"عنبر 6" يواصل تقديم حكايات من داخل السجون في جزئه الثاني

القاهرة- يستعد منتجو مسلسل “عنبر 6” لتقديم جزء ثانٍ من العمل، بعد نجاح جزئه الأول الذي عرض على منصة شاهد وتدور أحداثه بين حوائط السجن، ويقدم العديد من الحكايات المستوحاة من قصص حقيقية وتناقش العديد من القضايا الاجتماعية.
وقامت بكتابة قصص المسلسل وتحويلها إلى عمل درامي ورشة كتابة “مصنع الحكايات” التي أسسها ويديرها المؤلف والسيناريست هاني سرحان، وتضمّ كلا من سمر طاهر ومي سعيد وهند عبدالله وإيرين يوسف، وتولت معالجة “عنبر 6” المؤلفة دعاء عبدالوهاب.
والمسلسل الذي تم تصويره في لبنان في ديكورات خاصة بنيت على مساحات وأراض واسعة، هو من إخراج علي العلي وإنتاج “ايغل فيلمز” ومن بطولة الممثلات أيتن عامر وصبا مبارك وسلاف فواخرجي وسلوى محمد علي.
وكشف العمل في جزئه الأول عن الجوانب الإنسانية لسجينات العنبر رقم ستة اللواتي يعتبرن ضحايا مجتمعاتهن ويجمعهن الظلم والألم في خانة واحدة، فهناك في العنبر نساء ارتكبن جرائم مختلفة قادتهن إلى أن يكنّ نزيلاته لتكشف الواحدة تلو الأخرى عن الأخطاء التي ارتكبتها وتلاحقهن أسرار الماضي وخباياه.
ولاقى المسلسل استحسان الجمهور المتابع المصحوب ببعض الانتقادات خاصة تلك المتعلقة بالديكور الضخم للـ”عنبر” ولأزياء الفنانات والمكياج والشعر واللهجة المعتمدة التي كانت في بعض الأحيان صعبة على بعض الفنانات، إلا أنه قدم قضايا ومواضيع طرحت بقوة وتعاني منها المرأة بشكل عام والعربية بشكل خاص، وجعلته يحظى بالكثير من الإشادة.
وقال فريق العمل إن الجزء الثاني سيحمل الكثير من المفاجآت المستوحاة من السجون المليئة بالأسرار والغموض، وإن هناك الملايين من القصص التي تحكي عن مساجين منهم المذنب ومنهم البريء، لكنها مفاجآت تهتم في مجملها بنساء أخطأن ودفعن ثمن أخطائهن ويبحثن عن حقهن في الحصول على فرصة ثانية لتصحيح تلك الأخطاء.
وقالت إيرين يوسف (إحدى المشاركات في ورشة الكتابة) في تصريحات صحافية إن “فكرة الحديث عن السجون ليست حديثة على الدراما العربية والعالمية، لكن التحدي الذي واجه فريق العمل على ‘عنبر 6’ كان تقديم هذه الثيمة بشكل مختلف وقصص جديدة مستوحاة من الواقع ويجمّلها الخيال الفني”، مشيرة إلى أنهم اعتمدوا على معلومات استقوها من البحث والقراءة وليس نقلا عن أعمال قديمة ومعلومات مغلوطة متداولة.
وبالفعل، ذكّر اسم العمل الدرامي المشاهدين برائعة من روائع الأدب العالمي للكاتب والمؤلف الروسي أنطون تشيخوف (1860 – 1904) والتي تحمل العنوان نفسه “عنبر رقم 6” وحولها الكثير من المخرجين المسرحيين إلى أعمال محلية، كما استوحت منها الكثير من الأفلام، وهي رواية تبحث عن إيجاد حل للغز الحياة المحير، عبر نقاشات وتصرفات متعددة لخمسة مجانين في العنبر رقم ستة.
وفي هذه الرواية يثير تشيخوف العديد من المشاكل الاجتماعية والصحية، فهو يكتب عن الجهل البشري والقسوة وعن اللامبالاة المستمرة من الناس تجاه بعضهم البعض.
وفي “عنبر رقم 6” لا يبالي الأطباء بالمرضى كما لا يبالي القضاة بالمدعى عليهم، وبذلك يكشف تشيخوف عن وجه من وجوه اللامبالاة الإنسانية، هذه هي المشكلة الرئيسية في الكتاب. وفي مسلسل “عنبر 6” يكشف المخرج علي العلي اللامبالاة التي تسم الجميع داخل السجن فكلّ واحدة منشغلة بنفسها وبمشكلاتها.