الصومال يكافح لتشغيل بنك الدم الوحيد في بلد مثخن بجراح الحرب

مقديشو - عندما وقع أكبر تفجير شهده الصومال والذي قتل فيه أكثر من 500 شخص في عام 2017، وقف الطبيب أحمد عبدالقادر محمد يرقب يائسا المصابين وهم ينزفون حتى الموت.
وبعد عام بالضبط افتتح محمد في أكتوبر 2018 خدمة بنادر للدم، وهي أول بنك دم عام في الصومال منذ عام 1991. ويديره 20 من الأطباء والممرضين وفنيي المعامل المتطوعين ويوفر تبرعات تنقذ الحياة لأغلب مستشفيات مقديشو.
وقال محمد (32 عاما) "يسعدنا أن نعمل في بنك الدم هذا (..) لا يوجد في البلاد بنك دم عام آخر وهناك حاجة ملحة". وتملك المستشفيات الخاصة بنوك دم صغيرة خاصة بها لكن بنادر هو بنك الدم العام الوحيد. وأضاف محمد "الذين يموتون بسبب نقص الدم أكثر من الذين يموتون بالرصاص".
وتعتبر عدم القدرة على الوصول إلى مصدر دم آمن سببا رئيسيا في الوفاة أثناء الولادة.
وتموت نحو خمسة آلاف امرأة صومالية سنويا من مضاعفات الولادة وفقا لبيانات أصدرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة عام 2017، وهي أحدث بيانات متوافرة. وفي العام نفسه كانت هناك 740 وفاة مرتبطة بأعمال إرهابية وفقا لمؤشر الإرهاب العالمي.
وبالإضافة إلى الأمهات الحوامل وضحايا العنف، تذهب تبرعات الدم أيضا إلى الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وقال معلم راجي علي "أعاني من مشاكل بالكلى منذ فترة طويلة (..) وأجري غسيلا كلويا وهذا المكان يساعدني (..) يعطونني الدم مجانا. الحمد لله".
خمسة آلاف امرأة صومالية تموت سنويا من مضاعفات الولادة فيما سجلت 740 وفاة مرتبطة بأعمال إرهابية
ومن التحديات الصعبة إقناع الناس بالتبرع بالدم. وتراجعت المخاوف المتعلقة بالتبرع بالدم بعض الشيء بعد هجوم عام 2017 عندما دعت الحكومة الناس إلى التبرع بالدم، لكن محمد يؤكد أن المفاهيم الخاطئة مازالت موجودة. وقال رجل أحضر والدته للعلاج لمحمد إنه سيموت لو تبرع بالدم.
وقال محمد "هذا أمر غريب في المجتمع. إنهم مقتنعون بأنهم سيموتون إذا ما تبرعوا بالدم"، لكن فريق العاملين شرح له أنها عملية آمنة وأقنعه في نهاية الأمر بالتبرع. لكن تبرع محمد حاجي حسين (20 عاما) أصبح مبعث فخر له.
وقال "أتبرع بدمي للصوماليين (..) أتفهّم أن هناك نقصا في الدم لذلك أتبرع لأنقذ الناس".
ويشير محمد إلى أنه من التحديات الأخرى نقص المعدات وتوفير رسوم التشغيل الشهرية البالغة 700 دولار.
ويخزن البنك نحو مئة وحدة دم. والوحدة الواحدة يمكنها إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وقال وزير الأمن الداخلي الصومالي إن العاصمة مقديشو شهدت إطلاق نار وانفجارات في الساعات الأولى من صباح الأربعاء مع مهاجمة متشددين من حركة الشباب لمراكز الشرطة ونقاط تفتيش أمنية.
وتشن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي تسعى للإطاحة بالحكومة المركزية وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة، هجمات من حين لآخر على أهداف حكومية، مثل هجوم الأسبوع الماضي على حافلة صغيرة تقل مندوبين يشاركون في اختيار نواب البرلمان.
وكتب الوزير عبدالله نور على تويتر "هاجم الإرهابيون ضواحي مقديشو واستهدفوا مراكز الشرطة ونقاط التفتيش". وأضاف "هزم أفراد أمننا العدو".