أكثر من سبعين قتيلا بمعارك سجن غويران في سوريا

قوات سوريا الديمقراطية تتمكن من إلقاء القبض على 130 سجينا من داعش بينما لا يزال العشرات منهم فارين.
السبت 2022/01/22
سوريا الديمقراطية تؤجل الحسم العسكري الكامل معتمدة على نفاد ذخيرة عناصر التنظيم

الحسكة (سوريا) - أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت، ارتفاع حصيلة قتلى عملية سجن غويران في الحسكة شمال شرق سوريا إلى 78 شخصا، فيما تتصاعد حدة المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة ومقاتلين من تنظيم داعش وسجناء من جهة أخرى عقب رفضهم تسليم أنفسهم.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الاشتباكات أدت إلى مقتل 28 عنصرا من القوات الأمنية الكردية، و45 مقاتلا من عناصر تنظيم داعش وخمسة مدنيين منذ بدء الهجوم على سجن غويران.

وأضاف أن الحصيلة مرشحة للارتفاع "نظرا لوجود العشرات لا يعرف مصيرهم حتى هذه اللحظة من الأطراف جميعها، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الجرحى بعضهم في حالات خطرة".

وكان سجن غويران الذي يضم آلافا من عناصر تنظيم داعش تعرض ليل الخميس/الجمعة إلى هجوم من طرف خلايا نائمة للتنظيم، بعد تفجيرهم عربات مفخخة بالقرب من الباب الرئيسي للسجن ليتسللوا إلى محيط السجن من حي الزهور جنوبي الحسكة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الأمنية المسؤولة عن الحماية وعناصر التنظيم خارجه.

واستهدف عناصر التنظيم خزانات الوقود، وصهاريج محروقات لتمويه طائرات التحالف بالدخان ومنع ملاحقتهم، لينطلق في الأثناء عصيان آخر داخل مهاجع السجن، حيث أحرق عناصر داعش المعتقلين الأغطية والمواد البلاستيكية.

وتبنى تنظيم داعش عبر وكالة أعماق على تطبيق تلغرام "الهجوم الواسع" على السجن بهدف "تحرير الأسرى المحتجزين بداخله"، مشيرا إلى أن "الاشتباكات لا تزال جارية في محيط السجن وأحياء أخرى".

ووفق المرصد السوري فإن قوات سوريا الديمقراطية تؤجل الحسم العسكري الكامل معتمدة على نفاد ذخيرة عناصر التنظيم في ظل محاصرتهم هناك، حيث تسعى للسيطرة على الوضع بشكل كامل خلال الساعات القادمة.

ومن جانبه، قال مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي إن "الوضع الاستثنائي مستمر في السجن ومحيطه، وحاليا هناك اشتباكات في الجهة الشمالية لمحيط السجن".

وأكدت مصادر المرصد السوري أن "القوى العسكرية المنتشرة في الأحياء التي تشهد مواجهات بينها وبين سجناء وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية المتحصنة في سجن غويران ومحيطه، طالبت عبر مكبرات الصوت بتسليم عناصر وسجناء التنظيم لأنفسهم، إلا أن هذه المطالبات قوبلت بالرفض".

وأشارت إلى وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات مكافحة الإرهاب وقوات سوريا الديمقراطية والأسايش إلى حي غويران ومحيط السجن في الحسكة.

وتتواصل العمليات العسكرية في منطقة سجن غويران ومحيطه، حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة بين عناصر تنظيم داعش من جهة، وقوات مكافحة الإرهاب والأسايش من جهة أخرى، بدعم وإسناد من التحالف الدولي، وفقا للمرصد.

وجدد التحالف الدولي قصفه السبت على المنطقة، في حين لا تزال مباني سجن غويران تحت سيطرة التنظيم، بينما تمكنت القوى العسكرية من عزل السجن عن محيطه بغية السيطرة عليه بشكل كامل.

وبالتزامن مع ذلك تستمر عمليات التمشيط لحي غويران وحي الزهور ومناطق في محيط السجن بحثا عن عناصر داعش وسجناء التنظيم الفارين من السجن.

وأكد المرصد السوري أن عدد الفارين الذين ألقي القبض عليهم وصل إلى 130 سجينا من داعش، بينما لا يزال العشرات منهم فارين ولا يعلم العدد الحقيقي للسجناء الذين تمكنوا من الهرب.

وأضاف أن المئات منهم فروا ليل الخميس/الجمعة، ومصيرهم لا يزال مجهولا، فيما لم يعرف أيضا مصير العشرات من موظفي وحراس السجن.

وتضم السجون الواقعة في المناطق الواسعة التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية في شمال سوريا نحو 12 ألف عنصر من داعش من نحو 50 جنسية، فيما يضم سجن غويران نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات تنظيم داعش، وفقا للمرصد.

وفي مارس 2019، أعلن كلّ من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي القضاء على داعش الذي سيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا، وذلك بعد أن دحر آخر مقاتلي التنظيم من آخر معقل له في بلدة الباغوز في شرق سوريا.

ومنذ ذلك الحين، انكفأ مقاتلو التنظيم بشكل رئيسي في خلايا متعددة إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق.

واندلعت الحرب في سوريا في مارس 2011 إثر قمع تظاهرات مؤيدة للديمقراطية، وباتت أكثر تشعبا على مرّ السنوات وشاركت فيها قوى إقليمية ودولية وشهدت تصاعدا لنفوذ الجهاديين.