تمكين الشباب وتعزيز الشفافية أولوية لدى سلطان عُمان خلال المرحلة المقبلة

مسقط - أعرب سلطان عُمان هيثم بن طارق عن رضاه عن التغير الإيجابي للمسار المالي للبلاد، مشددا على أن تمكين الشباب وتعزيز الشفافية في عمل الحكومة سيكونان أولوية خلال المرحلة المقبلة.
جاء ذلك في خطاب وجهه لمواطني بلاده بمناسبة ذكرى جلوسه على العرش في الحادي عشر من يناير 2020، خلفا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد.
وقال السلطان هيثم بن طارق “أداؤنا الاقتصادي والمالي في تحسن وفقا لما هو مخطط له لرؤية 2040″، مؤكدا أنه لن يتوانى عن بذل كل ما هو متاح لصون مكتسبات الوطن.
وأوضح أن الاستثمار المحلي مهم جداً، مشددا في الوقت ذاته على التطلع لكي تكون سلطنة عُمان وجهة للاستثمار الدولي.
وخص سلطان عُمان الشباب بحيز مهم من خطابه الذي بث عبر تلفزيون وإذاعة عُمان، حيث أكد على ضرورة الاهتمام بهذه الفئة وإشراكها في بناء الوطن والاستفادة من إسهاماتها الفاعلة في مسيرة البلاد.
وشدد على أهمية ما أنجز في ملف التوظيف رغم صعوبة المرحلة. وتطرق إلى توفير فرص عمل للمواطنين المؤهلين من أجل الانخراط في سوق العمل، وتقديم الدعم والحوافز للمؤسسات الصغيرة والناشئة.
السلطان هيثم بن طارق وضع منذ توليه الحكم أسسا وقواعد للحفاظ على المنجزات التي حققتها النهضة العمانية خلال العقود الخمسة الماضية والبناء عليها
وفي مايو 2021 اندلعت احتجاجات نادرة بالبلاد في مدينة صحار شمالي سلطنة عُمان تطالب بفرص عمل، في ظل نسب بطالة رسمية بلغت حتى نهاية أبريل من العام ذاته 2.3 في المئة، قبل أن تطلق وزارات فرص عمل وتستوعب تلك المطالبات.
وشدد السلطان هيثم بن طارق في خطابه على أن الاستثمار المحلي إحدى الركائز لتنويع مصادر الدخل، حاثا على استثمار رؤوس الأموال المحلية.
ولفت إلى حرصه في المرحلة المقبلة على الانتقال بالأداء الحكومي إلى مستوى آخر. ودعا مواطني بلاده إلى “الانفتاح المتوازن على العالم والتفاعل معه بإيجابية دون نسيان الهوية وفقدان الأصالة”.
وقال “نهِيب بأبنائنا وبناتنا التمسك بالمبادئ والقيم، فلنعتز بهويتنا وجوهر شخصيتنا، ولننفتح على العالم في توازن ووضوح، ونتفاعل معه بإيجابية، لا تفقدنا أصالتنا ولا تنسينا هويتنا”.
وقدم السلطان هيثم بن طارق جملة من التوجيهات للحكومة التي طالبها بـ”الإسراع في دعم وتطويِر منظومة الإنذار المبكر لمواجهة الطقس السيء، وتبني أفضل منهجيات التخطيط الحضري للحدّ من آثار هذه الأنواء المناخية”.
وسجلت سلطنة عُمان في أكتوبر الماضي مصرع 12 شخصا على الأقل وحالات فقدان وبلاغات احتجاز وانهيار، جراء إعصار “شاهين” المداري، وسط إجراءات حكومية متسارعة شهدت عطلة ليومين، وتدخل القوات المسلحة للإنقاذ.
سلطان عُمان أكد على ضرورة الاهتمام بفئة الشباب وإشراكها في بناء الوطن والاستفادة من إسهاماتها الفاعلة في مسيرة البلاد
ومنذ اليوم الأول لجلوس السلطان هيثم بن طارق على العرش، أكد في خطابه الأول أنه ماضٍ في الحفاظ على ما أنجزه السلطان الراحل قابوس بن سعيد والبناء عليه.
ووضع منذ توليه الحكم أسسا وقواعد للحفاظ على المنجزات التي حققتها النهضة العمانية خلال العقود الخمسة الماضية والبناء عليها، وصون مكتسبات النهضة لقيادة بلاده نحو تحقيق المزيد من التقدم والازدهار واستكمال بناء الدولة الحديثة وتسريع وتيرة الإنجازات.
وفي العام الأول من حكمه أصدر سلسلة من المراسيم لإعادة هيكلة مفاصل الدولة وتسريع وتيرة الإنجازات، كان من أبرزها إصداره في أغسطس 2020، 28 مرسوما أعاد بموجبها هيكلة الكثير من مفاصل الدولة، حيث تضمنت إلغاء قوانين وإعادة هيكلة بعض الوزارات واستحداث أخرى وتغيير مسميات بعضها ضمن مسارات واضحة لتحسين الأداء وزيادة الإنتاج وخفض الإنفاق والقضاء على البيروقراطية.
كما أصدر مرسومين تاريخيين في الحادي عشر من يناير الماضي في الذكرى الأولى لاعتلائه العرش يتعلقان بالنظام الأساسي للدولة والسلطة التشريعية.
وتم بموجب المرسومين وضع آلية محددة ومستقرة لانتقال ولاية الحكم في السلطنة، واستحدث منصب ولي العهد لأول مرة في تاريخ البلاد. كما تم تحديد مهام واختصاصات البرلمان، إضافة إلى تغييرات أخرى شملت مختلف مناحي الحياة ومختلف الأجهزة والسلطات في السلطنة تدشن مرحلة جديدة يسطر فيها العمانيون مسيرة نهضتهم المتجددة نحو مستقبل واعد، بنظام حكم يمثل لهم صمام الأمان.
وعلى صعيد مواجهة جائحة كورونا تم تشكيل لجنة عُليا مكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار الفايروس والتعامل مع انعكاساته الاقتصادية، عملت على توفير لقاحات معتمدة دوليًّا مضادة للفايروس وإجراءات أخرى بهدف حماية المواطنين والمقيمين في أرض عُمان.