خلط الشيخ حمد بن جاسم للإخوان المسلمين بإخوان من أطاع الله.. جهل أم تحريف

المسؤول القطري يظهر كثيرا في وسائل الإعلام بجانب امتلاكه حسابا في تويتر ويكرر مواقفه السياسية التي لم تعد تثير ضجة.
الاثنين 2022/01/31
صندوق أسود غير مهم

الدوحة – لم يهدأ الجدل حول الأخطاء التاريخية التي تفوّه بها رئيس الوزراء القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، خلال مقابلة مع صحيفة “القبس” الكويتية منذ أيام.

وكانت حلقات المقابلة مرّت دون ضجة إعلامية تذكر، غير أن تقديم الشيخ حمد معلومات مغلوطة عن تاريخ السعودية، سلّط الضوء على جزء من اللقاء، لتنهال الانتقادات والسخرية بعد ذلك.

وظهر الشيخ حمد متحدثا عن مرحلة سياسية عايشها بوصفه شغل مناصب رسمية عديدة، قبل أن يودّع العمل الرسمي عام 2013 عندما تنازل أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن الحكم لابنه الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وخلال أحد الأجزاء من المقابلة، يقول المسؤول القطري السابق، إن جماعة “إخوة من أطاع الله” هم إخوة لجماعة “الإخوان المسلمين”، “من وقت محمد بن عبدالوهاب لما بدأ مع عبدالعزيز في إعادة تحرير المملكة”.

وتضمن ذلك العرض أخطاء تاريخية فادحة، إذ أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وهو رجل دين بارز، عاش ومات في القرن الثامن عشر، بينما ولد الملك المؤسس للدولة السعودية الحالية، في القرن التاسع عشر.

كما أن جماعة “إخوان من أطاع الله”، ضمت قبائل البدو في السعودية، بعد أن هجرت حياة البادية واستقرت في مناطق سكنية أطلق عليها “الهجر” المستمدة من الهجرة، وقد تأسست أول هجرة في العام 1911 شمال الرياض، بينما تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928، ومنها انتشرت في العديد من البلدان العربية والإسلامية.

وتم تداول مقطع فيديو للشيخ حمد، يحتوي تلك الإشارة التاريخية المغلوطة، بينما ظل باقي اللقاء بعيدا عن الاهتمام. ويظهر المسؤول القطري كثيرا في وسائل الإعلام، بجانب امتلاكه حسابا في تويتر، وكثيرا ما يكرر مواقفه السياسية التي لم تعد تثير ضجة.

ووصف المستشار الإعلامي السعودي سلمان الشريدة، حديث المسؤول القطري بأنه هذيان، وقال “حمد بن جاسم يهذي بجهل كالمعتاد.. ميثاق محمد بن عبدالوهاب مع الإمام محمد بن سعود 1744م، وليس مع الملك عبدالعزيز الذي استعاد الرياض كانطلاقة لبداية توحيد المملكة 1902م.. أما  تنظيم الإخوان فلا علاقة له بإخوان من أطاع الله الذي أطلق على رجال من البادية لبداية استقرارهم الهجر 1911م..”.

ويشتهر الشيخ حمد بأنه “عرّاب” ما عرف بالربيع العربي، نظرا لمواقفه الداعمة للاحتجاجات التي انتشرت في العالم العربي مطلع العقد الماضي بزعم دعم الديمقراطية. وعرف مع أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة ويطلق عليهما تسمية تنظيم “الحمدين” بدعم جماعة الإخوان المسلمين.

وقال عبدالعزيز السيف، وهو محام كويتي:

كما علق إعلامي عراقي:

SufianSamarrai@

أحد أهم أعمدة الحرس القديم في دول الخليج عرّاب الإخوانجية والمدّ الصفوي حمد بن جاسم، يدعي أن المملكة كانت محتلة وتم تحريرها على يد “إخوان من أطاع الله”، كلما تم الخسف داخليا بعصابات الحرس خرج هذا لكي يحاول إحياءهم، وطبعا أصدقاؤه مدراء القنوات يسوقون له مبطنا.

وكتب إعلامي سعودي:

ووصف مغردون الشيخ حمد بـ“التاجر الاستراتيجي” .

ورغم الانتقادات التي قوبل بها حديث الشيخ حمد، لم يرد على أي منها، على الرغم من نشاطه على تويتر. كما لم يعلق مقدم اللقاء الإعلامي الكويتي عمار تقي على الانتقادات التي طالته، لكونه لم يصحح معلومات ضيفه.

واعتبر معلقون أن حديث الشيخ حمد ليس جهلا وإنما هو كلام مقصود لمغالطة الرأي العام. وكتب إعلامي:

ويحاول الشيخ حمد بن جاسم تسويق نفسه على أنه  “الصندوق الأسود لسياسات قطر”.

ويسخر معلقون من المسؤول القطري السابق مؤكدين أنه “نسخة مطورة من الكويتي الإخونجي عبدالله النفيسي يعتمدان نفس التكتيك ويحاولان إشعار المتابعين بأهميتهما”.

16