جهاديون يفرون من سجن شمال سوريا بعد هجوم لداعش

دمشق - هاجمت عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية الخميس سجنا يديره الأكراد في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، ما سمح بفرار عدد غير محدد من الجهاديين، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكدت "قوات سوريا الديمقراطية" في بيان وقوع الهجوم لكنها لم تشر إلى فرار سجناء.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن "عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية حاولت الوصول إلى بوابة السجن وتفجيرها بسيارة مفخخة، إضافة إلى تفجير صهريج محروقات، واشتبكت مع عناصر الحراسة"، مشيرا إلى "معلومات عن فرار عدد من المساجين".
وأفاد المرصد السوري بأن 18 قتيلا من القوات الكردية سقطوا في هجوم التنظيم، مشيرا إلى أنه "وثّق المزيد من الخسائر البشرية على خلفية" الهجوم، إذ "ارتفع تعداد قتلى الأسايش وحراس السجن إلى 18، ممن قضوا جميعا بالأحداث التي تشهدها المنطقة" منذ مساء الخميس.
كما شدد المرصد على أن قوات قسد تمكنت من قتل 16 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية في الهجوم.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "غويران" هو واحد من أكبر السجون التي يحتجز فيها مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا.
وقالت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في بيانها إن "قواتنا والأجهزة الأمنية المختصة تتعامل مع استعصاء (تمرّد) جديد ومحاولة فرار نفذها إرهابيو داعش المعتقلون في سجن غويران بالحسكة، بالتزامن مع تفجير سيارة مفخخة من قبل خلايا التنظيم الإرهابي بالقرب من مؤسسة السادكوب لتخزين وتوزيع المواد البترولية والقريبة من السجن".
وأضافت "عقب ذلك حدثت اشتباكات بين قوى الأمن الداخلي مع عناصر لخلايا التنظيم الإرهابي تسللت من الأحياء المجاورة".
وقال مدير المركز الإعلامي لـ"قوات سوريا الديمقراطية" فرهاد شامي إن "الوضع داخل السجن تحت السيطرة والاشتباكات متقطعة مع خلايا داعش المختبئة في الأحياء المحيطة بالسجن".
وأكد المرصد أن "قوات سوريا الديمقراطية" أرسلت تعزيزات إلى السجن وفرضت طوقا أمنيا حول المنطقة.
ولفت أيضا إلى أن طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن حلّقت فوق المنشأة وألقت قنابل ضوئية لمساندة حراسة السجن، فيما قصفت بالرشاشات مواقع متفرقة في محيطه.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية "خلافة" في 2014 تضم مساحات شاسعة من سوريا والعراق، حيث حكم التنظيم المتطرف الملايين من السكان.
ومنذ إعلان القضاء على خلافته في مارس 2019 وخسارته كل مناطق سيطرته، انكفأ التنظيم الى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق، حيث يتحصن مقاتلوه في مناطق جبلية.
ورغم هزيمته، لا يزال التنظيم المتطرف يشن هجمات في هذه المنطقة تستهدف الجيش السوري وحلفاءه، وكذلك القوات الكردية التي تدعمها واشنطن منذ فترة طويلة في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أثار الرعب في سوريا والعراق ونفذ هجمات دامية في جميع أنحاء العالم.
واندلعت الحرب في سوريا في مارس 2011 إثر قمع تظاهرات مؤيدة للديمقراطية، وباتت أكثر تشعبا على مر السنوات وشاركت فيها قوى إقليمية ودولية وشهدت تصاعدا لنفوذ الجهاديين.
وتسببت الحرب في مقتل ما يقرب من نصف مليون شخص ونزوح ملايين آخرين، وفقا للمرصد.