مصر وسوريا تهيمنان على القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية

روايات القائمة الطويلة تؤكد تنوع المجتمعات العربية الاجتماعي والعرقي والديني بينما تدين استغلال أزمات المنطقة لتكديس الثروات غير المشروعة.
الخميس 2022/01/27
رئيس لجنة التحكيم شكري المبخوت: الرواية العربية تشهد انتعاشة كبيرة

أبوظبي- أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”عن الروايات المرشّحة للقائمة الطويلة بدورتها للعام 2022، والتي تبلغ قيمة جائزتها 50 ألف دولار أميركي، حيث تتضمن القائمة 16 رواية صدرت خلال الفترة بين الأول من يوليو 2020 وآخر يونيو 2021، وجرى اختيارها من بين 122 رواية تقدمت للجائزة.

وتشتمل القائمة الطويلة للجائزة على كتّاب من 9 بلدان، تتراوح أعمارهم بين 30 و65 عاماً، وتعالج الروايات قضايا متنوعة، من صراع الفنانين من أجل البقاء على قيد الحياة، وهم يواجهون الحروب والسلطات القمعية، إلى علاقة الشرق بالغرب، وقضايا الحرية والأمومة ومفاهيم الجندر.

وتؤكد روايات القائمة الطويلة تنوع المجتمعات العربية الاجتماعي والعرقي والديني، بينما تدين استغلال أزمات المنطقة لتكديس الثروات غير المشروعة. كما تمنح صوتاً للمرأة العربية والأفريقية، إذ تحكي روايتان من ضمن القائمة قصتي امرأتين عاشتا في ظل كاتبين غربيين مشهورين.

وجرى اختيار القائمة الطويلة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الناقد والروائي والأكاديمي التونسي شكري المبخوت الذي فاز بالجائزة عام 2015 عن روايته “الطلياني”، وعضوية كل من إيمان حميدان، كاتبة لبنانية وعضو الهيئة الإدارية لنادي القلم العالمي، وبيان ريحانوفا، أستاذة الأدب العربي بجامعة صوفيا، بلغاريا، وعاشور الطويبي، طبيب وشاعر ومترجم من ليبيا، وسعدية مفرح، شاعرة وناقدة من الكويت.

وتتصدر مصر القائمة بأربع روايات هي “ماكيت القاهرة” لطارق إمام، و”همس العقرب” لمحمد طوفيق، و”حكاية فرح” لعزالدين شكري فشير، و”أم ميمي” لبلال فضل. بينما تحل سوريا في المرتبة الثانية بوصول ثلاثة كتاب إلى القائمة هم نزار أغري بروايته “البحث عن عازار”، وديمة الشكر بروايتها “أين اسمي”، ويعرب العيسى بـ”المئذنة البيضاء”.

كما نجد في القائمة روايتين كويتيتين هما “خادمات المقام” لمنى الشمري و”الخط الأبيض من الليل” لخالد النصرالله، وروايتين جزائريتين هما “الهنغاري” لرشدي رضوان و”زنقة الطليان” لبومدين بلكبير.

وبلغت القائمة روايات “رامبو الحبشي” لحجي جابر من إرتريا، و”دلشاد” لبشرى خلفان من سلطنة عُمان، و”يوميات روز” للإماراتية ريم الكمالي، و”خبز على طاولة الخال ميلاد” لمحمد النعّاس من ليبيا، و”أسير البرتغاليين” للمغربي محسن الوكيلي.

وشهدت الدورة الحالية من الجائزة وصول كاتبَين إلى القائمة الطويلة سبق وأن وصلا إلى المراحل الأخيرة للجائزة، وهما عزالدين شكري فشير (المرشح للقائمة الطويلة عام 2009 عن رواية “غرفة العناية المركّزة” وللقائمة القصيرة عام 2012 عن رواية “عناق عند جسر بروكلين”)، وحجي جابر (المرشح للقائمة الطويلة عام 2017 عن رواية “رغوة سوداء”). وثمة كاتبان شاركا في ندوة الجائزة (ورشة للكتابة الإبداعية) وهما طارق إمام وريم الكمالي.

كما شهدت الدورة الحالية من الجائزة وصول كتّاب للمرة الأولى إلى القائمة الطويلة، وهم نزار أغري وطارق إمام وبودين بلكبير ومحمد طوفيق وبشرى خلفان ورشدي رضوان وديمة الشكر ومنى الشمري ويعرب العيسى وبلال فضل وريم الكمالي وخالد النصرالله ومحمد النعّاس ومحسن الوكيلي.

ويذكر أن الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي في اللغة العربية، ويرعى الجائزة مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما تحظى الجائزة بدعم من مؤسسة جائزة بوكر في لندن.

وفي إطار تعليقه على القائمة الطويلة قال شكري المبخوت رئيس لجنة التحكيم “تميّزت الروايات التي رشّحتها دور النشر العربيّة في هذه الدورة بوفرة الأعمال الجيّدة، جودة تؤكّد، مرّة أخرى، ما تشهده الرواية العربيّة من انتعاش وتطوّر جعلاها الجنس الأدبيّ الأقدر على التعبير عن شواغل الشعوب العربيّة اليوم في بيئاتها المحلّيّة المختلفة”.

وأضاف “هذه القائمة الطويلة تقدّم إلى القارئ والمتابع للرواية العربيّة مأدبة أدبيّة دسمة متنوّعة ثريّة تمثّل نماذج مختلفة من اجتهادات الروائيّين العرب في السنة المنقضية وقد تميّزت بالتنوّع والطرافة وروح الابتكار والجهدين المعرفيّ والجماليّ، سواء سعى أصحابها إلى إحكام الحبكات الروائيّة والتفنّن في بنائها أو إلى تهشيمها وتشتيتها في نزعة تجريبيّة بيّنة. فالمهمّ أنّ القارئ يعسر عليه بعد فراغه من المطالعة أن ينسى شخصيّات جذّابة مركّبة مرسومة بعناية لها سمك إنساني لا يخفى”.

من جانبه قال ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة “تتنوّع موضوعات روايات القائمة الطويلة لهذه الدورة، معبرة عن انغماس الرواية العربية المعاصرة في بيئتها من وجهة نظر نقدية، تحاول من خلالها كشف بعض خبايا هذه البيئة، أو الغوص في إشكاليات العلاقة التي تربط الذات العربية، بكل تنغيماتها، مع الآخر. ويوازي هذه التنوّع في الموضوعات تنوع في البنيات، يعكس بعضها حالة التهشيم والتهميش التي يستشعرها الإنسان العربي في بيئته المحليّة، أو في موقعه في العالم. وتعكس هذه الروايات توجّهاً نحو التجريد والتجديد، على يد ثلّة من الروائيين العرب الذين برزوا على الساحات الأدبية في أقطارهم، ينحتون نصوصاً وشخوصاً قادرة على تهشيم الحدود؛ لمخاطبة القارئ العربي في كل مكان على امتداد الوطن العربي وخارجه”.

13