إيران تستعرض صاروخا باليستيا بعيد المدى في خضم محادثات فيينا

طهران - ذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية أن إيران كشفت الأربعاء عن صاروخ جديد يصل مداه إلى 1450 كيلومترا، وذلك بعد يوم من استئناف المحادثات غير المباشرة في فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية.
جاء ذلك في خطوة تؤكد مجددا عدم جدية إيران في الالتزام بأي مساع للوصول إلى توافق مع القوى الدولية بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وقالت الوكالة إن الكشف عن الصاروخ تم خلال زيارة قام بها قادة كبار في الجيش الإيراني لقواعد صواريخ تابعة للحرس الثوري.
وأضافت أن "الصاروخ خيبر شكن الاستراتيجي من الجيل الثالث للصواريخ بعيدة المدى التابعة للحرس الثوري، وله ميزات فريدة، فهو يعمل بالوقود الصلب وفي مرحلة الهبوط لديه القدرة على المناورة لاختراق الدروع الصاروخية".
وقال قائد السلاح الجوي بالحرس أمير علي حاجي زادة إنّ "وزن الصاروخ خفض إلى ثلث الصواريخ المشابهة له، فيما تراجعت الفترة الزمنية لتجهيزه وإطلاقه إلى السدس"، مضيفا أنّ "قوة الرأس الحربي للصاروخ تعادل عدة أضعاف" النماذج الصاروخية الأخرى.
وتوجه الأطراف الغربية باستمرار انتقادات لتطوير إيران صناعة الصواريخ، مطالبة إياها بالتفاوض على ذلك إلى جانب السياسات الإقليمية، لكن طهران ترفض هذه الدعوات وتؤكد أنّ برنامجها الصاروخي "خط أحمر"، وأنها لن تتفاوض حوله وبشأن سياساتها الإقليمية.
إلى ذلك، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري خلال إزاحة الستار عن هذا الصاروخ، "سنستمر على مسار النمو والتطوير والتميز في قوتنا الصاروخية، من حيث الكمية والنوعية".
وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة "تسنيم" الإيرانية أن "أحد أهداف مواصلة تطوير منظومتنا الصاروخية هو إبقاء النظام الإيراني مستقرا، والعمل على تقويته ضد التهديدات"، زاعما أن "القوة الرادعة لإيران ديناميكية وليست ثابتة".
وتقول إيران إنها تمتلك ثلاثة أنواع من الصواريخ بمدى يصل إلى ألفي كيلو متر، وهي باليستية منها "سجيل وخرمشهر وقدر".
ويأتي هذا فيما استؤنفت الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا النووية بين إيران والقوى الغربية، حيث تعقد لجان الخبراء اجتماعاتها صباح الأربعاء.
ويقول المندوبون في محادثات فيينا إنهم أحرزوا تقدما محدودا منذ استئنافها في نوفمبر. وتقول القوى الغربية إنه لم يتبق سوى القليل من الوقت قبل أن تجعل التطورات النووية الإيرانية اتفاق 2015 بلا أي معنى.
وانتقد كبير المسؤولين الأمنيين الإيرانيين علي شمخاني نهج الولايات المتحدة الأربعاء.
وكتب على تويتر "الأصوات المتباينة التي تصدر عن الإدارة الأميركية مؤشر على عدم توفر الانسجام اللازم لديها لاتخاذ قرارات سياسية في فيينا".
وأكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي للتلفزيون الإيراني أنّ بلاده بات بإمكانها اليوم "إنتاج الوقود النووي بدرجات نقاء مختلفة"، مضيفا أنّ إنتاج اليورانيوم المخصب للوقود بدرجات نقاء مختلفة "أصبح كشرب الماء لنا"، في إشارة إلى سهولة الأمر.
وعدّ إسلامي "إنجازات" منظمته في إنتاج الأدوية النووية إنما لمعالجة المرضى، مؤكدا أن إيران بصدد رفع إنتاج الكهرباء من المحطات النووية إلى 10 آلاف ميغاواط خلال عشرين عاما مقبلة.
وكسّرت طهران الحد المسموح به في الاتفاق النووي لتخصيب اليورانيوم من خلال رفعه في السابع من يوليو 2019 من 3.67 في المئة إلى 4.5 في المئة، في إطار خفض التعهدات النووية ردا على تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق عام 2018.
ولم تكتف بذلك لتقوم برفع النسبة إلى 20 في المئة اعتبارا من الرابع من ديسمبر 2020، في منشأة "فوردو" على بعد 130 كيلومترا عن العاصمة طهران جنوبا، تنفيذا للبند الأول بقانون "الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات"، فضلا عن رفعها النسبة في الثالث عشر من أبريل الماضي إلى 60 في المئة، ردا على الهجوم الذي استهدف منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم في اليوم السابق عليه، مع توجيهها اتهامات لإسرائيل بتنفيذه.