الأحاجي والألغاز تنمي المهارات الحركية والبصرية للطفل

بيروت – يبحث الكثير من الآباء عن طرقٍ لتنمية الذكاء وتطوير مهارات التفكير لدى أبنائهم، ويرى الخبراء أن من أفضل تلك الطرق مهارة حل الألغاز لأنها تزود العقل بقدرة كبيرة على مواجهة المشكلات والتغلب عليها بالعقل.
ويعد حل الألغاز تدريبًا مفيدًا للدماغ، ويساعد في تأخير الإصابة بفقدان الذاكرة ومرض ألزهايمر والخرف وغيرها من المشاكل. كما أن حل الألغاز والأحاجي ينمي المهارات الحركية والبصرية للطفل.
ويعتقد كثير من الآباء والأمهات أن اللعب مع أطفالهم الصغار ليس له فائدة أو أنه مضيعة لأوقاتهم، ولكنهم لا يعلمون أن للعب دورا كبيرا في نمو شخصية الطفل وصقلها، كما أنه يعطي الطفل الشجاعة والقدرة على التعامل مع الأطفال الآخرين.
ويؤكد خبراء التربية الفوائد الكبيرة للعب الآباء والأمهات مع أطفالهم، ومنها قوة التواصل التي تحدث بينهم، خاصة مع اهتمام الأهل بنوعية اللعب التي تناسب كل مرحلة عمرية.
مهارة حل الألغاز تعد تدريبا مفيدا للدماغ لأنها تزود العقل بقدرة كبيرة على مواجهة المشكلات والتغلب عليها
وينصحون الأهل بأن يلعبوا مع الأطفال لاكتشاف شخصياتهم وميولهم والمقارنة في ما بينهم واستطلاع مدى التركيز الذي يتمتعون به، مؤكدين في الوقت ذاته أن إعطاء وقت كاف للعب مع الأطفال من أكثر الأمور التي لا بد أن يوليها الأهل عنايتهم، بوصفها أولوية مهمة وأساسية في برنامجهم اليومي.
وتشجع المرشدة التربوية كارولينا كفوري على تنمية ذكاء الأطفال والمهارات العقلية بتركيب لعبة “البازل” لما لها من فائدة على الدماغ، إذ يزداد إنتاج مادة الدوبامين في الدماغ، وهي المادة المسؤولة عن التعلم والذاكرة أثناء حل أحجية الصور..
وتشير كفوري إلى أهمية مشاركة الآباء والأمهات أطفالهم في كل هذه الألعاب وتشجيعهم بشكل مستمر وإعطائهم الوقت الكافي للعب هذه الألعاب المفيدة التعليمية مما لها من انعكاسات إيجابية في تنمية المهارات الفكرية والحسية والبصرية والإدراكية.
وشددت على أن الألعاب الإلكترونية ووسائل الاتصال الاجتماعي رغم أهميتها في الحياة العصرية فإنها كانت سببا في إجهاد عقول الأطفال حتى وصل بعضهم إلى نقطة العجز عن الاستيعاب وتبلّد النشاط الذهني وفتور الانتباه وعدم القدرة على التركيز، وهذا ما يجعل رياضة حل الألغاز والأحاجي الذهنية أشبه بالوصفة السحرية التي من شأنها أن تصنع العباقرة إذا تمّ الأخذ بعين الاعتبار الفوائد الجمّة التي تحققها للصغار والكبار.

وقد انتبه لهذا الأمر بعض خبراء التعليم في الدول المتقدمة، لذلك عملوا على إدخال تلك المهارة في التعليم، وجعلوا بعض الاستراتيجيات التعليمية قائمة على حل ألغاز تعليمية مرتبطة بالمنهج الدراسي الخاص بالمرحلة العمرية للطفل، وقد أدرك العديد من خبراء علم النفس والتربية أهمية تلك المهارة للأطفال خاصة في سن مبكرة، حيث تعمل على تنمية مجالات عديدة لدى الطفل منها حل المشاكل والتفكير والربط بين الأشياء وغيرها.
ويربط الخبراء تعليم الطفل ألعابا قائمة على الألغاز والمهارة في حلها بضرورة أن يكون متمتعا بمهارات بصرية جيدة، لأن ضعف مهارات التمييز البصري تجعله غير قادر على تفهم وإدراك التفاصيل أو الاهتمام بها، لذا يجب متابعة طبيب الأطفال المختص واستشارته حيال ذلك الأمر عند مواجهة مثل تلك المشكلة.
كما أن ضعف الإدراك الحسي أو ما يسمى بتشتت الانتباه يجعل الطفل غير قادر على العثور على التفاصيل التي يبحث عنها، لأنه يفقد المهارة في التركيز على المهام الموكلة إليه، لذلك يجب متابعة الطبيب المختص في سن مبكرة لمتابعة حالته وتركيز انتباه الطفل على المحسوسات التي تتناسب مع مستوى إدراكه ونموه.
هذا إضافة إلى أن ضعف مهارات الإغلاق المرئي يجعل الطفل غير قادر على رؤية التفاصيل التي تحتاجها اللعبة، أو عجزه عن رؤية القطعة التي من شأنها حل الألغاز أو تكملة اللعبة كما في البازل أو غيرها من الألعاب، وهنا يستطيع الطبيب المختص عند متابعة حالة الطفل أن يقدم له العلاج الأنسب، خاصة إذا كان الطفل يعاني من بعض المشاكل في الرؤية أو الأعصاب البصرية.
أما إذا كان الطفل يعاني من ضعف مهارات التخطيط الحركي ولا يعرف من أين يبدأ عملية حل اللغز أو ترتيب البازل أو الخروج من المتاهة وغيرها من ألعاب الذكاء، فإن هذا الطفل بحاجة ماسة إلى أن يتعلم العمل بشكل منهجي مرتب ومنظم.