التحالف العربي ينفي قصف مركز احتجاز في صعدة

قيادة القوات المشتركة للتحالف تؤكد أنها سوف تكشف الحقائق والتفاصيل وكذلك التضليل الإعلامي للحوثيين بشأن الهدف والموقع محل الادعاء.
السبت 2022/01/22
تصعيد مستمرّ في اليمن

الرياض - نفى تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية السبت ما تمّ تداوله من تقارير حول استهداف التحالف لمركز احتجاز بمحافظة صعدة اليمنيّة، مشدّدا على أنّ هذه التقارير "عارية من الصحّة"، بينما يتحرك الكونغرس الأميركي لإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية في أعقاب الهجوم على أبوظبي بصواريخ باليستية وكروز وطائرات دون طيار.

وقال المتحدّث باسم قوّات التحالف تركي المالكي، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعوديّة الرسميّة (واس)، إنّ "قيادة القوّات المشتركة للتحالف تابعت ما تناقلته بعض الوكالات الإعلاميّة بعد إعلان الميليشيا الحوثيّة الإرهابيّة المدعومة من إيران عن استهداف التحالف لمركز احتجاز بمحافظة صعدة فجر الجمعة وادّعاء وقوع ضحايا من المحتجزين بداخله"، مشدّدا على أنّ "هذه الادّعاءات التي تبنّتها الميليشيا الحوثيّة غير صحيحة".

وأضاف المالكي "قيادة القوات المشتركة للتحالف تأخذ مثل هذه التقارير على محمل الجدّ وقد تمّ عمل مراجعة شاملة لإجراءات ما بعد العمل بحسب الآلية الداخلية لقيادة القوات المشتركة للتحالف، وتبيَّن عدم صحّة هذه الادّعاءات".

وأردف "ما سوّقت له الميليشيا الحوثيّة الإرهابيّة المدعومة من إيران يُعبّر عن نهجها التضليلي المعتاد، وإنّ الهدف محلّ الادّعاء لم يتمّ إدراجه على قوائم عدم الاستهداف بحسب الآلية المعتمدة مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن ولم يتم الإبلاغ عنه من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ولا تنطبق عليه المعايير الواردة بأحكام القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفيّة المتعلّقة بمراكز الاحتجاز الواردة بالمادّة (23) من اتفاقيّة جنيف الثالثة لأسرى الحرب وما نصّت عليه من إجراءات وقائيّة وعلامات تمييز".

وأكّد المالكي أنّ "قيادة القوات المشتركة للتحالف سوف تُطلع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر على الحقائق والتفاصيل وكذلك التضليل الإعلامي الذي مارسته الميليشيا الحوثية الإرهابية للهدف والموقع محل الادعاء".

واتّهم الحوثيّون طيران التحالف بارتكاب "جريمة" في صعدة التي تُعتبر معقلا لهم. ووزّعوا صور فيديو ملتقطة من الجوّ للمكان المستهدف الذي قالوا إنّه مقرّ "السجن الاحتياطي" في المدينة، بدا فيها مدمّرا تماما.

وأفادت منظمة "أطباء بلا حدود" بأنّ حصيلة الغارة على السجن بلغت 70 قتيلا و138 جريحا.

وفي سلسلة تغريدات على تويتر، قال المتحدث باسم "أطباء بلا حدود" إن حصيلة السبعين قتيلا و138 جريحا هي من مستشفى "الجمهورية" فقط، مضيفا أن أفراد طاقم المستشفى "يعملون فوق طاقتهم وليس بإمكانهم استقبال المزيد من الجرحى".

وتابع "مما سمعت من زملائي في صعدة، أن هناك العديد من الجثث التي لا تزال في موقع الغارة الجوية، والكثير من المفقودين".

وكتب "يستحيل معرفة عدد القتلى. يبدو أنها عملية مريعة".

وذكرت سبع منظمات غير حكومية تنشط في المجال الإنساني في اليمن في بيان أن بين الضحايا العديد من المهاجرين، مشيرة إلى أن السجن كان معدّا لنقل مهاجرين إليه.

وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن، أعلن مساء الجمعة، أن الدفاعات السعودية دمرت صاروخا باليستيا أطلق باتجاه مدينة خميس مشيط. وقال التحالف إن الصاروخ الباليستي أطلق من مطار صعدة.

كما كشف أن "الحوثيين تعمدوا استهداف أحد المراكز التجارية بخميس مشيط بصاروخ باليستي"، مشددا على أن "التصعيد الحوثي باستهداف المدنيين يحتم الاستجابة الفورية لحماية المدنيين"، مؤكدا أن عملية الاستجابة للتهديد الباليستي والمسيرات تتطلب استمرارها.

