تعديل النظام الغذائي يحمي الأطفال من السمنة

برلين – تشكل السمنة خطرا يهدد صحة الأطفال. وقالت الجمعية الألمانية للسِمنة إن السِمنة لدى الأطفال لها أسباب عدة، أبرزها اكتساب الجسم لسعرات حرارية كثيرة من خلال التغذية وانخفاض معدلات حرقها بسبب قلة النشاط البدني، ما يؤدي إلى تراكم الدهون الزائدة في الخلايا الدهنية.
وأوضحت الجمعية أن الهرمونات، التي لها علاقة بالنمو وتوازن الطاقة، تلعب أيضا دورا مهما في الإصابة بالسِمنة، مثل هرمون الغدة الدرقية (ثيروكسين)، الذي ينظم عملية التمثيل الغذائي ودرجة حرارة الجسم. وإذا كان الجسم يحتوي على القليل جدا من هذا الهرمون، فيزداد وزن الجسم.
ويتشكل هرمون الجوع “اللبتين” في الأنسجة الدهنية ويبلغ الدماغ عن مقدار الطاقة المخزنة. وإذا تم تكسير كتلة الدهون وانخفض مستوى “اللبتين” نتيجة لذلك، يقوم هذا الهرمون بإطلاق الشعور بالجوع الشديد، ومن ثم يرغب الطفل في تناول الطعام.
وحذرت الجمعية من خطورة السِمنة على الأطفال؛ حيث أنها ترفع خطر إصابتهم بداء السكري من النوع الثاني واضطراب التمثيل الغذائي للدهون والكبد الدهني غير الكحولي وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى التأثير السلبي على الحالة النفسية والثقة بالنفس.
ولتشخيص السِمنة لدى الطفل، يتم احتساب مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index) المعروف اختصارا بـ(BMI)، أي تقدير نسبة الدهون في الجسم من خلال تحديد وزن الجسم بالنسبة إلى حجم الجسم، مع مراعاة العمر والجنس.
وأشارت الجمعية إلى أنه يمكن محاربة السِمنة لدى الأطفال من خلال تعديل النظام الغذائي، أي الابتعاد عن الأطعمة الدهنية والوجبات السريعة، إلى جانب المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية.
ويستند علاج السِمنة في مرحلة الطفولة إلى سن الطفل وما إذا كانت لديه حالة مرضية أخرى. وعادة ما يتضمن العلاج تغييرات في عادات الأكل ومستوى النشاط البدني للطفل. وقد يشمل العلاج في حالات معينة تناول أدوية أو إجراء جراحة لإنقاص الوزن.
وأوصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بإلحاق الأطفال فوق سن عامَين الذين يندرج وزنهم ضمن فئة الوزن الزائد ببرنامج الحفاظ على الوزن لإبطاء زيادة الوزن. وتُتيح هذه الاستراتيجية زيادة طول الطفل بعض السنتيمترات من دون زيادة في الوزن، ما يؤدِّي إلى انخفاض مؤشِّر كتلة الجسم بمرور الوقت ليصبح في نِطاق صحي.
كما يمكن تشجيع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و11 عاما والمصابين بالسمنة على تغيير عاداتهم الغذائية لإنقاص الوزن تدريجيا بمعدل لا يزيد على رطل واحد (أو نصف كيلوغرام تقريبا) كل شهر. كما يمكن تشجيع الأطفال الأكبر سنا والبالغين المصابين بالسمنة أو السمنة المفرطة على تغيير عاداتهم الغذائية بهدف فقدان الوزن بمقدار رطلين (أو كيلوغرام واحد تقريبا) أسبوعيا.
وتتشابه أساليب المحافظة على الوزن الحالي للطفل وأساليب إنقاص الوزن حيث يحتاج الطفل إلى اتباع نظام غذائي صحي، في ما يتعلق بنوع الطعام وكميته، وزيادة الأنشطة البدنية. ويعتمد النجاح بشكل كبير على إرادة الوالدين في مساعدة الطفل على تحقيق التغيير المنشود.