موسكو تواصل سحب قواتها والغرب لا يزال يشكك

رئيس بيلاروسيا يؤكد على استعداد بلاده لاستقبال أسلحة نووية في حال وجود خطر من قبل الغربيين.
الجمعة 2022/02/18
عمليات سحب أم تبديل للوحدات

موسكو - أعلنت موسكو الخميس عن مواصلة سحب قواتها من مناطق مجاورة لأوكرانيا، محذرة في الوقت نفسه من أن العملية “تتطلب وقتا”، فيما اتهمتها الولايات المتحدة بتعزيز وجودها العسكري تمهيدا لاجتياح هذا البلد.

وأعلنت روسيا منذ الثلاثاء عودة عدد غير محدد من القوات والمعدات التي تم نشرها في شبه جزيرة القرم وعند الحدود مع أوكرانيا إلى ثكناتها، داعمة تأكيداتها بصور.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس سحب وحدات جديدة من القرم، عارضة مشاهد تظهر قطارا يحمل شاحنات عسكرية، يعبر الجسر الذي يربط القرم بالبر الروسي.

وكذلك أعلنت أنها بصدد إعادة وحدات مدرعات ودبابات إلى قواعدها في غرب روسيا، دون تحديد نقطة انطلاقها ولا مكان وصولها.

غير أن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال للصحافيين، إن “وزير الدفاع أفاد في الواقع أن بعض مراحل التدريبات تشارف على نهايتها، وأن العسكريين سيعودون تباعا إلى قواعدهم”، مؤكدا أن “هذا يتطلب وقتا”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث الثلاثاء عن “انسحاب جزئي” دون أن يحدد حجمه أو جدوله الزمني.

سيرجي لافروف: الأزمة الأوكرانية تتفاقم في ذهن قادة الغرب ووسائل إعلامه

ويشكك الغربيون في نوايا روسيا ويتهمونها بالتحضير لشن هجوم على أوكرانيا، مؤكدين أنهم لا يملكون أي دليل على خفض التصعيد.

واتهمت لندن موسكو بـ”فبركة حجج لاجتياح” أوكرانيا. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس قبيل زيارتها كييف الخميس، إن بريطانيا ستستمر “بفضح حملة التضليل الروسية”.

واتهم مسؤول كبير في البيت الأبيض، طلب عدم كشف اسمه، مساء الأربعاء موسكو بإرسال تعزيزات من سبعة آلاف عنصر إلى قواتها المنتشرة على الحدود مع أوكرانيا.

وصرح وزير الدفاع البريطاني بن والاس الخميس في بروكسل بأن الحلف الأطلسي ينظر “بجدية كبرى” إلى الخطر الذي تواجهه أوكرانيا بفعل تعزيز القوات الروسية عند حدودها.

وقال متحدثا في مقر الحلف حيث يُعقد اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء “رأينا زيادة للقوات خلال الساعات الـ48 الأخيرة يصل عددها إلى سبعة آلاف. رأينا جسرا تم بناؤه انطلاقا من بيلاروسيا نحو أوكرانيا أو قرب أوكرانيا”.

وأغلقت الولايات المتحدة هذا الأسبوع سفارتها في كييف رغم دعوات السلطات الأوكرانية لعدم إشاعة الذعر.

وضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صوته إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مؤكدا أنه لم يلاحظ بوادر تراجع في الحشد العسكري الروسي عند حدود بلاده بل مجرّد “عمليات تبديل صغيرة” لوحدات.

وتجري مناورات عسكرية روسية – بيلاروسية واسعة النطاق في بيلاروسيا، حليفة روسيا إلى شمال أوكرانيا، يفترض أن تنتهي في العشرين من فبراير، وأكدت مينسك أنه لن يبقى “أي جندي روسي” على أرضها عند انتهائها.

وصعد رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو، حليف موسكو، اللهجة الخميس مؤكدا استعداد بلاده لاستقبال “أسلحة نووية.. دفاعا عن أراضينا” في حال وجود خطر من قبل الغربيين، وفق ما نقلت عنه وسائل الإعلام البيلاروسية.

وعلق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بسخرية على اتهامات خصوم موسكو عند استقبال نظيره الإيطالي لويجي دي مايو الخميس، معتبرا أن الأزمة تتفاقم “في ذهن” قادة الغرب ووسائل إعلامه.

وأعلن دي مايو من موسكو أن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي قبل دعوة من بوتين لزيارة موسكو “في أقرب وقت”.

ومع المخاوف من اجتياح روسي، كثف الغربيون عمليات تسليم أسلحة إلى كييف، ما يؤجج غضب روسيا التي تتهم أوكرانيا في المقابل بالتحضير لشن هجوم على الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق البلاد.

وبالرغم من تكثيف التحركات الدبلوماسية، حذر الأميركيون والغربيون من أن عقوبات اقتصادية واسعة جاهزة في حال أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا، وهو ما تقول موسكو إنها لا تخطط له.

واتفق الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس خلال مكالمة هاتفية الأربعاء على أنه “على روسيا أن تتخذ تدابير حقيقيّة لخفض التصعيد” وأن “تترقب عواقب خطرة للغاية” في حال هاجمت أوكرانيا.

وتستنكر موسكو رفض الغرب لمطالبها الرئيسية، ولاسيما إنهاء سياسة توسيع حلف شمال الأطلسي وخاصة ليشمل أوكرانيا، وسحب المنشآت العسكرية للحلف من شرق أوروبا. ومن جانبهم، اقترح الغربيون إجراء محادثات حول مواضيع مثل الحد من التسلح.

5