حرب فضائيات بين روسيا وألمانيا

موسكو - أمرت السلطات الروسية الخميس بإغلاق المكتب المحلي لشبكة الإذاعة والتلفزيون الألمانية الدولية “دويتشه فيله” ومنع بثّ برامجها، ردا على قطع بث قناة “أر.تي” الروسية في ألمانيا، في سابقة لوسيلة إعلام غربية في تاريخ ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.
واعتبرت وزيرة الثقافة والإعلام الألمانية كلاوديا روث أن قرار روسيا بشأن “دويتشه فيله” “غير مقبول”. وأشارت إلى أن “أر.تي بالألمانية” تبثّ “دون ترخيص ولم تطلب تصريحا” بخلاف “دويتشه فيله” في روسيا.
ويأتي إغلاق مكتب الشبكة الألمانية في خضمّ أزمة بين موسكو والدول الغربية بشأن أوكرانيا التي تخشى غزوا روسيّا.
وفي العقود الأخيرة حرص الكرملين على عدم مهاجمة وسائل إعلام أجنبية، الأمر الذي لا ينطبق على الإعلام الروسي المعارض منذ أن وصل فلاديمير بوتين إلى سدّة الرئاسة عام 2000.
إغلاق مكتب دويتشه فيله في روسيا يأتي في خضم أزمة بين موسكو والدول الغربية بشأن أوكرانيا التي تخشى غزوا روسيا
ومع تدهور العلاقات مع الدول الغربية، تغيّرت في السنوات الأخيرة هذه السياسة خصوصا مع طرد صحافية في شبكة “بي.بي.سي” البريطانية ومراسل هولندي عام 2021.
وتتضمن “إجراءات الردّ” التي اتخذتها موسكو الخميس “إغلاق المكتب” المحلي لدويتشه فيله و”سحب الاعتماد من جميع موظفي” المكتب و”وقف البث” على الأراضي الروسية.
وأعلنت الخارجية الروسية أيضا بدء آلية تهدف إلى اعتبار دويتشه فيله “عميلا أجنبيا”. وسبق أن طبقت هذه الآلية على الكثير من وسائل الإعلام الروسية المعارضة.
وقال رئيس “دويتشه فيله” بيتر ليمبورغ في بيان إن القناة “تحتجّ على رد الفعل العبثي” و”ستواصل” العمل في مكتبها في العاصمة الروسية، إذ أنها لم تُبلّغ رسميا بعد. واعتبر أن “تدابير السلطات الروسية غير مفهومة ومبالغ فيها”.
وقالت الخارجية الروسية إن عقوبات ستُفرض أيضا على “ممثلي هيئات حكومية وعامة ألمانية ضالعة في قطع بثّ محطة أر.تي”، التي تروّج خصوصا لمواقف الكرملين في الخارج.
وأوضحت الوزارة أن هذه الإجراءات هي بمثابة “مرحلة أولى” في سياق الرد، واعدة برد آخر “في الوقت المناسب”.
وكانت موسكو توعّدت الأربعاء بمعاقبة المنصات الإلكترونية التي “ألغت بشكل تعسّفي وغير مبرر حسابات القناة”، في إشارة واضحة إلى منصة يوتيوب العملاقة الأميركية التي حجبت حساب “أر.تي بالألمانية” يوم إطلاقه.
الإجراءات التي اتخذتها موسكو تتضمن إغلاق المكتب المحلي لدويتشه فيله وسحب الاعتماد من جميع موظفي المكتب ووقف البث على الأراضي الروسية
وتوقف البثّ عبر الأقمار الصناعية للقناة الروسية في ألمانيا بعد وقت قصير من صدور القرار.
وحظرت الهيئة الناظمة لوسائل الإعلام في ألمانيا (زاك) بثّ قناة “أر.تي بالألمانية” على موقعها الإلكتروني وتطبيقها على الهواتف، مشيرة إلى أنه لم يتم التقدم بأي طلب “للحصول على الترخيص الضروري بموجب قانون وسائل الإعلام”. وتعتبر موسكو أن هذا القرار “مدفوع باعتبارات سياسية”.
وتدهورت العلاقات بين روسيا وألمانيا في السنوات الأخيرة، إذ أن برلين أكدت أن المعارض الروسي أليكسي نافالني تعرّض لعملية تسميم واعتبرت أن عميلا من الأجهزة الأمنية الروسية نفّذ عملية اغتيال في العاصمة الألمانية.
وبين المسائل التي تثير غضب موسكو تأخير تشغيل أنبوب “نورد ستريم 2” للغاز الذي يربط البلدين.
وتأتي الأزمة حول “أر.تي” و”دويتشه فيله” أيضا في سياق التوترات بين روسيا والغرب حول أوكرانيا.
وقناة “أر.تي”، التي كانت تُعرف سابقا باسم “روسيا اليوم”، ممولة من الدولة الروسية وتقدّم خدماتها الإخبارية بلغات عدة بينها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والعربية.