الإنسان هو القضية الكبرى في معرض السوري موفق مخول

دمشق – يأخد الفنان التشكيلي موفق مخول محبيه في رحلة تمتد من الثالث والعشرين من يناير الجاري إلى الثالث من فبراير القادم، بين لوحاته معرضه الفردي الجديد الذي جاء بعنوان “من ذاكرة الروح”.

ويضمّ المعرض الذي تستضيفه صالة مشوار بدمشق حوالي 30 لوحة مرسومة بقياسات مختلفة على القماش، ويستخدم فيها الفنان ألوان الأكريليك، فكان الإنسان حاضراً في كل اللوحات بحزنه وخوفه وإيمانه وذاكرته.

ويقول الفنان مخول إنه يؤمن بأن الإنسان هو القضية الكبرى لذلك صوره بكل لوحاته، متأثراً في بعضها بفن الأيقونة الشرقية ليعطيه قدسية وسط الألوان الدافئة لكونها تعكس الحب والضوء والدفء الإنساني وحضورها في حياة الإنسان السوري عبر العصور ونشره للحضارة في أرجاء العالم.

وأوضح مخول أن أعمال المعرض حالة تعبيرية رمزية في حداثة معاصرة تجمع بين التجريد والواقعية والكلاسيكية وتنتمي إلى أسلوب فكري فلسفي تخلق لوحاته حوارا تشكيلياً متناغماً لتصل إلى المتلقي ويتمكن من فهم العمل الفني ورسالته في الدعوة إلى حماية ذاكرتنا التي تمثل هويتنا ومستقبل وطننا.

واعتبر دارم الطباع وزير التربية السوري أن المعرض خطوة جديدة في مسيرته الفنية، حيث يحاول أن يكون فناناً شعبياً ويرسخ فكرة أن لوحة الشارع تخاطب الناس على اختلاف ثقافاتهم وبيئاتهم وتعمل على صنع علاقة حب بين الإنسان والشارع مؤمناً بأن الفن يغير من نظرة المتلقي نحو الحياة.

بدوره بيّن مدير مديرية الفنون الجميلة عماد كسحوت أن مخول فنان ذو تجربة فنية غنية ساهم في نهضة الفن التشكيلي في سوريا بمبادرات فريدة من نوعها وعلى مستوى العالم، وشكل مع وزارتي الثقافة والتربية فريق عمل متميز تمكن من تجميل مدارس في دمشق بجداريات يواجه بها ظلام الحرب بنور الفن والإبداع، محاولا أن يتعايش مع الإنسان ببساطته ويحمل ألمه.

وتوقف رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين عرفان أبوالشامات عند ارتباط الإنسان بالأرض وما يجول في صدره من حنين وحب وكذلك هموم ومخاوف تجسدت في أعمال الفنان التشكيلي موفق مخول التي عالجت قضايا اجتماعية عديدة.

يشار إلى أن الفنان موفق مخول من مواليد 1958، خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم التصوير له العديد من المعارض الفردية والجماعية، إضافة لكونه مؤسس المتحف المدرسي للعلوم ومؤسس مكتبة دمشق التربوية التي تضم أكثر من 40 ألف كتاب ومراكز الفنون التشكيلية في وزارة التربية، وهو مشرف عام على فريق إيقاع الحياة المؤلف من مجموعة من فنانين زينوا دمشق بأكثر من سبع جداريات.

وللفنان كتاب بعنوان “مخوليات” حول الفن التشكيلي، ولديه العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج سوريا.

ويحاول التشكيلي موفق مخول توظيف الفن بأسلوب حضاري لرفع الذائقة البصرية ونشر ثقافة الحب والجمال بلوحات فنية تشكيلية عكس خلالها المشهد التشكيلي المحلي بحرفيه عالية وحسّ راق، ونالت أعماله شهرة واسعة تخطت حدود بلده وأدخلته موسوعة “غينيس” بإنجازه أكبر جدارية على مستوى العالم.