السعودية حائرة بين دعم الغرب والحفاظ على تحالفها النفطي مع روسيا

الرياض - تسعى الولايات المتحدة لإقناع المملكة العربية السعودية بزيادة إنتاج النفط، على أمل ضبط أسواق الطاقة، مع تصاعد المؤشرات على قرب اندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا.
وتجد السعودية نفسها في موقف صعب بين الاستجابة لطلب الحليف الأميركي لاسيما في هذا التوقيت الحرج، وبين الالتزام بشراكة روسيا ضمن تحالف ما يسمى بأوبك+.
وزار منسق مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك والمبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون الطاقة عاموس هوخشتاين الرياض الأسبوع الجاري.
وأفاد البيت الأبيض، في بيان نشره مساء الخميس، بأن المسؤولين الأميركيين ناقشا مع الطرف السعودي “وضع منهج مشترك لإدارة الضغوط المحتملة على السوق، الناجمة عن غزو روسي محتمل لأوكرانيا”، دون الكشف عن تفاصيل حول نتائج المحادثات.
ويأتي هذا التحرك الأميركي على وقع تصاعد التوتر بين كييف وموسكو، وسط مؤشرات عن إمكانية خروجه عن السيطرة وتفجر حرب قد لا تنتهي عند الحدود الأوكرانية.
وتبدي السعودية تحفظات حيال السير في خيار ضخ المزيد من النفط، لاسيما وأنها مرتبطة باتفاقية مع روسيا وعدد من المنتجين الآخرين في إطار “أوبك+” لزيادة تدريجية وحذرة في إنتاج النفط.
واشنطن ناقشت مع الرياض وضع منهج مشترك لإدارة الضغوط المحتملة على السوق، بسبب الأزمة الأوكرانية
ويرى خبراء أن مصلحة السعودية الاقتصادية تكمن في إبقاء الوضع الحالي لإنتاج النفط، لكنها في الآن ذاته تخشى من أن تكون للأمر تبعات سياسية وأن تجد نفسها مستقبلا في مواجهة مع الحليف الأميركي الذي سيرى في موقف الرياض خذلانا له وللمنظومة الغربية.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في وقت سابق أن المسؤولين السعوديين قالوا إنهم لن يضخوا المزيد من النفط لخفض الأسعار التي صعدت إلى أعلى مستوى في سبع سنوات، على الرغم من الدعوات الأميركية لزيادة إنتاج النفط.
وأشارت الصحيفة إلى أن “ارتفاع أسعار النفط والمخاوف من احتمال حدوث الغزو الروسي لأوكرانيا وضع المملكة أمام معضلة: مساعدة الغرب عن طريق ضخ المزيد من النفط الخام لخفض الأسعار أو الوقوف إلى جانب تحالف نفطي عمره خمس سنوات يساعد موسكو على حساب واشنطن”.
وأفادت بأن الرئيس الأميركي جو بايدن دعا مرارا المنتجين في الخليج إلى ضخ المزيد من النفط لخفض أسعاره وبالتالي خفض أسعار البنزين في الولايات المتحدة، وقد أصبحت هذه الدعوات أكثر إلحاحا مع اقتراب برميل النفط من مستوى مئة دولار، وسط توقعات بارتفاع الأسعار أكثر مع زيادة التوتر المرتبط بأوكرانيا.
ويتبنى تحالف أوبك+ الذي تقوده السعودية سياسة الزيادة التدريجية في إنتاج النفط، وينص الاتفاق الحالي على أن يكون معدل الزيادة على مستوى 400 ألف برميل في كل يوم على أساس شهري.
وتعتبر السعودية أول مزود نفطي للأسواق العالمية، فيما تعد روسيا أحد أبرز منتجي النفط والغاز في العالم، إذ تضخ حوالي عشرة في المئة من النفط العالمي، وأي تأثير على إمدادات موارد الطاقة من روسيا سيكون له تأثير على أسعار الطاقة العالمية.