تخفيف قيود كورونا ورقة جونسون لشراء السلم الاجتماعي في بريطانيا

حكومة رئيس الوزراء البريطاني تعارض فرض قيود جديدة بسب وباء كورونا.
الخميس 2022/01/06
جونسون يحاول امتصاص الغضب الشعبي

لندن - أفاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن بلاده يمكنها تجاوز موجة تفشي وباء كورونا وتخفيف القيود في هذا الشأن، في محاولة منه لشراء السلم الاجتماعي مع البريطانيين بعد تراجع شعبيته السياسية في الفترة الأخيرة.

وقال بوريس جونسون إن بلاده يمكنها تجاوز موجة كوفيد - 19 دون فرض قيود أكثر صرامة، في الوقت الذي حذر فيه أيضا من أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تتعرض لضغط متزايد.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن بريطانيا سجلت 218 ألفا و724 حالة إصابة جديدة قياسية حتى الثلاثاء بسبب الانتشار السريع للمتحور أوميكرون من فايروس كورونا، وحذر رئيس الوزراء من أن الأسابيع المقبلة ستمثل تحديا بالنسبة إلى بريطانيا.

رئيس الوزراء البريطاني يسعى لاسترجاع جزء من شعبيته المتراجعة بعد فشله في إدارة الشأن العام وتجاوز الأزمات

ولكنه قال أيضا إن برنامج التطعيم المعزز والقواعد التي تم فرضها قبيل أعياد الكريسماس تبدو كافية الآن، متابعا “لدينا فرصة جيدة للخروج من موجة أوميكرون دون الحاجة إلى فرض المزيد من القيود، وبالتأكيد دون الحاجة إلى فرض إغلاق آخر”.

كما أوضح جونسون أن إلغاء ضريبة القيمة المضافة من فواتير الطاقة سيكون “وسيلة فظة بعض الشيء، وتكمن الصعوبة في أنه في نهاية المطاف سيتم خفض فواتير الوقود عن كثير من الأشخاص الذين ربما لا يحتاجون إلى الدعم”.

ويسعى رئيس الوزراء البريطاني لاسترجاع جزء من شعبيته السياسية المتراجعة في الفترة الأخيرة، بعد فشله في إدارة الشأن العام وتجاوز الأزمات والعراقيل، فضلا عن سلسلة من الفضائح.

وتأخر حزب المحافظين بزعامة جونسون بستّة عشر في المئة عن حزب العمال المعارض في الدوائر التي تعرف باسم “الجدار الأحمر”، في إشارة إلى الدوائر الانتخابية التي كانت تميل تاريخيا لدعم حزب العمال، لكنها صوتت لصالح المحافظين في الانتخابات الأخيرة.

ووفقا لاستطلاع نقلت وكالة بلومبرغ للأنباء نتائجه الأحد، فقد حصل حزب العمال على 49 في المئة من الدعم مقابل 33 في المئة للمحافظين في إجمالي المناطق الـ57 التي فاز بها المحافظون في انتخابات 2019.

وردا على سؤال عن اتجاهات التصويت في الانتخابات الوطنية على وجه التحديد، أبدى 40 في المئة دعمهم للمعارضة، بينما ظل 35 في المئة مع المحافظين.

ووفقا لمؤسسة “دلتا بول” سيخسر المحافظون أكثر من مئة مقعد إذا تحققت نتائج الاستطلاع في انتخابات عامة.

ويأتي ذلك بعد عامين تقريبا على انتشار جائحة كورونا، فضلا عن سلسلة من الفضائح كانت من بينها إقامة مسؤولين في الحكومة احتفالات قبل عيد الميلاد عام 2020، بينما كانت الحكومة تطلب من مواطنيها عدم إقامة أي تجمعات في هذه المناسبة.

بريطانيا تسجل 218 ألفا و724 حالة إصابة جديدة بسبب الانتشار السريع للمتحور أوميكرون من فايروس كورونا

ومني حزب المحافظين مؤخرا بهزيمة نكراء في انتخابات تشريعية فرعية جرت في دائرة نورث شروبشير وسط إنجلترا، وخسر فيها أحد معاقله.

وتحولت نهاية العام إلى كابوس لزعيم حزب المحافظين بعد عامين على انتصاره الانتخابي التاريخي بتعهده بتحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما عكست الهزيمة التي مني بها الزعيم البالغ من العمر سبعة وخمسين عاما سخطا شعبيا.

وقال رئيس حزب المحافظين أوليفر دودن إن “الناخبين في نورث شروبشير سئموا، وأعتقد أنهم أرادوا توجيه رسالة لنا.. سمعناها”، فيما وصفت وسائل إعلام بريطانية هزيمة حزب رئيس الوزراء بأنها “إهانة” لجونسون و”كابوس قبل عيد الميلاد”.

ولم تعد فرضية التصويت بحجب الثقة عنه داخل الحزب والتي من شأنها أن تؤدي إلى استبداله على رأس الحكومة من المحرمات، حتى لو أشار عدد قليل من النواب إلى أنهم يؤيدون ذلك.

وسبق أن قالت صحيفة تايمز البريطانية إن وزير المالية ريتشي سوناك وتسعة وزراء آخرين في حكومة جونسون يعارضون دعوات المستشارين العلميين لفرض قيود جديدة بسب وباء كورونا قبل أعياد الميلاد، وذلك بالتشكيك في دقة النموذج الرسمي.

5