الإسلاميون في الأردن يستبقون الخسارة بمقاطعة الانتخابات المحلية

حزب جبهة العمل الإسلامي يعلق مشاركته في انتخابات المحليات بسبب ما اعتبر أنها "ممارسات سلبية".
الخميس 2022/01/27
تكتيك مفضوح

عمان - استبق الإسلاميون في الأردن خسارة مرتقبة في الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في الثاني والعشرين من مارس القادم بإعلان تعليقهم المشاركة فيها والتشكيك في نتائجها، بعد أن تكبدوا خسارة مدوية في الانتخابات التشريعية في 2020 أين حصدوا خمسة مقاعد من بين 130 مقعدا يتألف منها البرلمان .

وقرر حزب جبهة العمل الإسلامي (الجناح السياسي للإخوان المسلمين)، تعليق مشاركته في انتخابات المحليات، بسبب ما اعتبر أنها "ممارسات سلبية"، و"استمرار لنهج الإقصاء والتضييق الرسمي".

وأرجع الحزب قراره إلى "تراكم الممارسات السلبية من قبل الجانب الرسمي، واستمرار نهج الإقصاء ‏والتضييق والاستهداف ‏السياسي بما يقوض ‏البيئة المناسبة للمشاركة السياسية".

واعتبر الحزب أن تلك الإجراءات فاقمت "الشعور بخيبة الأمل والخذلان العام لدى الوجدان ‏الجمعي للشعب الأردني ومنهم قواعد ‏الحزب".‏

ووصفت دوائر أردنية تبريرات الإسلاميين بالواهية كونها لا تعدو أن تكون استباقا لتكرر الخسارة التي لحقت بهم في الانتخابات التشريعية الماضية، بعد انحسار شعبيتهم بشكل حاد داخل المجتمع الأردني.

وأشارت تلك الدوائر إلى أنه لم يعد للإسلاميين سوى التشكيك في نزاهة الانتخابات المحلية المقبلة لحفظ ماء الوجه.

ويقول وزير الإعلام الأردني الأسبق طاهر العدوان "الإسلاميون لا همّ لهم إلا الحفاظ على وجودهم أمام موجة الإلغاء والإقصاء السائدة ضدهم".

عدم نجاح جماعة الإخوان في الانضمام إلى اللجان سيجعلها على الهامش في المجلس ولن تكون لها القدرة على التأثير خاصة من الناحية التشريعية

وحصل الإسلاميون في الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في نوفمبر 2020 على 5 مقاعد ضمن التحالف الوطني للإصلاح، من أصل 130 مقعدا يتألف منها البرلمان.‎

ومنيت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بانتكاسة جديدة، حيث فشلت في تسجيل حضورها ضمن أيّ من اللجان النيابية الخمس عشرة، وبالتالي باتت عمليا خارج المعادلة البرلمانية.

ويرى مراقبون أن عدم نجاح جماعة الإخوان في الانضمام إلى اللجان سيجعلها على الهامش في المجلس، ولن تكون لها القدرة على التأثير خاصة من الناحية التشريعية.

ويعد البرلمان المنفذ الوحيد لجماعة الإخوان من خلال وجود نواب لذراعها السياسية، حزب جبهة العمل الإسلامي، لكن الوضع تغير، ولم يعد لهذا الحزب اليوم أيّ تأثير نيابي، فضلا عن قرارات قضائية تلاحق الجماعة مطالبة بحلها.

وسلّط الهجوم الحاد وغير المسبوق الذي شنه القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ليث الشبيلات مؤخرا على التنظيم الذي هو عضو بارز فيه، الضوء على حدة الانشقاقات التي تعصف بالجماعة التي تضع تموقعها في الخارطة السياسية على حساب ثوابتها.

وهاجم الشبيلات في تسجيل صوتي جميع قادة الحركة الإسلامية بمن فيهم هو نفسه، متهما للإخوان المسلمين “بالحرص على التنظيم أكثر من الحرص على الدين”.

وقال الشبيلات "يلعن أبوالتنظيم.. نحن الإسلاميون المجرمون.. بئس الرجل أنا الذي قبلت أن أكون منكم”، مشددا على أن "كل فساد الدنيا في الإسلاميين". ودعا الشبيلات الشباب الأردني إلى عدم تصديق الإسلاميين.

ويعاني الإسلاميون من انشقاقات صلب تنظيمهم منذ سنوات استطاعوا التكتم عليها وتجاوز تداعياتها السياسية، إلا أن ذلك لم يعد متاحا اليوم بعد أن استنزفوا جميع أشكال المناورة والمخاتلة وباتت أطروحاتهم غير مقنعة حتى داخل القيادات أنفسهم.

2