"الفلسطيني كعقرب".. كتاب كاريكاتير سعودي يثير جدلا

رسام الكاريكاتير السعودي فهد الجبيري يصدر كتاب “الكضيّة” بصفة مجانية على تويتر يشرح فيه أبعاد وحقائق القضية الفسلطينية بطريقة الرسم الكاريكاتيري ويثير الجدل على تويتر.
الرياض- أثار إصدار رسّام الكاريكاتير السعودي فهد الجبيري كتاباً مجانيّاً عبر تويتر بعنوان “الكضيّة” جدلا على الموقع الأكثر استخداما وشعبية في السعودية. وفيما احتفى مغردون سعوديون بالكتاب الذي صوّر بنظرة ناقدة وساخرة القضية الفلسطينية والمتمعشين منها، انتقد آخرون، من الفلسطينيين وغيرهم، الكتاب ووصفوه بأنه “أحقر ما صدر باللغة العربيّة عن قضيّة فلسطين”.
ويعد الكاريكاتير أكثر فنون التحرير الصحافي جذبًا للقراء بصرف النظر عن لغاتهم أو ثقافاتهم، إذ أنه أقدر فنون التحرير الصحافي على إيصال الفكرة والحدث بطريقة سهلة مبسطة وأحيانًا فكاهية.
وصوّر رسّام الكاريكاتير، الفلسطيني في غلاف الكتاب في صورة عقرب. وتمثلت الأهداف العامة للكتاب في الكشف عن حالات لغدر فلسطينيين بالعرب بشكل عام ودول الخليج والسعودية على نحو خاص، وإظهار حقيقة الأطراف التي تساند القضية الفلسطينية قولًا وعملًا، والأطراف الأخرى التي استغلت القضية لتحقيق مآرب لا تمتّ إليها بصلة.
ويبرز الجبيري من خلال كتابه أيضًا التعامل والتعاون الوثيق والمستمر لبعض الفلسطينيين مع إسرائيل، بخلاف الصورة التي يسعون لتصديرها عن الالتزام بالممانعة، وما يسمونه بمحور المقاومة.

الرسومات الكاريكاتيرية في كتاب "الكضية" تناولت مسألة حقد فلسطينيين على السعودية
ومن خلال قراءة لرسوم الكاريكاتير في الكتاب، يمكن استنتاج أدوات يلجأ إليها قطاع من الفلسطينيين، أولها التزييف بإلقاء الاتهامات، وتعمد تشويه بعض الدول العربية، مع إغفال متعمد وإنكار لتضحيات تلك الدول بالمال والدماء في سبيل الدفاع عن فلسطين، وهو ما يظهر عبر شاشات وسائل إعلام فلسطينية، وكذلك حسابات فلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي.
وتتمثل الأداة الثانية في اللعب على وتر العاطفة الدينية، والقومية العربية، والمعاناة الإنسانية؛ من أجل جمع الأموال، سواء أكانت تبرعات خارجية من الشعوب العربية، أم الحصول على منح وهبات من الحكومات، وتتعرض تلك الأموال إلى النهب، وتذهب في مسارات غير التي خُصصت لها.
ويُعد ترديد الشعارات إحدى أدوات صناعة الحالة والجذب من أجل ترديد الكذب، وتثير تلك الشعارات ومنها ما يتطرق لتحرير القدس، والتنديد بالتوسع الاستيطاني تناقضات صارخة أمام واقع ينخرط فيه العمال الفلسطينيون في أنشطة بناء المستوطنات الإسرائيلية، وبينما تتم المطالبة بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية يقوم فلسطينيون بالاتجار مع إسرائيل، وكذلك في الوقت الذي يتم التنديد فيه بإقامة بعض الدول لعلاقات مع إسرائيل تنخرط كوادر جماعة الإخوان في فلسطين داخل مؤسسات الحكم الإسرائيلية.
ومن بين الأدوات التي يكشفها الكتاب نشر الفوضى والاضطراب في الدول المضيفة لهم، مستشهدًا بوقائع من صفحات التاريخ، مثل أحداث أيلول الأسود في الأردن، والتورط الفلسطيني في الحرب الأهلية بلبنان، فضلًا عن استشهادات من الواقع الراهن، حيث مناصرة ميليشيات إرهابية في المنطقة مثل ميليشيا الحوثي اليمنية.
وتناول الكتاب على نحو أكثر تفصيلًا مسألة الحقد على دول الخليج والمملكة العربية السعودية، وهو ما استعرضه عبر إظهار تعمد الفلسطينيين الإساءة للسعودية والإشادة بأطراف إقليمية مناوئة لها.
وتحول فلسطينيون مؤثرون، سياسيون وإعلاميون وغيرهم، في السنوات الأخيرة إلى بيادق بأيادي دول تعادي السعودية وباتوا يخوضون حروبا بالوكالة أثّرت على القضية الفلسطينية. وتمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع لفلسطينيين يوجهون الشتائم للسعودية.
ويقول الكثيرون إن العرب بشكل عام فقدوا الاهتمام بما يحدث في الأراضي الفلسطينية. ويتساءلون لماذا لا يطلب الفلسطينيون من إيران أو تركيا تحريرهم خاصة أن أغلبيتهم باتوا متمترسين ضمن هذين المحورين.
واعتبر معلق أن:
وقال الكاتب إبراهيم السليمان تعليقا على مقطع فيديو نشره الصحافي الفلسطيني عبدالسلام عقل ينتقد فيه كتاب “الكضيّة”:
وكتب آخر:
AhmedAltaresh@
الجبيري قام بشيء جديد لم تتعودوه منا وهو الرد على الإساءات. تعودتم السكوت الآن طبول الحرب فوق رؤوسنا
معظم من يرقص عليها فلسطينيون بشكل رسمي وغير رسمي باستثناء قلة من الشرفاء.. لذلك أرى أن تعترض على من يشارك في الحرب علينا من عندكم أولاً.
وقال مغردون سعوديون إن مصلحة بلادهم هي قضيتهم الأولى. ويتواءم هذا الطرح مع سيطرة المشاعر القومية على الشباب السعوديين، حيث تنتشر شعارات “السعودية للسعوديين” و”السعودية الكبرى” و”السعودية أولاً” في سرد جديد للوقائع. وبدأ الأمر كحركة تلقائية على توتير تطورت لتسيطر إعلاميا وشعبيا.
ويدعو الشعور الجديد بالقومية إلى الانفصال عن أي التزام تجاه أصحاب القضايا التي لا تضيف إلى السعودية شيئا فما بالك أولئك الذين يمتهنون سب السعودية وشتمها ليلا ونهارا.
وظهرت في المدة الأخيرة حملات سعودية على تويتر على غرار #فلسطين_ليست_قضيتي.
وفي رمضان 2020، أثار الممثلان السعوديان ناصر القصبي وراشد الشمراني جدلا واسعا في حلقة من مسلسل “مخرج رقم 7” الذي عرضته “أم.بي.سي”، حين تحدثا عن الفلسطينيين، إذ خاضا بكل جرأة في موقف بعض الفلسطينيين من الدول العربية، ما رأى فيه متابعون موضوعية تعكس الواقع، بينما تناول قسم آخر من المتابعين المشهد من زاوية مختلفة.