#التشهير_بالمتحرش في السعودية.. حكم في ميزان تويتر

الرياض – تصدر هاشتاغ #التشهير_بالمتحرش الترند السعودي على تويتر، على خلفية بدء المحاكم السعودية هذا الأسبوع لأول مرة تطبيق عقوبة التشهير بالمتحرشين بذكر الاسم رباعيّا والعقوبة المقررة. وهو حكم وصفه كثيرون بـ”التاريخي” في المملكة المحافظة.
وتناقل مستخدمو مواقع التواصل بيانا أصدرته المحكمة الجزائية في المدينة المنورة تضمن الحكم على مواطن بالسجن 8 أشهر وغرامة 5 آلاف ريال والتشهير به في صحيفة “سبق” المحلية بسبب تحرشه بامرأة بلمسها من الخلف والنطق أمامها بعبارات خادشة للحياء ومضايقتها.
وقسم الحكم مستخدمي موقع تويتر الأكثر شعبية في البلاد بين من أثنى عليه باعتبار التشهير سيردع كل من يفكر في التحرش وبين من أكد أن العقوبة “مخزية” لبقية أفراد عائلة المتحرش الذين لا ذنب لهم.
وطالب معلقون بنشر صور المتحرشين لأن كثيرين يحملون نفس الأسماء الرباعية وفق تعبيرهم. وكتبت مغردة:
وقال معلق:
وتهكم مغرد:
واختار مغرد ذكر إحصائية جاء فيها:
وسخرت مغردة:
وكان هناك قسم رافض لعقوبة التشهير. واقترح معلق:
wckf3@
عاقبوه واجلدوه بس ما تشهرون فيه لأن التشهير بيكون على أهله بعد بيتضررون وهم مالهم دخل (عاقبوا المتحرش واجلدوه، لكن لا تشهروا به لأن التشهير يضر بسمعة أهله الذين لا دخل لهم في ما قام به).
لكن معلقا أكد:
S3a_sa@
#التشهير_بالمتحرش ليس فيه إساءة وإنما فيه حفظ لكرامة وحق المعتدى عليه وأخذ حقه.. أما الضرر الذي يعود على المتحرش نفسه فذلك جزاؤه لأنه أساء لنفسه واسمه وأسرته.. الناس الذين لا يستحون لا يربيها إلا القانون #أدب
وقال كاتب يدعى منصور عبدالله العلي:
لكن مغردا انتقد أصحاب هذه النظرية قائلا:
salmanjeddah4@
الذي يقتل نشهّر به. المهرب المتستر ومخالف النظام ومخالفو الإقامة ومن يصدر شيكا دون رصيد والمروج والإرهابي… كل ذلك عند البعض عادي، وحين شهرنا بالمتحرش قالوا لا حرام، لا يجوز! #التشهير_بالمتحرش #فتأمل
يذكر أن مقاطع فيديو منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر وقائع تحرش بمناسبة احتفالات اليوم الوطني الحادي والتسعين للسعودية في سبتمبر الماضي صدمت السعوديين.
وعلى الرغم من تغليظ عقوبة التحرش في السعودية خلال السنوات الماضية، إلا أن حوادث متفرقة أثارت الرأي العام. وانتشرت عدة هاشتاغات على تويتر تجرم المتحرشين على غرار #متحرشو_اليوم_الوطني.
ومن ضمن الإصلاحات الاجتماعية التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان صدور قانون التحرش الذي “يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنتين وبغرامة مالية لا تزيد على 100 ألف ريال (نحو 30 ألف دولار أميركي)، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب جريمة تحرش”.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أن العقوبة سيتم تغليظها لتصل إلى خمس سنوات سجنا، وغرامة مالية تصل إلى 300 ألف ريال (79.978 دولار) في حال تكرار التحرش أو ممارسته بحق فئات معينة تشمل الأطفال وذوي الإعاقة. وسبق أن تعاملت السلطات بشكل حازم مع أشخاص تورطوا في وقائع تحرش أو ضايقوا النساء.
ونشرت وزارة الداخلية صورا ومقاطع فيديو تظهر القبض على بعض المتحرشين، وهو ما قابله سعوديون بالثناء. وكان لافتا انتشار هاشتاغ #متعريات_اليوم_الوطني. ويبدو أن المشاركين في الهاشتاغات حسابات جديدة تندرج ضمن خانة ما يعرف بـ”الذباب الإلكتروني” وهدفها تأليب الرأي العام ضد العقوبات وتحميل النساء مسؤولية التحرش بهن لفتح جبهة نقاش ضد القرارات الحكومية.
ويذكر أنه قبل مدة تصدر هاشتاغ #متحرش_افضحوه الترند على تويتر في السعودية، على خلفية موافقة مجلس الشورى السعودي على “إدراج عقوبة التشهير بحق المتحرش حسب جسامة الجريمة وتأثيرها، على أن يكتسب الحكم الصفة النهائية”.
وقوبل قرار مجلس الشورى السعودي بتأييد واسع على تويتر، ودأب سعوديون على المطالبة بمعاقبة المتحرش بالتشهير به، مؤكدين أن ذلك سيقلص من ظاهرة التحرش في المجتمع، وسيردع من تسول له نفسه ذلك. ويقول مؤيدو إقرار التشريع الجديد إن التشهير بالمتحرشين سيحد من حوادث التحرش.
وتشهّر السعوديات فعلا بالمتحرشين بهن عبر نشر صورهم على حساباتهن في موقع تويتر، محولات بذلك هواتفهن الذكية إلى سلاح فعال ضد التحرش. وقدمت السعوديات درسا في الإصرار، إذ تغيّرت صورة المرأة السعودية تدريجيا في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام العربي وحتى العالمي لتتحوّل من ربة منزل مطيعة إلى امرأة أكثر استقلالية ضمن رؤية 2030. وأثمرت حملات تويتر الحصول على جزء مهم من حقوقهن.