دور قطري محتمل في خطة بايدن لأمن الطاقة في أوروبا

الرئيس الأميركي سيلتقي الشيخ تميم نهاية الشهر الجاري في واشنطن لبحث إمداد الغاز لأوروبا في حال غزت روسيا أوكرانيا.
الأربعاء 2022/01/26
الآلاف من الجنود الروس يتمركزون على حدود أوكرانيا

واشنطن - قال البيت الأبيض الثلاثاء إنه سيستضيف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الحادي والثلاثين من يناير، لإجراء محادثات مع الرئيس جو بايدن تتناول عددا من القضايا منها أمن الطاقة العالمي، وسط مخاوف بشأن إمدادات الغاز إلى أوروبا.

وتأتي زيارة الشيخ تميم، وهي الأولى له للولايات المتحدة منذ تولى بايدن السلطة قبل عام، في الوقت الذي تبحث فيه واشنطن مع الدول والشركات المنتجة للطاقة تحويلا محتملا للإمدادات إلى أوروبا إذا غزت روسيا أوكرانيا.

وقال مصدر مطلع، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ناقش الأمر مع وزير خارجية قطر، وهي منتج رئيسي للغاز الطبيعي المسال في العالم، في اتصال هاتفي الاثنين.

وقالت جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في بيان إن اجتماع الشيخ تميم مع بايدن سيتيح للزعيمين فرصة لمناقشة "ضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية".

وأضافت أن من بين القضايا الأخرى "تعزيز الأمن والازدهار في الخليج وفي منطقة الشرق الأوسط بوجه عام"، و"دعم شعب أفغانستان".

ونقلت قناة "سي.أن.بي.سي" الأميركية مساء الثلاثاء أن إدارة بايدن تبحث عن طرق لتأمين الطاقة للحلفاء الأوروبيين، في حال خفضت موسكو صادراتها من النفط والغاز، ردا على العقوبات المفروضة على غزو أوكرانيا.

ونقلت القناة الأميركية عن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية الثلاثاء، قوله "نجري مناقشات مع كبار منتجي الغاز الطبيعي في جميع أنحاء العالم، لفهم قدرتهم واستعدادهم لزيادة إمدادات الغاز الطبيعي مؤقتا وتخصيص هذه الكميات للمشترين الأوروبيين".

وأضاف المسؤول "لقد عملنا على تحديد كميات إضافية من الغاز الطبيعي غير الروسي من مناطق مختلفة من العالم من شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلى آسيا والولايات المتحدة"، مؤكدا أن مخزونات الطاقة الأوروبية تراجعت بسبب خفض الإمدادات الروسية خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأكد المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الإدارة تنسق أيضا مع كبار المشترين والموردين للغاز الطبيعي المسال، لضمان التحويل إلى أوروبا إذا لزم الأمر.

وقال موقع "أكسيوس" الأميركي إن زيارة أمير قطر إلى واشنطن ولقاءه بالرئيس بايدن نهاية الشهر الجاري، ستركز على هذه القضية.

ونقل الموقع عن مصادر مطلعة أن الطرفين سيناقشان خطط الطوارئ لتوفير الغاز الطبيعي لأوروبا، في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا.

 وأكد موقع أكسيوس أن اعتماد أوروبا على روسيا للحصول على 40 في المئة من غازها الطبيعي، يقوض محاولات بايدن لتنسيق العقوبات "الهائلة" التي سيتم فرضها إذا غزت موسكو أوكرانيا. 

وأشار إلى أن البيت الأبيض يريد من قطر المساعدة في ضمان قدرة الدول الأوروبية على فرض عقوبات صارمة دون المخاطرة بأزمة طاقة.

وتملك قطر، حليف واشنطن الوثيق، احتياطات ضخمة من الغاز، وتعد أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم.

وتشعر واشنطن بالقلق من غزو روسي محتمل لأوكرانيا، وهو ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات أميركية وأوروبية على موسكو، فيما قد يدفع موسكو إلى وقف إمدادات الغاز إلى أوروبا. وتنفي روسيا التخطيط لمهاجمة أوكرانيا.

وإمدادات الغاز العالمية شحيحة بالفعل وشحنات شركة "قطر للطاقة" مقيدة بعقود توريد طويلة الأجل، لا يمكن للشركة كسرها بسهولة.

وتهدف زيارة الشيخ تميم إلى تقوية العلاقات مع واشنطن، التي تعززت منذ أن استضافت الدوحة محادثات أفضت إلى اتفاق 2020 لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

ولعبت الدولة الخليجية دورا محوريا في جهود الإجلاء أثناء الانسحاب الأميركي. كما أصبحت قطر الممثل الدبلوماسي للولايات المتحدة في أفغانستان، التي تخضع الآن لحكم حركة طالبان.

وقال مصدران مطلعان إن من المتوقع أن يبحث الشيخ تميم وبايدن أيضا جهود القوى العالمية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، التي تربطها بالدوحة علاقات، فضلا عن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن.

وتأتي زيارة أمير قطر أيضا وسط خلاف متصاعد بين الخطوط الجوية القطرية وشركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات، منافسة بوينغ الأميركية.

وألغت إيرباص طلبية للخطوط الجوية القطرية لشراء طائرات، بعد أن رفعت شركة الطيران القطرية دعوى قضائية ضدها للحصول على أكثر من 600 مليون دولار، بسبب عيوب في الطلاء والأسطح تقول الشركة إنها أجبرتها على إيقاف 21 طائرة أي 350.

كما استبعدت الخطوط القطرية إيرباص من محادثات لشراء طائرات شحن جديدة، وقالت إنها تدرس عرضا مغريا من بوينغ لإطلاق نسخة شحن مقترحة من الطائرة 777 اكس.

وقال مصدران مطلعان الثلاثاء إن من الممكن التوصل إلى اتفاق الأسبوع القادم على أقرب تقدير، عندما يزور الشيخ تميم واشنطن، لتجديد أسطول قطر الحالي الذي يضم حوالي 34 طائرة شحن بالنسخة الجديدة 777 اكس، غير أنهما نبها إلى أن المحادثات ما زالت جارية.

وكان أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية، قد أشار علنا إلى استعداده لدراسة شراء ما يصل إلى 50 طائرة شحن.