أردوغان يدعو رجال الأعمال في الإمارات إلى الاستثمار في تركيا

الرئيس التركي يؤكد أن هدف بلاده الحالي يتمثل في الارتقاء بالعلاقات الثنائية مع الإمارات إلى مستويات أعلى في جميع المجالات.
الثلاثاء 2022/02/15
تطوير العلاقات التجارية وتعزيز الاستثمارات

أبوظبي - دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ثاني أيام زيارته للإمارات في أبوظبي الثلاثاء، رجال الأعمال وممثلين عن القطاع الخاص الإماراتي إلى الاستثمار في بلاده التي تشهد مصاعب اقتصادية كبرى.

وكانت الإمارات وتركيا أعلنتا الاثنين توقيع عدد من الاتفاقات الثنائية في بداية أول زيارة للرئيس التركي للدولة الخليجية منذ تسع سنوات، بعد عودة الدفء إلى العلاقات بين القوتين الإقليميتين.

وقال أردوغان خلال لقاء مع رجال أعمال في أبوظبي "بصفتكم ممثلين رئيسيين للقطاع الخاص في دولة الإمارات، أنا متأكد من أنكم تدركون تماما فوائد إقامة شراكات تجارية واستثمارية مع تركيا".

وأضاف "الإرادة التي يبديها رجال الدولة مهمة جدا لعلاقات تركيا والإمارات للوصول إلى المستوى الذي تستحقه (...)، لكن أنتم (...) هم من يعرفون إمكانات البلدين، لاسيما في التجارة والاستثمارات".

واعتبر أن "تركيا لديها تشريعات جذابة في ما يتعلق بفرص إنشاء أعمال تجارية"، مشيرا إلى تحسّن البنية التحتية وقطاع النقل فيها.

وقال أردوغان لرجال الأعمال "هناك إرادة جماعية قوية لتطوير العلاقات التجارية وزيادة الاستثمارات"، مضيفا "علاقاتنا الاقتصادية والعلاقات الثنائية لها تاريخ عميق الجذور وبنية تحتية متينة".

أردوغان يلتقي محمد بن راشد في معرض "إكسبو 2020 دبي"
أردوغان يلتقي محمد بن راشد في معرض "إكسبو 2020 دبي"

وخلال زيارته التي تستمر يومين، التقى الرئيس التركي الثلاثاء نائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في معرض "إكسبو 2020 دبي".

وبحث الجانبان "سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين"، حسب ما أوردت وكالة أنباء الإمارات "وام".

وفي بيان للرئاسة التركي، قال أردوغان إن هدف بلاده الحالي يتمثل في الارتقاء بالعلاقات الثنائية مع الإمارات إلى مستويات أعلى في جميع المجالات.

وأضاف أردوغان الذي يزور الإمارات حاليا "حافظت علاقاتنا التجارية على حجمها، وحافظت الشراكات بين قطاعاتنا الخاصة على حيويتها حتى في فترة الركود في علاقاتنا الثنائية"، مشيرا إلى أن "هذا دليل على أن علاقاتنا الثنائية الاقتصادية والبشرية لديها تاريخ عميق الجذور وبنية تحتية متينة".

ووصل أردوغان الاثنين إلى الإمارات، وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في مقدّمة مستقبلي الرئيس الزائر والوفد المرافق لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي.

واستقبلت الإمارات ضيفها بحفاوة عبر عرض مرئي على واجهة برج خليفة، أطول مباني العالم، وإضاءة أهم المعالم والمؤسسات والمباني الإماراتية بألوان العلمين الإماراتي والتركي.

وبحث الشيخ محمد بن زايد مع أردوغان الاثنين العلاقات الثنائية والآفاق الجديدة الواعدة للتعاون والعمل المشترك بين الإمارات وتركيا في مختلف المجالات التي تخدم مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

وشهد الشيخ محمد بن زايد والرئيس التركي تبادل اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم وبروتوكولات بين عدة جهات في الإمارات ونظيراتها في تركيا، تهدف إلى تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بين البلدين.

وأشارت الوكالة الإماراتية "وام" إلى أن مجالات هذه الاتفاقيات والمذكرات شملت "الصحة والعلوم الطبية والصناعات والتقنيات المتقدمة والعمل المناخي والمجال الثقافي والزراعة والنقل وإدارة الأزمات والكوارث والأرصاد الجوية والإعلام".

كذلك "تضمنت خطاب نوايا بشأن التعاون في الصناعات الدفاعية"، وفق الوكالة.

وزيارة أردوغان هي الأولى له إلى الإمارات منذ فبراير 2013 حين كان رئيسا للوزراء. وهو يرغب في جذب استثمارات جديدة لبلاده التي تعاني من مستوى تضخم قياسي هو الأعلى منذ 2002.

وتفيد مصادر بأنه قد يزور السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد عربي، هذا الشهر، وذلك للمرة الأولى منذ جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول في 2018، التي وترت كثيرا العلاقات بين الدولتين.

وبلغت قيمة التجارة بين تركيا والإمارات في النصف الأول من عام 2021 أكثر من سبعة مليارات دولار، بنمو بلغ 100 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020، بحسب إحصاءات إماراتية رسمية.

وتأتي تركيا في المرتبة الحادية عشرة بين أكبر الشركاء التجاريين للإمارات، فيما تمثّل الدولة الخليجية الثرية الشريك التجاري الثاني عشر لتركيا عالميا والشريك التجاري الأكبر لتركيا على مستوى منطقة الخليج.

وثمة ما يقارب 400 شركة في تركيا مؤسسة برأس مال إماراتي، ويعتبر قطاع العقارات على رأس قائمة الاستثمارات الإماراتية في هذا البلد، إلى جانب استثمارات كبيرة في قطاع المصارف، وتشغيل الموانئ والقطاع السياحي.