحتجاجات المناهضة للقيود الصحية.

ومنذ أواخر يناير تحول وسط مدينة أوتاوا إلى ساحة احتجاجات للمئات من الشاحنات الثقيلة والصغيرة والمركبات الأخرى التي يقول مالكوها إنهم سئموا تدابير مكافحة وباء كوفيد – 19.

وكانت الأعلام الكندية تعلو بعض المركبات المشاركة في احتجاج أوتاوا، إلى جانب اللافتات والشعارات التي تطالب باستعادة الحقوق المنصوص عليها في دستور البلاد، ومن بينها الحق في رفض لقاح ضد كوفيد – 19، وإلغاء فرض اللقاح للعمل أو السفر أو تناول الطعام في حانة محلية.

◙ شعارات حقوق الإنسان ليست سوى "للابتزاز السياسي"

وقد تسببت القافلة، التي نُظمت تحت شعار “قافلة الحرية 2022″، في شل حركة المرور في قلب المدينة، وأجبرت بعض الشركات على إغلاق أبوابها وتعطيل حياة السكان اليومية. وفي عطلات نهاية الأسبوع المتتالية تجمع عشرات الآلاف من الأشخاص بالقرب من البرلمان الفدرالي لإظهار دعمهم للقافلة.

وقد أغلق المتظاهرون جسر أمباسادور، وهو طريق تجارة حيوي يربط بين وندسور في أونتاريو وديترويت بالولايات المتحدة. وخنق إغلاق الجسر الإمدادات إلى شركات صناعة السيارات في ديترويت، مما أجبر فورد موتور وجنرال موتورز وتويوتا موتور على خفض الإنتاج. وتمر على الجسر في الاتجاهين بضائع قيمتها 360 مليون دولار في اليوم تمثل ربع قيمة تجارة البضائع بين الولايات المتحدة وكندا.

وفي الثالث عشر من فبراير ألقت الشرطة الكندية القبض على ما بين 25 و30 متظاهرا وتحفظت على حوالي 12 مركبة، في محاولة لتيسير الوصول إلى الجسر. وفي وقت لاحق من نفس اليوم أعيد فتح الجسر أمام حركة المرور التجارية والركاب.

وفي الرابع عشر من فبراير اتخذ رئيس الوزراء جاستن ترودو خطوة تصفها صحيفة وول ستريت جورنال بـ”غير العادية بحجة تعرض الأمن القومي لخطر”، وتتمثل في تفعيل سلطات الطوارئ التي نادرا ما تستخدم في البلاد. وغرد المحلل محمد نافع رامز:

ويتهم مستخدمو مواقع التواصل الإعلام اليساري بالتعتيم على الاحتجاجات والكيل بمكيالين في ما يخص تغطية الاحتجاجات. ويتداول معلقون على نطاق واسع صورا ومقاطع فيديو تظهر القمع “الكبير” الذي تمارسه السلطات الكندية ضد المحتجين.

وأظهر مقطع فيديو دعس المحتجين بأحصنة يركبها رجال أمن فيما أظهرت مقاطع أخرى اعتداء رجال الأمن بالضرب الشديد على المحتجين. وكانت صورة تظهر محتجين على ركبهم أمام رجال الأمن أثارت جدلا واسعا وشبهها البعض بممارسات تنظيم داعش.

وانتقد معلقون تغطية الإعلام اليساري لاحتجاجات كندا. وعلى الرغم من عدم وجود منهجية دقيقة لقياس وتقييم التحيز الأيديولوجي لوسائل الإعلام، فقد بذل العديد من الأكاديميين جهودا من أجل تصنيف وسائل الإعلام أيديولوجيا، وذلك وفقا لمشاريع بحثية وأدوات لرصد وتحليل المحتوى الإخباري والمعالجات الصحافية، وكذلك استطلاعات رأي لمعرفة توجهات جمهور الوسيلة الإعلامية. ويتهم معلقون وسائل الإعلام العربية بالوقوع في فخ التحيز الذي تمارسه وسائل الإعلام اليسارية التي تنقل عنها. وغرد إعلامي:

وقارن الأكاديمي أحمد الفراج بين تغطية صحيفة نيويورك تايمز الأميركية وغرد:

amhfarraj@

صحيفة نيويورك تايمز “الحرّة جدا جدا وللغاية” بين زمنين: في 2021: تعامل حكومة الهند مع المحتجين وعدم سماع مطالبهم سيقود الهند لطريق خطر. في 2022: مع امتداد تظاهرات كندا، هناك من يتساءل: لماذا لا يطلب جاستن ترودو من سلطات الأمن سحق المتظاهرين؟ إيه ومن ها السوالف..

واعتبر معلقون أن “حقوق الإنسان” و”حق الشعوب في حرية التظاهر والتعبير” ماهي إلا أدوات ضغط وابتزاز اصطنعها الغرب ضد “الدول المستهدفة”. وكتب حساب في هذا السياق:

وتركت الفوضى التي حدثت في الأسابيع الأخيرة الكثيرين يتساءلون عما إذا كانت كندا تشهد ولادة يمين سياسي بديل، أم أنها نوبة غضب ناتجة عن جائحة طال أمدها ويجادل البعض أن ما يسمى بـ”قافلة الحرية” ليست انحرافا على الإطلاق، ولكنها مرآة لجزء متكامل من البلد، لا يتناسب مع الصورة النمطية، وبالتالي يتم تجاهله.

وعلى مدار العامين الماضيين من أزمة الصحة العامة، ظل الكنديون عالقين في المنازل إلى حد كبير، وقضى الكثير منهم وقتا أطول أمام الشاشة أكثر من أي وقت مضى.

ويبدو أنهم استوعبوا الحرب الثقافية في الولايات المتحدة، التي دارت على قنوات مثل “فوكس نيوز” و”بريتبارت”، وتجذرت الأفكار الترامبية في كندا، كما قال جيرالد بوتس، وهو صديق قديم لرئيس الوزراء ترودو، وكبير مساعديه السياسيين السابقين. ولم تكن مجرد أفكار، إذ قدّم النشطاء اليمينيون في الولايات المتحدة وأماكن أخرى أكثر من الدعم المعنوي للمحتجين في كندا.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من الادعاءات الكاذبة حول الاحتجاجات الكندية المستمرة وادعاءات أخرى نُسبت لرئيس الوزراء ترودو. ومع استمرار الاحتجاجات، يواصل مؤيدوها الترويج لمعلومات غير دقيقة، وادعاءات كاذبة.

◙ "حقوق الإنسان" و"حق الشعوب في حرية التظاهر والتعبير" ماهي إلا أدوات ضغط وابتزاز اصطنعها الغرب ضد “الدول المستهدفة”

 

16