وفي غضون ذلك تحرك الكونغرس رسميا، لإعادة تصنيف الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية في أعقاب الهجوم الحوثي الاثنين الماضي على أبوظبي، والذي قوبل بإدانة واسعة النطاق من إدارة بايدن والمشرعين الأميركيين.

ودعا 10 نواب بالكونغرس الأميركي الجمعة، في رسالة موجهة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن لإعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.

ووقع الرسالة النواب: كلوديا تيني، مايكل ماك كول، جو ويلسون، سكوت بيري، داريل عيسى، بريان ماست، تيم بوسيت، غريغوري ستوب، روني جاكسون، ماريا أليفيرا سالزار.

وجاء في نص الرسالة "من الواضح أن المتمردين الحوثيين يواصلون رفض جهود حسن النية للتفاوض على حل دبلوماسي، اختاروا بدلا من ذلك طريق العنف، بما في ذلك ضد المدنيين والأهداف المدنية".

وقال النواب "أعرب المسؤولون في الإدارة مؤخرا عن استعدادهم لإعادة النظر في قرارك بشطب الحوثيين من القائمة، المعروفين أيضا باسم أنصارالله، كمنظمة إرهابية أجنبية".

وأضاف النواب "نحن نؤيد تماما التراجع عن هذا القرار وإعادة إدراج الحوثيين في القائمة".

وذكّر النواب وزير الخارجية الأميركي باستهداف الحوثيين بعدة طائرات دون طيار وصواريخ منشأة أرامكو السعودية في مدينة جازان في مارس الماضي، وأيضا استهداف مصافي النفط في عدد من المدن السعودية في نوفمبر الماضي، وغيرها من الهجمات آخرها في ديسمبر الماضي لما اعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخا باليستيا حوثيا فوق الرياض.

وشدد النواب على أن "شطب الحوثيين من القوائم لم يجعل المنطقة أكثر أمانا ولم تتقدم عملية السلام المتوقفة. لا يمكن إحراز تقدم في معالجة عدم الاستقرار في اليمن إلا عندما يتحمل المسؤولون عن عرقلة السلام المسؤولية عن أفعالهم".

وقال النواب "من الواضح جدا أن الحوثيين يستوفون جميع المعايير القانونية لتصنيفهم كجماعة إرهابية، هم منظمة أجنبية تنخرط في نشاط إرهابي يهدد المصالح والمواطنين الأميركيين. لقد أطلقوا صواريخ على مطارات مدنية في مناسبات عديدة، استهدفوا البنية التحتية للطاقة المدنية، وهددوا الشحن الدولي".

وأضافوا "نذكرك أيضا أن الحوثيين لديهم سجل حافل باحتجاز مواطنين أميركيين ظلما. بالإضافة إلى ذلك، في أواخر عام 2021، اقتحموا مجمع السفارة الأميركية في صنعاء وسجنوا العديد من الموظفين المعينين محليا. علاوة على ذلك، من الثابت أن الحوثيين يتلقون التدريب والدعم المالي من الحرس الثوري الإيراني، الذي هو في حدّ ذاته مصنف كمنظمة إرهابية".

وأكدوا أن "إلغاء تصنيف الحوثيين دون أي تغيير جوهري في السلوك، كما حدث سابقا، يقوض مصداقية أداة السياسة الخارجية المهمة هذه" داعين الولايات المتحدة إلى ضرورة استخدام كل أداة متاحة لزيادة الضغط على المسلحين الحوثيين، الذين فعلوا كل ما في وسعهم تقريبا لتقويض عملية السلام في اليمن.

وأضافوا "كان من شأن تصنيفات الإدارة السابقة أن تزيد من عزلة الحوثيين، وكبح جماح تمويلهم وردع الدعم الأجنبي المباشر، وزيادة الوعي العام بأنشطتهم: بالنظر إلى هذه الفوائد، نحثك مرة أخرى على إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية لدفع الجهود إلى تحقيق يمن موحد وذي سيادة وخال من التدخل الإيراني في سلام مع جيرانه".

واستهدف الحوثيون بصواريخ وطائرات مسيّرة أبوظبي الاثنين، ما تسبّب بسقوط ثلاثة قتلى وإصابة ثلاثة صهاريج محروقات واندلاع حريق قرب المطار. وتعهدت الإمارات والتحالف بالردّ.

وكان ذلك الاعتداء الأول من نوعه الذي ينفذه الحوثيون المدعومون من إيران على الإمارات.

وكان الحوثيون صادروا في الثالث من يناير، باخرة في البحر الأحمر ترفع علم الإمارات، وتنقل وفق التحالف، تجهيزات لمستشفى. وقال الحوثيون إنها تنقل أسلحة.