"بارقة".. الحياة وتفاصيلها ببصيرة مكفوفين سعوديين

نجران (السعودية) - انطلق معرض الفن التشكيلي “بارقة” لفئة المكفوفين من جميع أنحاء السعودية الثلاثاء، والذي يقام لأول مرة، وينظمه النادي الأدبي بنجران بالتعاون مع جمعية “بصيرة”، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، ويفتتحه الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة نجران بقاعة كلية التقنية.
ويشارك في المعرض حوالي اثني عشر رساما ورسامة من فاقدي البصر في أنحاء المملكة، ويعرض المشاركون لوحاتهم الخاصة، كما يشاركون في ورشات فردية وجماعية في الرسم أمام زوار المعرض.
وشارك في تنظيم هذا المعرض الأول من نوعه في محافظة نجران والثاني على مستوى المملكة، عدد من المؤسسات الحكومية، كإدارة التعليم وجامعة نجران، ومدارس الأحفاد الأهلية، وبعض الجمعيات المتخصصة في خدمة الكفيف، وجمعية شمعة أمل، ونادي المعاقين، ونور نجران.
وتعرف محافظة نجران بعقدها العديد من الأنشطة الفنية في مراكزها الثقافية كجمعية الثقافة والفنون، ومكتبة نجران العامة، والنادي الأدبي وهو أحد الأندية الأدبية الستة عشر المنتشرة في المملكة العربية السعودية ويتبع النادي مباشرة وزارة الثقافة والإعلام.
واعتبر رئيس النادي الأدبي الثقافي بنجران والمشرف العام على المعرض سعيد آل مرضمة، أن هذا المعرض يعتبر الأول من نوعه على مستوى السعودية والأندية الأدبية، حيث لم يكتف القائمون عليه بتقديم التشكيليين المكفوفين من محافظة نجران فقط وإنما تم استقطاب الفنانين المشاركين من فئة المكفوفين من جميع أنحاء المملكة، بهدف إبراز جهودهم وإبداعاتهم المختلفة وأساليبهم التشكيلية المتنوعة لممارسة هذا الفن.

وكان أول معرض تشكيلي للمكفوفين في المملكة عقد في يونيو من العام 2016 بالمركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة، بعنوان “رؤية” وبمشاركة ثلاثين فنانا وفنانة تشكيلية عرضوا 60 لوحة متنوعة من مختلف المدارس الفنية، لمدة خمسة أيام. وفتح المعرض الفرصة أمام المحاولات الشبيهة والتي تدعم جهود ذوي الاحتياجات الخاصة في ممارسة مختلف أنواع الفنون.
ووفق إحصاءات اللجنة السعودية لمكافحة العمى تشكل نسبة الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية 7.1 في المئة من إجمالي سكان المملكة. وتقدر مؤشرات سابقة للجنة عدد المصابين بالإعاقة البصرية في المملكة بحوالي مليون شخص منهم 150 ألف كفيف.
ولا يقتصر معرض “بارقة” على التعريف بمواهب المكفوفين من الرجال، بل يفتح المجال أمام المرأة السعودية المبدعة في الفن التشكيلي، مقدما لوحات العديد من النساء المكفوفات، بهدف تدعيم فرص ذوات الإعاقة ضمن الحراك المجتمعي، وليلتحقن بركب الحركة الثقافية الواسعة التي تشهدها المملكة ضمن “رؤية 2030” التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وتدعم تمكين المرأة وتحررها لتنخرط في تيارات التنمية بمختلف أنواعها ومنها التنمية الثقافية.
وخلال السنوات القليلة الماضية صارت المملكة العربية السعودية ومدنها منارات ثقافية وفنية تنافس بمنجزها ومنتجها العواصم العربية القديمة المشهورة بغزارة إنتاجها الثقافي وثرائها الإبداعي الذي أغنى الثقافة العربية بكنوز من المعارف الفنية.