من يحدد معنى "الحياد المقدس" في بي.بي.سي

لندن - قال ديفيد جوردان مدير السياسة التحريرية في هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي إن الهيئة تعارض ما يسمى “ثقافة الإلغاء” وستكون دائما منصة للأفراد الذين لديهم وجهات نظر مخالفة.
وأضاف أن المذيع يجب أن “يمثل جميع وجهات النظر” وتابع “لا نؤيد ثقافة الإلغاء التي قد تطرحها بعض المجموعات”.
وأشار جوردان إلى أنه يجب على الجميع أن يتوقعوا أن يتم تمثيل وجهات نظرهم بشكل مناسب من قبل الهيئة حتى لو كانوا يعتقدون أن الأرض مسطحة. وقال “من المهم بالنسبة إلى هيئة الإذاعة البريطانية أن نمثل جميع وجهات النظر ونعطيها الوزن المناسب”.
وشرح “لن يحصل أصحاب الأرض المسطحة على مساحة كبيرة مثل الأشخاص الذين يعتقدون أن الأرض كروية، ولكن في بعض الأحيان قد يكون من المناسب إجراء مقابلة مع صاحب الأرض المسطحة. وإذا كان الكثير من الناس يؤمنون بالأرض المسطحة، فسنحتاج إلى معالجتها أكثر”.
وردا على سؤال حول قضايا مثل حقوق المتحولين جنسيا، قال جوردان للجنة الاتصالات في مجلس اللوردات إن “الحياد يجب أن ينتصر على الهوية الشخصية”. وانتقد جوردان صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية بسبب بعض خياراتها التحريرية في هذا المجال، وقال إنه “لا ينبغي لموظفي بي.بي.سي الفرديين استخدام حق النقض ضد التغطية”. وأكد أن أعضاء فريق العمل “يجب أن يتركوا تحيزاتهم عند الباب، يجب أن يكونوا مستعدين لسماع وجهات النظر التي قد يختلفون معها شخصيًا”.
ديفيد جوردان مدير السياسة التحريرية في هيئة الإذاعة البريطانية يؤكد أن الحياد يجب أن ينتصر على الهوية الشخصية
ويحاول تيم ديفي المدير العام المدير لهيئة الاذاعة البريطانية، التي يتم تمويلها بشكل أساسي من رسوم التراخيص التي تدفعها الأُسر التي تشاهد التلفزيون، وضع الحياد في قلب خطابه من أجل مستقبل قسم الأخبار في الهيئة، وقد اتخذ بالفعل إجراءات صارمة ضد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأعلن عن مراجعات حيادية مستمرة. ومع ذلك، تتعامل الهيئة حاليًا مع معارك الموظفين الداخلية حول نهجها في تغطية موضوعات شائكة مثل السياسة والعرق وتحديد الهوية الجنسية وتواجه أسئلة أوسع حول “من يمكنه تحديد الحياد”.
وقال ديفي إنه كان على علم بمخاوف العاملين من أن التركيز على الحياد قد يترك صحافيي بي.بي.سي مترددين في المخاطرة واتخاذ قرارات تحريرية جريئة. واعترف ديفي أن التزام بي.بي.سي “المقدس” بالحياد أصبح “أصعب الآن، بسبب اشتعال الحروب الثقافية، لدينا معركة حقيقية بين أيدينا”.
واشار ديفي، بعد عام من توليه ادارة هيئة الإذاعة البريطانية، أن الشركة تعمل في بيئة أكثر تقلباً مما كانت عليه في تاريخها البالغ 99 عامًا. وتابع “نسير على حبل مشدود كل يوم، لكن علينا القتال من أجل قيم الحياد”.
وسبق أن أوضح أمام لجنة اختيار وسائل الإعلام في مجلس العموم البريطاني “لم تصبح بي.بي.سي شيئا يذكر إذا ما امتنعت عن فتح الباب للمناقشات ونشر وجهات النظر المتنوعة”. وتابع “أعتقد أن هذا ضروري بالنسبة إلينا. إن مهمة الحياد حرجة حيث تضعك في مكان مختلف تمامًا عن المكان الذي يتجه إليه بقية العالم من وجهة نظري، وهو مكان خطر حول وسائل الإعلام”.