طفرة الرقمنة تطبع معركة التفرد في المركبات الذكية

يتزايد اهتمام المصنعين هذ الفترة بالأنظمة الرقمية في السيارات الحديثة، حيث يتسابق المطورون لتوسيع مزاياها وإضفاء المزيد من التفرد في كل طراز يتم ابتكاره لقناعتهم بجدوى التطبيقات التي باتت في وضع حدّ للنمط التقليدي في التعامل مع المركبة على الرغم من بعض السلبيات.
برلين – تشكل خيارات التخصيص في مركبات المستقبل أحد الاتجاهات البارزة التي أضحت تطبع نظرة الشركات إلى الطرز المقبلة في ظل التقنيات المتقدمة حتى تكون متفردة في شكلها وقوتها وصلابتها وعمرها الافتراضي.
ومع التطور التكنولوجي المتسارع، بات أي صاحب سيارة بإمكانه التخطيط لمسار الرحلة في اليوم التالي أثناء جلوسه على الأريكة في غرفة المعيشة بواسطة نقرات بسيطة على الهاتف الذكي.
وبعد ذلك يتم نقل مسار الرحلة إلى نظام الملاحة في السيارة، وبمجرد أن يركب سيارته في اليوم التالي تبدأ الرحلة المخطط لها دون أن يتدخل مرة أخرى.
وتعتبر هذه الميزة أفضل مثال على وظائف التطبيقات في عالم السيارات الذكية. وقد يتساءل البعض عما إذا كانت هناك وظائف جيدة أخرى أم أن الشركات لم تتمكن من تحقيق طموحاتها في ما يتعلق بالتطبيقات في المركبات؟

يؤكد لوكا لايشت الخبير الذي يعمل في مجلة السيارات أوتو موتور أوند شبورت الألمانية أن كل شركات السيارات تقريبا توفر تطبيقات مناسبة للطرز التي تصنعها، ولكن الكثير من هذه التطبيقات بها بعض القصور، كما أنه يمكن اختراقها.
ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى لايشت قوله إن “تطبيقات شركات السيارات تقدم مزايا محدودة للغاية”.
وأضاف “قد يكون حجز موعد لإصلاح السيارة في الورشة الفنية عبر الإنترنت أمرا رائعا للغاية، إلا أن هذه الوظيفة نادرا ما تعمل، علاوة على أن سجل الرحلات المدمج يعتبر من الوظائف المثيرة للكثيرين، وخاصة قائدي سيارات الخدمية والتجارية”.
وتتيح بعض تطبيقات الشركات بعض الوظائف الأخرى، مثل البحث عن موقع السيارة، وفتح النوافذ وغلقها وتأمين أقفال السيارة وتحريرها، بالإضافة إلى إمكانية الاستعلام عن مستوى خزان الوقود، والمسافة المتبقية المرتبطة بكمية الوقود المتوافرة.
وثمة بعض الشركات العالمية، مثل مرسيدس وميني، توفر في تطبيقاتها بعض المعلومات الإضافية عن المحرك مثل التسارع وحمل المحرك ودرجة حرارة زيت المحرك وسائل التبريد.
وتوفر تطبيقات أخرى، مثل التي لدى شركات بي.أم.دبليو وهيونداي وتسلا ومرسيدس، بعض الوظائف المفيدة مثل المساعد الذكي لصف السيارة عن بُعد “ريموت سمارت باركينغ أسيست” أو نظام التحكم في صف السيارة عن بُعد “ريموت كونترول باركينغ”.
وتعمل هذه الوظائف على تسهيل عملية إدخال السيارة وإخراجها من أماكن الصف الضيفة في بعض المواقف، ويتم التحكم في السيارة في مكان الانتظار عن طريق تطبيق الهاتف الذكي أو بواسطة مفتاح خاص.
ويقول لايشت إن التطبيقات مع بعض السيارات، مثل الموديلات الكهربائية، توفر إمكانية التعرف على حالة الشحن الحالية للبطارية، بالإضافة إلى إجراء عملية التهيئة المسبقة للسيارة، وهو ما يمثل ميزة إضافية.
