معرض يستعيد تاريخ السوري محمد ناجي عبيد

الفنان الراحل ترك رصيدا من الأعمال التشكيلية يقارب ستمئة لوحة من بينها لوحات لملوك وشخصيات تاريخية بارزة.
الجمعة 2022/01/21
التاريخ كما صوّره عبيد

دمشق – ضمّت أروقة المركز الثقافي العربي بدمشق معرضا تشكيليا عن إرث الفنان التشكيلي الراحل محمد ناجي عبيد الذي يعتبر واحدا من كبار التشكيليين السوريين إذ عاش أكثر من مئة عام قضى جزءا كبيرا منها في الإبداع التشكيلي بمختلف تقنياته.

وضم المعرض الذي تواصل من الثامن عشر إلى العشرين من يناير الجاري 43 لوحة تشكيلية اختيرت بعناية وكانت معظم عناوينها عن المرأة والتراث السوريين والبيئة الدمشقية بأحيائها العريقة والتراثية.

وبيّن الباحث والإعلامي مخلص المحمود أن الراحل عبيد الذي رحل عن عالمنا في العام 2019، هو أحد رواد تاريخ الفن التشكيلي وعايش كل أنواع التراث والإبداع السوري وخصوصا الفن التشكيلي، مشيرا إلى أنه أحد مؤسسي نقابة الفنون الجميلة “اتحاد الفنانين التشكيليين حاليا واتحاد الصحافيين العرب”.

ولفت المحمود إلى أن الفنان الراحل نهل واستفاد من المدارس الأوروبية ليطبقها ويطوعها تناغما مع التراث السوري، إضافة إلى امتلاكه أكثر من موهبة منها إتقانه الخط العربي.

ويرى محمد عبيد ابن الفنان أن والده كان يحمل رسالة فنية بحتة وليست تجارية، وخاض في سبيل فنه تجارب قاسية منها حالة الفقر التي عرفها في طفولته وصباه.

وقال عبيد الابن إن هذا المعرض يستعيد إرث والده ويحمل رسالة إنسانية.

وفي هذا السياق، لفتت نعيمة سليمان مديرة ثقافة دمشق إلى ضرورة التذكير بالأسماء الكبيرة مثل التشكيلي الراحل عبيد الذي ترك لنا بصمة كبيرة وواجبنا أن نعرف الأجيال على هذه القامة الكبيرة.

وأوضحت الباحثة نجلاء الخضراء أن الفنان عبيد هو أحد الفنانين التراثيين وكان يرسم الفن الشعبي في سوريا ويرفض إخضاعه للأسس الكلاسيكية ولقواعد الظل والنور والعمق، كما اعتمد على الألوان الترابية لأنها أكثر ثباتا وتعطي مدة أطول للوحة مع مزجها وتلوينها بالأكاسيد والأملاح لتبقى ثابتة مع خلطها بمواد مختلفة من زلال البيض وشمع العسل والصمغ العربي للحفاظ على ثباتها وتعتيقها ومنحها العمق التاريخي.

رسالة فنية بحتة وليست تجارية

ومحمد ناجي عبيد من مواليد عام 1918 في دير الزور بشرق سوريا. مارس في بداياته العديد من المهن فعمل صحافيا ومدرسا للتربية الفنية وخطاطا قبل أن يتفرغ للفن.

وتأثر عبيد بمدارس واتجاهات فنية مختلفة، لكن الجزء الأكبر من أعماله يندرج تحت ما يوصف “بالفن الشعبي” المستمد من الحياة اليومية للناس وعاداتهم وملابسهم ومنازلهم.

وترك الفنان رصيدا كبيرا من الأعمال يقارب 600 لوحة من بينها لوحات لملوك ورؤساء وشخصيات تاريخية بارزة مثل فاروق الأول ملك مصر والحسين بن طلال ملك الأردن والرئيس السوري أديب الشيشكلي.

وشارك في نحو 115 معرضا محليا وعربيا كما أقام 35 معرضا خاصا. كرمته سوريا في أكثر من مناسبة وحصل على 12 وساما وشهادة تقدير منها وسام “8 آذار”.

واقتنت أعماله مؤسسات ومتاحف كبيرة منها المكتبة الفرنسية في باريس، كما كانت أعماله محور عدد من الرسائل العلمية بالجامعات.

14