الخدج أكثر عرضة لخطر الإصابة بقِصر النظر

كولن (ألمانيا)- قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين إن قِصر النظر لدى الأطفال يعني رؤية الأشياء البعيدة بشكل غير واضح.

وأوضحت الرابطة أن أسباب قِصر النظر لدى الأطفال تتمثل في قلة التعرض لضوء النهار وكثرة الجلوس أمام شاشة التلفزيون والكمبيوتر وبعض الأمراض مثل السكري، كما أن الولادة المبتسرة ترفع خطر الإصابة بقِصر النظر.

ويصاب الخدج باعتلال الشبكية، وهو اضطراب يصيب الرضَّع الخدج حيث تنمو أوعية دموية صغيرة بشكلٍ غير طبيعيّ في مؤخرة العين (الشبكيَّة). ويترافق هذا الاضطرابُ بشكلٍ قويّ مع  ولادة الخدج؛ إذ تحدُث مُعظم حالاته عند الرضَّع الذين وُلِدوا قبل 30 أسبوعا من التخلق في الرّحِم.

وبالنسبة إلى مُعظم الحالات الأكثر شدة يمكن أن يؤدي النموّ غير الطبيعي والسريع للأوعية الدموية الصغيرة إلى انفصال الشبكية وضعف الرؤية. ونظرا إلى أنَ المواليد الجدد المُصابين لا تظهر لديهم أيَّة أعرَاض يستنِدُ التشخيص إلى فحصٍ دقيقٍ يقوم به اختصاصيّ العيون. وعادة ما يكُون هذا الاضطرابُ خفيفا ويزول دُون مُعالَجة، ولكن العين تحتاج إلى مراقبةٍ من قبل اختصاصيّ العيون إلى أن يكتمل نمو الأوعية الدمويَّة.

وتتمثل أعراض قِصر النظر لدى الأطفال في تضييق حدقة العين أو إغماضها نصف إغماضة عند النظر إلى الأشياء البعيدة. وتنبغي استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض من أجل الخضوع للعلاج في الوقت المناسب مثل استعمال النظارات الطبية والعدسات اللاصقة أو اللجوء إلى العمليات الجراحية، وذلك لتجنب العواقب الوخيمة التي قد تترتب على قِصر النظر مثل انفصال الشبكية والتنكس البقعي والمياه البيضاء (الكاتاراكت) والمياه الزرقاء (الجلوكوما).

ويعد مرض قصر النظر من أمراض العيون الشائعة، والتي لا يمكن بسببها أن يرى المصاب الأشياء البعيدة إلا ضبابية، في حين أنه يرى الأشياء القريبة بوضوح. يمكن أن تحدث هذه الحالة لأن القرنية تصبح منحنية، فلا تتكون الصورة التي يتم تجميعها كما هو مفترض، وإنما تتجمع أمام الشبكية وليس عليها، وبالتالي تكون الرؤية ضبابية.

وتحدث الإصابة بالحسر في الأغلب في فترة الطفولة، وتُكتشف عند شكوى الطفل من أنه لا يستطيع القراءة من على السبورة، أو لا يقدر على مشاهدة برامج التلفزيون بشكل جيد.

ويمكن أن يكون قصر النظر تدريجياً، أو يحدث سريعاً، كما أنه في الأغلب يزداد سوءاً خلال الطفولة وبداية المراهقة، وعادة ما تعود أسباب هذا المرض إلى العوامل الوراثية. وتشمل خيارات العلاج ارتداء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، ويمكن أن يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية من خلال أشعة الليز أو بعض الأساليب الأخرى.

ويواجه الشخص المصاب بقصر النظر بعض الأعراض التي تعد من أبرزها صعوبة رؤية الأشياء البعيدة خاصة أثناء الليل. ويجد أن مشاهدة برامج التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر أصبحت صعبة، ويجد أيضا صعوبة في قيادة السيارة، ويشكو البعض بسبب هذه الحالة من صداع مزمن يعود إلى إجهاد العين.

ويضطر من يعاني ضعف الإبصار إلى التحديق، أو أن يغلق جفونه بصورة جزئية حتى يستطيع الرؤية بوضوح، ونتيجةً لهذه الإصابة يتراجع نشاط المصاب سواء في العمل أو أثناء الدراسة أو حتى خلال ممارسة الرياضة.