وعادة ما تشير الشركات إلى التهيئة المسبقة بأنها التنظيم المثالي لحالة شحن بطارية السيارة الكهربائية ودرجة الحرارة في المركبة قبل التحرك، أو التحكم في هذه التجهيزات حسب الرغبة.
ومن ضمن الوظائف المفيدة أيضا إمكانية نقل مسار الرحلة من الهاتف الذكي إلى نظام الملاحة في السيارة؛ لأنه يوفر الوقت والمجهود ويعتبر أكثر عملية.
ولكن لايشت ينتقد عدم إبلاغ السائق بشكل دائم بأنه يتم نقل البيانات إلى المالك. وعادة ما يحدث ذلك عندما يكون التطبيق مرتبطا بالسيارة وليس مرتبطا بالمستخدم.
ولذلك يرى الخبير الألماني أنه يتعين على السائق قبل تثبيت مثل هذه التطبيقات في مركبته قراءة الشروط والأحكام العامة وسياسة الخصوصية وحماية البيانات.
وبشكل أساسي يشجع سيفين هانسن، المحرر بمجلة سي.تي الألمانية، على تطوير اتصال السيارات بالأنظمة البيئية الخاصة بها عن طريق التطبيقات، ويرى أن هذه التطبيقات توفر مزايا في الوظائف الأخرى والتحديثات البسيطة مثل أوفر ذا أير.
ويؤكد هانسن أنه من خلال هذه التطبيقات يمكن تحديث نظام السيارة وإصلاح الأخطاء أو دمج وظائف جديدة، وهو ما يساعد على زيادة مستوى السلامة والأمان في السيارة، ولن يضطر قائد السيارة إلى التوجه إلى الورشة الفنية.
ويعتقد أن التطبيقات الخاصة بالشركات توفر وظائف محدودة فقط، مثل تأمين أقفال السيارة والبحث عن موقع السيارة أو تشغيل آلة التنبيه أو إشارات تغيير الاتجاه لتحديد مكان السيارة في ساحات الانتظار الكبيرة.
أما بالنسبة إلى السيارات الكهربائية فإن التحقق من مستوى شحن البطارية يعتبر من الوظائف المفيدة للغاية في التطبيقات.
وقال هانسن “يتعرف قائد السيارة من خلال التطبيق عما إذا كانت البطارية مشحونة بالكامل، وفي ساحات الانتظار العامة قد تكون هناك رسوم انتظار، إذا توقفت السيارة الكهربائية المشحونة بالكامل لفترة طويلة في مكان الانتظار المخصص للشحن”.
وتعد طريقة التعامل مع البيانات تعتبر من الأمور الحاسمة لاستعمال التطبيقات والأنظمة البيئية الخاصة بشركات السيارات، ويشدد هانسن على أنه “يجب تقديم الوظائف بشفافية ويجب أن يعرف المستخدم نوعية البيانات، التي يتم جمعها ونقلها”.
ومع الأنظمة الجيدة فإنه يمكن إظهار المعلومات وتعطيل الخدمات، وفي الأحوال المثالية يمكن للعملاء التحكم في النظام بشكل كامل.
ويعتقد يان بورغارد المدير العام لشركة الاستشارات الاستراتيجية بيرليس أن تطبيقات شركات السيارات تكون مفيدة عندما تسهل عملية قيادة السيارة وتدعمها.
وقال “يصبح الأمر أكثر إثارة عندما لا يقتصر التطبيق على الاستجابة لأوامر قائد السيارة، بل عندما يقدم اقتراحات بشكل استباقي، مما يسهل من مهام الحياة اليومية”.
وأعطى مثالا على ذلك من خلال الإشارة إلى ضرورة بدء التحرك مبكرا لوجود ازدحام مروري أو إجراء عمليات شحن ضرورية على الطريق، وإلا سيتعذر الوصول إلى الموعد التالي.