الجامعة العربية تستبعد "حاليا" مشاركة سوريا في قمة الجزائر

عمان - لم تقرر الجامعة العربية بعدُ إمكانية عودة سوريا لإنهاء سنوات من المقاطعة بسبب الحرب، رغم الوساطات ومحاولات رأب الصدع.
واستبعد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في مقابلة أجراها الأربعاء معه تلفزيون "المملكة" الرسمي الأردني، على هامش زيارة رسمية غير معلنة المدة للعاصمة عمان، "حتى هذه اللحظة" عودة عضوية سوريا في القمة العربية المقبلة بالجزائر، راهنا ذلك بتجاوب الحكم في دمشق مع المواقف العربية المطروحة.
حديث أبوالغيط جاء ردا على سؤال عما إذا كانت سوريا ستشارك في قمة الجزائر، وأجاب أبوالغيط "حتى هذه اللحظة لا يبدو الأمر كذلك".
واستدرك أبوالغيط "لكن من هنا إلى حين انعقاد الأمر، وإذا ما وقع تشاور بين الدول الأعضاء على منهج محدد، وإذا ما توافقوا على التحدث إلى الحكم في سوريا وقيام الحكم في سوريا بالتجاوب أيضا مع المواقف العربية المطروحة (لم يحددها)".
وتابع "عندئذ أتصور أنه لن يكون هناك ما يمنع من عودتها، ولكن إذا لم يتحقق، لا أقول مشروطيات، ولكن أقول الإطار التوافقي بين المجموعة العربية المتمثلة في 21 دولة من ناحية، وسوريا من ناحية أخرى".
وأشار أبوالغيط إلى وجود دول "لا ترى عودة حالية لدولة سوريا، لأن المواقف ما زالت على حالها، ولكن توجد أطراف عربية أخرى تدعو إلى التفاعل مع الحكم في سوريا".
وأضاف "أتمنى هذه العودة لكي تحقق قوة للجامعة في أن تعود بسوريا المتوافقة مع الإقليم نفسه، وأتابع مواقف الدول العربية، والجميع يتحرك بحذر شديد".
وفي معرض رده على موانع العودة السورية، قال أبوالغيط "ثمة قرار دولي 2254 يطالب بمواقف محددة، ووسيط دولي يتحدث للمعارضة والحكومة السورية بشأن خطوات محددة لكل طرف، والجامعة العربية تتابع".
واستدرك "ليس من حق أي أحد إلا العرب السماح بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وإن اعتراضات قوى أجنبية كبرى أمر يتعلق بهم، والعرب هم من يقررون توقيت العودة، لكن لم يتحدث أحد حتى الآن بشأن العودة، ويجب الإعداد بشأن عودة الحكومة السورية لمقعدها".
ودعا أبوالغيط إلى "وجوب اهتمام جميع العرب بالشأن السوري، لتضرر الملايين من السوريين بشكل بالغ، إضافة إلى تضرر الأردن والعراق ولبنان والإقليم بأكمله بسبب التوتر والتدخلات الخارجية، سواء من قوى إقليمية أو قوى كبرى، أكثر من قوى إقليمية على الأرض".
وزاد "الدول العربية تعي وجود قوى أجنبية تلعب في الأرض السورية وليس لصالح المصالح العربية".
وعما إذا كان يعتبر أن قرار إخراج سوريا من الجامعة بـ"الخاطئ"، أجاب "كانت هناك تصرفات كثيرة غير موفقة من قبل بعض الدول العربية، وأحيانا رؤى مضطربة أدت إلى هذا الوضع، وثمة تسرّع أحيانا وإحالات لمجلس الأمن والأمم المتحدة بشكل لم ينبغ أن يكون".
ويرى مراقبون أن قطر تتصدر قائمة الدول العربية الرافضة لعودة سوريا دون تحقيق تسوية مع المعارضة.
وفي نوفمبر 2011، قررت الجامعة تجميد عضوية سوريا، على خلفية لجوء نظام بشار الأسد إلى الخيار العسكري لإخماد ثورة شعبية مناهضة لحكمه طالبت بتداول السلطة.
وعقب اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب بالكويت في الثلاثين من يناير الماضي، قال أبوالغيط إن مسألة عودة مقعد سوريا في الجامعة العربية لم تُطرح في هذا الاجتماع، وإن الجزائر حددت موعدا للقمة العربية (لم يعلنه).
وفي نوفمبر الماضي، قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إنه "من المفروض أن تكون سوريا حاضرة في القمة.. عندما ننظم قمة عربية نريد أن تكون جامعة وانطلاقة للمّ شمل العالم العربي الممزق".
وتسارعت منذ يوليو الماضي، خطوات دول عربية للانفتاح على سوريا، لاسيما من جانب الأردن والإمارات ومصر، متمثلة في لقاءات متبادلة واتفاقات وتفاهمات اقتصادية.
والأسبوع الجاري أدى وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي زيارة لسوريا على رأس وفد، التقى خلالها المسؤولين السوريين وتحدث عن جهود لإعادة دمشق إلى الحاضنة العربية.