"خارج الموقع - داخل الموقع".. معرض يتخلى عن المقومات التقليدية للجمال

تونس - احتضنت مدينة صفاقس الواقعة جنوب تونس، من الرابع من يناير إلى السادس منه، معرضا فرديا للفنانة التشكيلية غادة بوزغندة، في المركز الثقافي فندق الحدادين الواقع وسط المدينة العتيقة.
“آكس سيتو/ اين سيتو”، أو كما يترجم في اللغة العربية بـ”خارج الموقع - داخل الموقع”، هو عنوان المعرض الذي قدم لمحبي الفن التشكيلي 21 لوحة، التقطتها الفنانة التشكيلية في ربوع المدينة العتيقة بصفاقس أي “داخل الموقع” ومنقولة إلى المعرض أي “خارج الموقع “، لتكون بمثابة ذاكرة للمدينة وتوثيق للهوية المعمارية ورصد الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأبناء الجهة من خلال الاهتمام بشواغلهم وأحلامهم وتطلعاتهم.

المعرض مبادرة توعوية تطمح إلى تثمين التراث المادي واللامادي عامة والمعماري والحرفي بمحافظة صفاقس التونسية
وتقول بوزغندة إنها تهدف من خلال المعرض إلى التشجيع على أهمية الحفاظ على معالم المدينة العتيقة من خلال إطلاق مبادرة توعوية تطمح إلى تثمين التراث المادي واللامادي عامة والمعماري والحرفي بصفاقس على وجه الخصوص.
ويجمع هذا المعرض الفردي بين تقنيات فنية متنوعة تجسدت في إحدى وعشرين لوحة فوتوغرافية على حوامل مختلفة (قماشي وورقي وبلاستيكي) وثلاثة تسجيلات فيديو، موزعة بين أروقة الفضاء العلوي للمركز الثقافي فندق الحدادين، الذي تحول إلى مسلك فني وفسحة بين ذاكرة فضاء سوق الحدادين وأجواء المدينة وشواهد ميدانية من خلال أعمال فنية شخصية تجسد تملّك المدينة بفضل نسيجها المعماري والمجتمعي وقدرتها على التواصل المباشر مع السكان المحليين ومشاركتهم في إبداع جماعي ضمن تجربة فنية تهدف إلى تنشيط الفضاء العمومي وإحياء تاريخ وواقع المدينة وأحلام أبنائها.
وأوضحت بوزغندة أن هذه اللوحات الفنية “تبرهن للآخرين أن الفن لا يهتم فقط بإنتاج أغراض لوضعها داخل المعرض بل إنه من الممكن أن تكون هناك خارج المعرض علاقة مع المجال الفني من المهم استغلالها”.
وأضافت “هذه الأعمال عبارة عن تقديم لإطار مادي للوجود وتخلّ كلي عن مقومات الجمال التقليدية، فالواقع مغاير تماما وليس بالضرورة جميلا، كما أنها بمثابة الاشتغال على مادية الواقع التي تتطلب التعامل اليومي وتقصي ظروف الناس. وعلى هذا الأساس تطرح هذه التوليفة من اللوحات الفنية مقاربة جمالية تهتم بدرجة أولى بالعلاقات بين البشر أي ‘العلاقات الجمالية’، ليصبح هدف العمل الفني من خلال هذه المقاربة هو تطوير نماذج اجتماعية وتشكيل أساليب عيش من صميم الواقع كما تصبح العلاقات من خلاله شكلا فنيا والتقاء وتواصلا وقربا بالأساس”.
وغادة بوزغندة هي باحثة وفنانة تشكيلية متخصصة في الفن السياقي وسبق لها أن قدمت معرضين شخصيين في تركيا سنة 2018 وفرنسا سنة 2019 كما شاركت في عدة معارض جماعية محليا.