مؤتمر دولي سعودي يناقش أهم قضايا السرد العربي المعاصر

الرياض - اختتمت فعاليات المؤتمر الدولي الثاني “الخطاب السردي ورهانات العصر” الذي نظمته جامعة الملك خالد ممثلة في كلية العلوم الإنسانية (قسم اللغة العربية وآدابها) لمناقشة أهم القضايا المتعلقة بالسرد العربي اليوم بمشاركة باحثين ونقاد من مختلف الدول العربية.
وخلال تدشينه المؤتمر أكد رئيس جامعة الملك خالد الأكاديمي فالح بن رجاء الله السلمي اهتمام الجامعة باللغة العربية بصفتها هوية وطنية ووعاء دينيا وثقافيا، لافتا إلى أن ذلك الاهتمام يأتي لإبراز اللغة والاعتزاز بها من خلال الأدوار التي يقدمها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، والعديد من المؤسسات والجهات الحكومية ذات العلاقة.
ونوّه السلمي بأهمية العلوم الإنسانية بصفتها جانبا معرفيا مهما ومؤثرا لأنه يتصل بالثقافة والحضارة والإنسان وحياته وتفاعلاته، لافتا إلى أن الجامعة تفخر بخدمة اللغة العربية من خلال عدة أقسام متخصصة في مختلف المحافظات ووحدة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وأقسام اللغة الإنجليزية في مجال الترجمة وكذلك من خلال مركز الذكاء الاصطناعي.
المؤتمر الدولي الثاني "الخطاب السردي ورهانات العصر" شهد مشاركة 35 بحثا عربيا ناقشت أهم ملامح الخطاب السردي
واستمر المؤتمر على مدار يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من يناير الحالي، بمشاركة 35 باحثا تمحورت أوراقهم حول مفاهيم وإشكالات الخطاب السردي، وكذلك الخطاب السردي في اللسانيات الحديثة ومستويات اللغة وبلاغة السرد والشعر والتقنيات الحديثة، إضافة إلى الأيديولوجيا وإشكاليتي التلقي والذات والآخر.
من جانبه أكد عميد كلية العلوم الإنسانية خالد بن سعيد أبوحكمة في كلمته أن حرص الكلية على الفعاليات العلمية يأتي انعكاسا للجهود الوطنية في هذا الاتجاه، مضيفا أن القيادة الرشيدة جعلت البحث العلمي مرتكزا مهما في مختلف المجالات، لافتا إلى أهمية البحث العلمي في تحقيق الأهداف الحضارية والتنموية .
وشهد المؤتمر العديد من المحاضرات وورقات بحثية مقدمة من نخبة من المتخصصين في اللغة العربية من مختلف دول العالم، قدمت “عن بعد” على فترتين صباحية ومسائية.
وتناولت جلسة رأسها الأكاديمي مفلح بن زابن القحطاني أربع أوراق بحثية، حملت أولاها عنوان “الخطاب السردي: مقاربات في المصطلح والمفهوم” للباحث عمر بن عبدالعزيز الـمحمود، والورقة الثانية جاءت بعنوان “الخطاب السردي، نحو تأصيل المصطلح” للباحثة مريم القحطاني، فيما ناقشت الورقة الثالثة “السرديات العربية بين التأسيس والتمثُل” للباحث عبدالعليم محمد إسماعيل، واختتمت الجلسة بورقة قدمتها خديجة مرات بعنوان “الخطاب السردي الروائي وآليات التحليل السيميائي”.
وترأس الأكاديمي قاسم عسيري جلسة أخرى قدمت خلالها الباحثة سميحة البوزايدي ورقة بعنوان “الخطاب السردي وإشكالية الروائي والتاريخي في رواية ‘عواصف جزيرة الطيور: المطر والجراد’ لجيلالي خلاص، فيما شارك الأكاديمي عبدالواسع الحميري بورقة حول “بنية الـ‘أنا‘ السردية مدخل لتحليل بنية الخطاب السردي”، تلتها ورقة للباحثة سعيدة حمداوي بعنوان “التمثيل السردي للتاريخ في روايتي ‘فتنة جدة’ و’سفر برلك’ لمقبول العلوي”.
كما تواصلت المداخلات التي تناولت أهم قضايا الكتابة السردية فقدم الأكاديمي عبدالله بن إبراهيم الزهراني بحثا بعنوان “المستويات اللغوية في رواية ‘بارود’،”، فيما تناولت الباحثة مريم آل فردان في ورقة قدمتها “ازدواجية اللغة في رواية ‘نار المرخ’ لعواض بن شاهر العصيمي”، وشارك الأكاديمي أحمد بن عواد السلامة بورقة حملت عنوان “الالتباس اللغوي وأثره في النص السردي” وهي مقاربة معجمية تطبيقية على رواية “موت صغير” ، فيما تناول الأكاديمي أيمن محمود محمد إبراهيم في بحثه فن التراجم عند محمود الطناحي، وهي قراءة نصية في ترجمته لرشاد عبد ‘المطلب.
وفي جلسة ترأسها الأكاديمي عمر الحارثي ناقش الباحث حامد الشيمي “خطاب الاستشراف في السرد الحديث، من النسق الأيديولوجي إلى النسق الثقافي”، فيما قدمت الأكاديمية سعدية البشير دراسة وصفية حول تجليات الأيديولوجيا – قناع المصلحة في الرواية العربية، وتناول الأكاديمي سلطان الخرعان في بحثه “أيديولوجيا المكان الروائي – رواية الرياض نوفمبر 90 لسعد الدوسري أنموذجا”، وقدمت الباحثة نعيمة بولكعيبات ورقة بحثية ناقشت خلالها تسريد الأيديولوجيا في الرواية الجزائرية المعاصرة.
وتخللت جلسات المؤتمر محاضرات من بينها محاضرة أدارها الأكاديمي طاهر الجلوب وناقش خلالها الناقد سعيد يقطين المصطلحية السردية في السرديات ما بعد الكلاسيكية، كما قدم خلالها الباحث حسن النعمي قراءة ثقافية عن منزلة الشعر من السرد.
وحاول المؤتمر من خلال جلساته المتنوعة والورقات البحثية والمحاضرات المصاحبة وحلقات النقاش أن يحقق مجموعة من الأهداف، أهمها مقاربة مصطلح الخطاب السردي، ورصد اشتغالاته، وحركته في اللسانيات الحديثة، والأجناس الأدبية المختلفة، كما سعى النقاد والباحثون المتدخلون إلى بيان مدى تفاعل هذا الخطاب مع التقنيات الحديثة على المستويين الفني والتكنولوجي، وحاول من خلال محاوره الكشف عما يضمره هذا الخطاب من رهانات، وما يكشف عنه من تحولات تتعالق مع السياق الحضاري والإنساني.
يذكر أن اللجنة العلمية للمؤتمر استقبلت ما يزيد على ثمانين ملخصا بحثيا، وقد قبلت بعد تحكيم الملخصات قرابة سبعين ملخصا بحثيا، جرى تحكيمها وفق المعايير البحثية الرصينة؛ وقد بلغت البحوث المقبولة بصورة نهائية خمسة وثلاثين بحثا، توزعت على ثماني جلسات ومحاضرتين رئيستين.